اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
17 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: شهدت مدينة الكوت في محافظة واسط فاجعة هزت العراق، حيث التهمت النيران مبنى 'هايبر ماركت الكورنيش' الذي افتتح قبل أيام قليلة، مخلفة 67 شهيداً و45 مصاباً، بحسب مصدر أمني ، فيما تستمر جهود البحث عن مفقودين داخل المبنى المكون من ستة طوابق.
وأفادت تقارير بأن الحريق اندلع في الطابق الأول ليل الأربعاء، 16 يوليو 2025، وامتد بسرعة ليجتاح المبنى بأكمله، بينما كافحت فرق الدفاع المدني للسيطرة على ألسنة اللهب وسط صعوبات لوجستية وهيكلية.
وأعلن محافظ واسط محمد جميل المياحي الحداد ثلاثة أيام، مؤكداً فتح تحقيق عاجل لكشف أسباب الحادث، مع رفع دعاوى قضائية ضد صاحب المبنى وإدارة المول.
وأرجعت مصادر محلية أسباب تفاقم الحرائق في العراق إلى عدة عوامل متراكمة.
وأشار مواطنون عبر منصة إكس إلى إهمال معايير السلامة في البناء، حيث كتب أحد المغردين (@Saad19107) أن 'الحرائق تنجم عن إهمال الأطراف منذ وضع أول حجر، مروراً بالموافقات الفاسدة وتخفيض معايير السلامة مقابل الرشاوى'.
وأكدت مديرية الدفاع المدني، في تصريحات سابقة بتاريخ 13 يوليو 2025، مخاوفها من ارتفاع الحرائق بسبب درجات الحرارة المتجاوزة للخمسين درجة مئوية، ما يزيد من مخاطر الاشتعال في المباني غير المجهزة بأنظمة وقاية فعالة. و
وأوضحت تقارير أن غياب مخارج الطوارئ واستخدام مواد بناء قابلة للاشتعال ساهما في كارثة الكوت، كما حدث سابقاً في حريق قاعة أعراس نينوى عام 2023 الذي أودى بحياة 134 شخصاً.
ويرى محللون أن الفساد الإداري وسوء التنظيم يفاقمان الأزمة.
وكتب مغرد (@gma78nsqaDkLI9s) أن 'غياب الرقابة الحكومية يحصد أرواح الأبرياء يومياً'، مشيراً إلى تكرار الكوارث دون إجراءات احترازية كافية.
ويؤكد هذا الواقع الحاجة الملحة لتشديد التفتيش على المباني التجارية وفرض معايير سلامة صارمة. ويبرز الحادث تساؤلات حول جدوى الاستثمارات الجديدة في ظل إهمال البنية التحتية للسلامة، حيث تحولت فرحة افتتاح المول إلى مأساة وطنية.
ويشير المحلل أحمد محمود، مهندس مدني، إلى أن 'الاعتماد على مواد بناء رخيصة وغياب أنظمة إطفاء حديثة يجعلان المباني قنابل موقوتة'.
ويعزو خبراء أسباب تكرار الحرائق إلى عوامل مترابطة منها الفساد في إصدار تراخيص البناء وتجاهل معايير السلامة .
وأكدت تقارير رسمية أن 70% من المباني التجارية في العراق تفتقر إلى أنظمة إطفاء حديثة، وفق إحصائيات وزارة الداخلية لعام 2024.
ويفاقم ارتفاع درجات الحرارة، التي تجاوزت 50 درجة مئوية في صيف 2025، مخاطر الاشتعال، خاصة في ظل انقطاعات الكهرباء المتكررة التي تدفع المواطنين لاستخدام مولدات غير آمنة، مما يتسبب
بحرائق كهربائية بنسبة 40% من إجمالي الحوادث، حسب تقرير للدفاع المدني.
وتتفق ليلى حسين، خبيرة بيئية، على أن 'ارتفاع الحرارة والجفاف يزيدان من مخاطر الحرائق، لكن الفشل في التخطيط العمراني هو السبب الجذري'.
About Post Author
Admin
See author's posts