اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
أشار تقرير EY لأبحاث الثروات العالمية لعام 2025، إلى أن المستثمرين في دول الخليج يتسمون بحذر واستباقية أكبر مقارنة بأقرانهم في مناطق أخرى حول العالم، حيث يركزون أكثر على الشفافية ووضوح التكاليف وتقديم عروض مصممة خصيصاً.
قال التقرير إن قطاع إدارة الثروات في دول الخليج يشهد تحولاً جذرياً، وذلك على خلفية التغير في توقعات العملاء والتطورات التكنولوجية. ويتسم سلوك المستثمرين في المنطقة بتفاعل أكبر مع المستشارين، وانفتاحٍ متزايدٍ على تغيير مقدمي الخدمات، وتوقعات متزايدة بشأن أداء الاستثمار وسهولة الوصول إلى المنتجات.
وفقاً للتقرير، أفاد ما يقرب من %55 من العملاء في دول الخليج بأنهم قاموا بترتيب المزيد من الاجتماعات مع المستشارين استجابةً لتقلبات السوق، وهو ما يفوق المتوسط العالمي بكثير. ولا تقل أهمية فهم كيفية تأثير الأنشطة المالية على الوضع المالي للعميل عن أهمية تخصيص المحفظة الاستثمارية، مما يشير إلى أن المستثمرين يتوقعون الآن من المستشارين تقديم إدارة شاملة للثروات.
تعدد الاستثمارات
وفي الوقت نفسه، أوضح التقرير أن تعدد الاستثمارات يشهد نمواً سريعاً، حيث يتوقع %36 من المستثمرين في المنطقة زيادة علاقاتهم بإدارة الثروات، ويعرب ما يقرب من %50 منهم عن اهتمامهم بالعمل مع المزيد من مقدمي الخدمات، مما يشير إلى تزايد تجزئة الثقة والولاء. وفي موازاة ذلك، يُظهر العملاء تفضيلاً قوياً للاستثمارات البديلة، حيث يُخصص %69 منهم بالفعل أصولاً لهذه الأدوات الاستثمارية.
وأضاف التقرير: «يشعر المستثمرون في دول الخليج بالرضا عن الخدمات، التي يقدمها مدير ثرواتهم الرئيسي في جميع الجوانب الرئيسية، إلا أنهم ما زالوا يرون أن مهمة إدارة ثرواتهم تزداد تعقيداً. وجدير بالذكر أن %57 فقط من المشاركين في الدراسة من المنطقة بلغوا (المستوى العالي) للاستعداد الجيد لتحقيق أهدافهم المالية، وهو ما يجب أن يكون هدفاً لجميع العملاء، الذين يتلقون الاستشارات من دون استثناء».
وأشار التقرير إلى أن %13 من العملاء في دول الخليج، أعربوا عن ثقتهم العالية بالذكاء الاصطناعي، مما يعكس انفتاحهم على الحلول المُدعّمة به. ويُعد هذا الرقم أعلى بشكل ملحوظ مما هو عليه في الأسواق الأكثر نضجاً، مثل أمريكا الشمالية (%6) وأوروبا (%9)، كما أنه يُنافس أسواق أمريكا اللاتينية (%16)، وآسيا والمحيط الهادئ (%15). ويتعين على مديري الثروات في المنطقة الاستفادة من هذه الثقة لتلبية التوقعات المُتطورة لقاعدة عملائهم المُلِمّين بالتكنولوجيا.
وتابع: «تُعدّ دول الخليج من أكثر المناطق حماساً للذكاء الاصطناعي، حيث يتوقع %71 من المستثمرين أن يقوم مديرو الثروات بدمج الذكاء الاصطناعي في عروض منتجاتهم. وترتفع هذه النسبة بين أصحاب الثروات الكبيرة. ومن ناحية أخرى، يزداد وعي العملاء بالمخاطر المحتملة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك إساءة استخدام البيانات ودقة الرؤى المُستمدة منه».
وشدَّد التقرير على أنه «لبناء الثقة، يجب على مديري الثروات تثقيف عملائهم بشكل مكثف حول قدرات الذكاء الاصطناعي والضمانات، التي يتم تطبيقها لحماية معلوماتهم. ويشمل ذلك توعية العملاء بالمبادئ الأخلاقية، التي تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي، وضمان الامتثال للوائح، وإظهار كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز - لا أن يحل محل - العنصر البشري في إدارة الثروات».
الأصول المُدارة
وبيَّن التقرير أن الرسوم التقديرية المستندة إلى الأصول المُدارة لا تحظى بشعبية واسعة على المستوى العالمي، حيث لا تتجاوز نسبتها %15، إلا أنها تلقى قبولاً أعلى نسبياً في دول الخليج بنسبة تصل إلى %27. ويقابل هذا الاتجاه تراجع في الإقبال على نماذج التسعير الأخرى، مثل الرسوم المرتبطة بالأداء، والرسوم الثابتة، ورسوم الاشتراك، والهياكل المركبة. وتكشف هذه المعطيات عن فجوة واضحة بين آليات التسعير الحالية وتفضيلات العملاء، مما يبرز فرصة مهمة لإعادة تصميم النماذج التسعيرية، بما يتماشى مع تطلعات المستثمرين.
دفع رسوم عادلة
أفاد التقرير بأن المخاوف، بشأن التكاليف الخفية في السنوات القليلة الماضية، تراجعت مع إحراز الشركات تقدماً في مجال تحسين شفافية الرسوم. ويعتقد أكثر من %90 من العملاء في المنطقة أنهم يدفعون رسوماً عادلة مقابل الخدمات المقدمة لهم.
العوائد الأفضل للاستثمار
أشار العملاء في دول الخليج إلى أن الأداء والعوائد الأفضل للاستثمار (%55)، وإمكانية الوصول إلى مجموعة أوسع من المنتجات والخدمات الاستثمارية (%53)، هما السببان الرئيسيان خلف تغيير مزودي خدمات إدارة الثروات، في حين أن %26 فقط اختاروا التعامل مع مزود آخر، بسبب رغبتهم في دفع رسوم أقل مقابل الخدمات.