اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٣ كانون الأول ٢٠٢٥
أشاد الخبير السويسري في الأمن السيبراني غيوم ساولي بالمستوى المتقدم الذي حققته الكويت في مجال البنية الرقمية والاتصالات، مؤكداً أن البلاد تتمتع بقاعدة قوية يمكن البناء عليها إذا استُكملت بتشريعات عصرية وورش تدريبية مؤسسية للكوادر الوطنية.وفي تصريح لـ«الجريدة»، خلال زيارته مؤخراً للكويت للاطلاع على الواقع السيبراني، قال ساولي إن الكويت تستند اليوم إلى واحدة من أفضل البنى التحتية الرقمية في المنطقة، مضيفاً أن تغطية الألياف البصرية تصل إلى 97 في المئة من البلاد، كما أن شبكات الجيل الخامس 5G منتشرة على نطاق واسع. وشدد على أن هذا المستوى من الجاهزية يضع الكويت في موقع تنافسي قوي لبناء اقتصاد رقمي متطور، ورأى أن وجود لاعبين كبار مثل «زين» و«STC» و«أوريدو» يشكل بيئة صحية تدفع إلى الابتكار، وتابع: «لدينا في الكويت سباق إيجابي نحو تطوير الخدمات الرقمية، وهذا عنصر نادر في المنطقة».وأشار إلى أن القطاعين المصرفي والمالي يتمتعان ب«نضج سيبراني مرتفع»، معتبراً أن القطاع المالي هو الأكثر التزاماً بالمعايير العالمية، والأقرب إلى النماذج المتقدمة، مؤكداً أن الثقة عنصر أساسي في هذا القطاع، وبالتالي فإن جاهزيته الرقمية تشكل رافعة مهمة لبناء بيئة مالية آمنة ومحفّزة للاستثمار. وأشاد بالتوجه الرسمي في الكويت إلى تأسيس كيانات وطنية للأمن السيبراني، وإطلاق برامج توعية، واصفاً هذه الخطوات بأنها «أساس ضروري لبناء منظومة رقمية حديثة».فجوات وتحديات
أشاد الخبير السويسري في الأمن السيبراني غيوم ساولي بالمستوى المتقدم الذي حققته الكويت في مجال البنية الرقمية والاتصالات، مؤكداً أن البلاد تتمتع بقاعدة قوية يمكن البناء عليها إذا استُكملت بتشريعات عصرية وورش تدريبية مؤسسية للكوادر الوطنية.
وفي تصريح لـ«الجريدة»، خلال زيارته مؤخراً للكويت للاطلاع على الواقع السيبراني، قال ساولي إن الكويت تستند اليوم إلى واحدة من أفضل البنى التحتية الرقمية في المنطقة، مضيفاً أن تغطية الألياف البصرية تصل إلى 97 في المئة من البلاد، كما أن شبكات الجيل الخامس 5G منتشرة على نطاق واسع.
وشدد على أن هذا المستوى من الجاهزية يضع الكويت في موقع تنافسي قوي لبناء اقتصاد رقمي متطور، ورأى أن وجود لاعبين كبار مثل «زين» و«STC» و«أوريدو» يشكل بيئة صحية تدفع إلى الابتكار، وتابع: «لدينا في الكويت سباق إيجابي نحو تطوير الخدمات الرقمية، وهذا عنصر نادر في المنطقة».
وأشار إلى أن القطاعين المصرفي والمالي يتمتعان ب«نضج سيبراني مرتفع»، معتبراً أن القطاع المالي هو الأكثر التزاماً بالمعايير العالمية، والأقرب إلى النماذج المتقدمة، مؤكداً أن الثقة عنصر أساسي في هذا القطاع، وبالتالي فإن جاهزيته الرقمية تشكل رافعة مهمة لبناء بيئة مالية آمنة ومحفّزة للاستثمار.
وأشاد بالتوجه الرسمي في الكويت إلى تأسيس كيانات وطنية للأمن السيبراني، وإطلاق برامج توعية، واصفاً هذه الخطوات بأنها «أساس ضروري لبناء منظومة رقمية حديثة».
فجوات وتحديات
في المقابل، ورغم نقاط القوة، يؤكد ساولي أن «الكويت لا تزال تواجه مجموعة من التحديات التي يجب التعامل معها بجدية لضمان استدامة بنيتها الرقمية، فهي تفتقد حتى الآن تشريعاً شاملاً لحماية البيانات شبيها بالنظام الأوروبي GDPR، وهذا يخلق فجوة ثقة خطيرة، خصوصاً في عصر الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية».
وبعدما حذّر من أن «غياب حواجز الحماية القانونية يجعل البيانات الفردية والمؤسسية عرضة للاستغلال»، استعرض أمثلة على قرارات سياسية مفاجئة قد تمنع وصول مؤسسات إلى بياناتها المحفوظة لدى شركات أميركية أو غيرها، مؤكداً أن «هذا النموذج يمكن أن يؤدي إلى خسائر ضخمة، ويقوّض السيادة الرقمية».
ولفت إلى وجود فجوات واضحة في القطاعات الصناعية، والنفطية، واللوجستية، والموانئ، سواء على مستوى التنظيم أو التشغيل، ما يجعلها أكثر عرضة للهجمات، مبيناً أن «الكويت تعاني من نقص في المهندسين والتقنيين المتخصصين بالأمن السيبراني، سواء في الجامعات أو الحقول العملية».
وشدد على أن «التدريب العملي داخل المؤسسات، وليس التدريب النظري المنفصل، هو الطريق الأسرع لسد هذه الفجوة»، وكشف أن نحو «85% من الهجمات السيبرانية تستهدف الإنسان لا التكنولوجيا».
مسارات للتعاون
ورداً على سؤال عن إمكان دعم بلاده للكويت في هذا المجال، اقترح الخبير السويسري ثلاثة مسارات مباشرة للتعاون: نقل المعرفة والخبرات المؤسسية من خلال شركات سويسرية متقدمة في الهوية الرقمية وإدارة البيانات والأمن الشامل، إنشاء مبادرات وطنية تجمع الحكومة والقطاع الخاص والجامعات على غرار التجربة السويسرية TransValley وتقديم حلول جاهزة وليست مجرد استشارات، حيث تلتزم الشركات السويسرية بتسليم منتجات سيبرانية متكاملة تشمل التصميم والتنفيذ والتدريب، مع نقل المعرفة للكوادر الكويتية.
ورحب بمبادرة وزارة التربية الكويتية في إدراج الأمن السيبراني في مناهج التعليم، معتبراً أنها خطوة صحيحة، وأكد استعداد شركته لتوفير مواد توعوية مبسّطة ومكيّفة ثقافياً، سواء للأطفال أو المراهقين أو حتى الكبار.
وأكد أن بناء «ثقافة سيبرانية» يبدأ من المدرسة، وأن الجيل الجديد يمكن أن يؤدي دوراً في حماية أسرته ومجتمعه رقمياً، مضيفا أن الأمن السيبراني ليس عبئاً أو تهديداً ولا تكلفة خاسرة، بل رصيد استراتيجي وعنصر أساسي لبناء الثقة، وضمان استمرارية الأعمال، وتحقيق ميزة تنافسية على مستوى الدولة والمؤسسات.


































