تقارب السوداني والمالكي: خطوة نحو تصفير الخلافات الشيعية وتمهيد لولاية ثانية مشروطة

17 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: يُعد اللقاء الأخير بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي خطوة بارزة نحو تهدئة التوترات داخل البيت الشيعي، في وقت يشهد فيه الإطار التنسيقي نقاشات حادة حول تشكيل الحكومة المقبلة عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة.

وفي سياق متصل، ترى تحليلات سياسية أن هذا التقارب قد يمهد لتفاهمات تخدم الطرفين، بما في ذلك إمكانية منح السوداني ولاية ثانية، مقابل اتفاقات تضمن استمرار نفوذ قوى الإطار التقليدية وتزيل مخاوفها من تراجع دورها في حال تمديد الولاية الحالية.

من جانب آخر، يؤكد مراقبون أن إزالة هذه المخاوف أمر حاسم، إذ يُنظر إلى الإطار التنسيقي كشريك أساسي في أي إنجازات مستقبلية، مما يجعل نجاح السوداني مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بنجاح التحالف الشيعي الأوسع، بعيداً عن احتكار الإنجازات لائتلاف الإعمار والتنمية وحده.

بالتوازي، تشير قراءات واقعية إلى أن قواعد اللعبة السياسية في العراق تدار أساساً عبر توزيع النفوذ السياسي والاقتصادي، أكثر من الاعتماد على برامج وطنية شاملة، مما يجعل المفاوضات الحالية تركز على توازنات القوى داخل الإطار.

علاوة على ذلك، يُستخدم إعادة تداول اسم نوري المالكي كمرشح محتمل كورقة ضغط تفاوضية داخل الإطار التنسيقي، لتعزيز موقف دولة القانون في النقاشات حول رئاسة الوزراء المقبلة.

ومع ذلك، تبدو فرص السوداني في الحصول على ولاية ثانية أكثر واقعية، رغم اشتراطها بشبكة تفاهمات دولية وإقليمية واسعة، إلى جانب قبول أميركي يُعبر عنه بشكل غير مباشر.

في المقابل، يتعين على الإطار التنسيقي الانتقال من مرحلة انعدام الثقة تجاه السوداني إلى مرحلة التعايش السياسي، مع تجنب الخشية من تحول إدارته إلى قوة مستقلة تماماً، إذ إن نجاحه يُعتبر في النهاية نجاحاً مشتركاً للتحالف الشيعي بأكمله.

أما على الصعيد الدولي، فتشير المحللة السياسية نوال الموسوي إلى أن تصريحات المبعوث الأميركي مارك سافايا تحمل تلميحات إيجابية تجاه السوداني، خاصة في إشادته بالسنوات الثلاث الأخيرة التي شهدت استقراراً نسبياً وعدم تورط العراق في حروب إقليمية، مما يعكس رغبة أميركية غير معلنة صراحة بدعمه.

و تكشف معلومات من مصادر مطلعة أن الإطار التنسيقي، وبعد فترة من التخبط استمرت شهراً، بدأ يعتمد تفكيراً أكثر نضجاً، وسوف يمثل التوجه نحو تكليف السوداني مجدداً بداية مرحلة جديدة في علاقته بالشارع العراقي، وسط آمال في تجاوز الانقسامات الداخلية.

About Post Author

Admin

See author's posts