أحمد زاهر: «محارب» مبارزة تمثيلية لإمتاع المشاهدين (حوار)

جوكر دراما رمضان، يقسو على نفسه لتقديم كل جديد، ويدرس شخصياته بعناية شديدة، ويضع لها لمسات خاصة تُميزها عن باقى أدواره خلال مشواره الفنى، يخوض الفنان أحمد زاهر المنافسة الرمضانية هذا العام بشخصية المحامى حسام الجيوشى فى مسلسل «محارب» بعد غياب 3 سنوات عن الموسم، ليُقدم بطولة مشتركة جمعت بينه وبين الفنان حسن الرداد، ليُبدع فى تجسيد الشر بلون مختلف وجديد عن شخصية «فتحى» التى قدّمها ضمن مسلسل «البرنس» مع الفنان محمد رمضان منذ 4 سنوات.

تحدّث «زاهر»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، عن أسباب موافقته على المشاركة فى مسلسل «محارب»، وكيف استقبل ردود فعل الجمهور على الحلقات الأولى من العمل، وكشف عن تفاصيل تعاونه مع المخرجة شيرين عادل، وكواليس العمل مع الفنان حسن الرداد، فضلاً عن رأيه فى اتجاه «المتحدة» إلى تقديم مسلسلات الـ15 حلقة، وطريقة تعامله مع اختيارات بناته الفنية.

كيف استقبلت ردود الفعل على دورك فى «محارب»؟

- سعيد لدرجة لا توصف برد فعل الجمهور على دورى فى المسلسل، فكل الممثلين اجتهدوا، وكنا نُصور أكثر من 12 ساعة يومياً من أجل سرعة تسليم الحلقات بشكل يليق بالمشاهدين، ومن أكثر ردود الفعل التى وصلتنى عن المسلسل أنه يضم عدداً كبيراً من النجوم وضيوف الشرف، ويرجع الفضل فى ذلك إلى سيناريو محمد سيد بشير وكفاءة المخرجة شيرين عادل.

جرى الانتهاء من سيناريو «محارب» فى العام الماضى.. فهل تغيّرت ملامح دورك كثيراً؟

- «مقاطعاً»، لم أكن مشاركاً بالعمل العام الماضى، ولكن هذا العام تحدّثت معى المخرجة شيرين والمنتج أحمد السبكى، فشعرت بأن العمل مختلف وجديد ومكتوب بشكل جيد، فلم أتردّد لحظة فى الموافقة عليه، خاصة أن شيرين عادل من أقوى المخرجات، والمنتج أحمد السبكى لا غبار عليه، فقد قدّم نصف أفلام السوق، وللأسف لم يحالفنى الحظ بالعمل معه سابقاً، فسعدت بأن تكون هذه هى أول تجربة، ثم إن الفنان حسن الرداد «شخص جميل، وكواليس التعامل معه جيدة»، ولم نعمل مع بعض سابقاً، لذلك فإننى سعيد بالتجربة.

ماذا عن كواليس التعاون مع حسن الرداد؟

- لا توجد أى مشكلات من التى تحدث فى أى مكان تصوير، أو ما يطلق عليها «نفسنة» من البعض، فجاءت كواليس «محارب» من أمتع الكواليس، وقد أشاد عدد من النقاد بالمبارزة التمثيلية التى تحدث بينى وبين «الرداد»، ونتمنى فى النهاية أن نُقدّم منتجاً جيداً نفخر به، والجمهور يكون سعيداً لأنه يشاهده ويكون فخوراً بأننا قدّمنا شيئاً محترماً، به إنتاج محترم وإخراج رائع.

من وجهة نظرك ما أهم ما يميز المسلسل؟

- أن كل مشهد يقدّم للمشاهد مبذول فيه جهد كبير، وهناك مشاهد استغرقت ثوانى على الشاشة ولكن تصويرها قد تجاوز الساعات، لأننا لسنا أمام مسلسل تقليدى، ولكن كل مشهد بالمسلسل به مباراة تمثيلية واضحة، بسبب مشاركة عدد كبير من الفنانين، فهناك منافسة قوية فى التمثيل، وهذا ما يُشجّع الفنان على العمل، فكل ممثل يريد أن يُخرج ما بداخله فى الشخصية، وكل هذا فى صالح العمل، حتى نستطيع تقديم منتج فنى متكامل للمشاهدين.

هناك تعليقات من الجمهور قالت «كفاية شر بقى».. ألم يُقلقك تقديم الشر من جديد بعد غياب 3 سنوات؟

- بالعكس، لم أفكر فى ذلك، لأن كل دور شر قدّمته مختلف عن الآخر، وكل دور به تفاصيل مختلفة، ودور الشر الذى أقدّمه حالياً بشخصية حسام الجيوشى، مختلف عما تم تقديمه سابقاً، فقد ابتعدت عن رمضان لمدة 3 سنوات، بعد أن قدّمت خارج الموسم الرمضانى دور الزوج الرومانسى فى مسلسل لؤلؤ، وشخصية مهمة فى مسلسل سوشيال، وهو عمل يحمل قضية مهمة، ودائماً أبحث عن الجديد فى كل شخصية أقدمها.

هل ترى أن تكرار أدوار الشر يضيف إلى مشوارك الفنى؟

- لم أحسب الأمور بهذه النظرة، فالفيصل الأساسى فى أى عمل فنى هو السيناريو، فإذا كان العمل جيداً لم أتردّد لحظة فى تقديمه، حتى لو كان اللون مشابهاً للعمل الذى قبله، لأننى أخلق بداخل كل شخصية تفاصيل تغيرها تماماً، ولم يقلقنى تقديم الشر أكثر من مرة، لأن الجمهور يعلم جيداً أدوارى وتعلق بى، وأقلق من حكمهم علىّ بالشر لو كنت فى بداية المشوار الفنى، لأن هذا من الممكن أن يترك انطباعاً محدّداً لدى المشاهد، ولكن الجمهور شاهد لى أكثر من عمل، وأنواعاً مختلفة وأصبح ينتظر منى الدور الجديد الذى سوف أقدّمه، لكن لم يصدّقوا أننى شرير، لأنى شخص مسالم للغاية.

ظهرت بعض المقارنات على السوشيال ميديا بين شخصية حسام الجيوشى وفتحى البرنس مع محمد رمضان، ما تعليقك؟

- أعتقد أن الشخصيتين مختلفتان، ولا أريد أن أقدم حُكماً مطلقاً فى الوقت الحالى، خاصة أن هذا الأمر يخص الجمهور فقط، وأتمنّى أن أكون عند حسن ظن الجميع، فقد غبت عن شهر رمضان، ولكنى أعود هذا العام بعمل قوى، وأتمنى أن أكون عند ثقة المشاهدين الغالية.

ما رأيك بدور «المتحدة» فى دعم وإنتاج الكثير من الأعمال؟

- «المتحدة» هى الشركة الأم التى تنتج 90% من المسلسلات بمصر، فهى شركة كبيرة وعظيمة، ونحن نفخر أننا نُقدّم عملاً مشتركاً يخص شركتنا الوطنية، وأتمنى أننا نكون عند حُسن ظن الجميع.

لاحظنا أن الشخصية لها بعض الـ«لزمات» مثل مسك السبحة طوال الوقت؟

- تفاصيل هذه الشخصية مميزة، وأحاول التجديد فى كل أدوارى ببعض اللمسات والإضافات، وهذا ما فعتله هذا العام باستخدام السبحة، سوف نجد لكل شخص شكلاً وتركيبة مختلفة، ولا بد من قواسم مختلفة تميّز كل دور عن الآخر، فأنا أهتم بكل التفاصيل التى أرسمها فى خيالى، بالتعاون مع محمد سيد بشير، فهو مؤلف قوى وقدّم سيناريو جيداً، فدائماً أدوار الشر بها قماشة عريضة، ونستطيع أن نُغيّر من خلالها بعض الزوايا الدرامية.

ما رأيك فى اتجاه «المتحدة» إلى تقديم أعمال الـ15 حلقة؟

- من وجهة نظرى، كل عمل له مشاهده ومتعته الخاصة، فتقديم مسلسل مكون من 15 حلقة له متعة بالنسبة للمشاهد، وهناك آخرون يريدون أن يكون العمل مكوناً من 30 حلقة، ولكن أعتقد أن المشاهد يحب مسلسلات الـ30 حلقة أكثر، لأنه يرتبط بالممثلين ويتابع الأحداث بعناية شديدة، ولكن هناك مسلسلات كثيرة مكونة من 15 حلقة فقط سوف تنجح، وفى النهاية الأمر يكون معتمداً بشكل أساسى على الدراما الخاصة به، والقصة التى يكون لها بداية ومنتصف ونهاية.

حقّقت فيديوهات المسلسل نجاحاً كبيراً على السوشيال ميديا.. ما رأيك بهذا؟

- هذه الفيديوهات من فكرة المؤلف محمد سيد بشير، وبدأ ينفّذها على الفور قبل بداية شهر رمضان، ولم أكن أتخيل أنه سيكون لها مردود بهذا الشكل، والشىء المميز أننا نُقدّم فيديوهات عكس الحقيقة، فالفيديوهات كوميدية والمسلسل «نكد وعياط»، نحاول أن نُرفه عن أنفسنا والجمهور أعجب بهذه الفيديوهات كثيراً بفضل الله.

ما رأيك فى أداء ابنتك ملك فى المسلسل؟

- ستكون شهادتى مجروحة بالنسبة لملك، فهى فنانة موهوبة وأمامها طريق كبير لتحقيق الشهرة والنجاحات، وقد رشّحها للدور كل من المخرجة شيرين والمؤلف محمد سيد بشير، وبعد أن تحدّث معى «بشير» عن الدور، قلت له «ماليش دعوة، كلمها»، وبالفعل هى تقدم دوراً مهماً، وفخور بالتعاون معها فى عمل واحد.

هل معنى ذلك أنك لا تتحكم فى اختيار أدوار بناتك؟

- بتأكيد أطلع على السيناريو، ولكنى لا أتدخل فى اختياراتهن، لأننى أعطيت لبناتى كل الأسس السليمة لاختيار عمل فنى ناجح، فهن أصبحن فى مرحلة اكتمال واضحة تسمح لهن بتقييم الأعمال واختيار المناسب منها، ولم يعُدن بحاجة إلى رأيى فى أى دور، وكل منهن تعرف الشروط والقواعد التى وضعتها مع والدتهن.

أنتجت «المتحدة» «مليحة» لدعم القضية الفلسطينية.. هل تمنيت المشاركة به؟

- الفنان يتمنى أن يجسد معاناة وقهر الفلسطينيين، وشرف لأى ممثل أن يقدم مسلسلاً بهذا المضمون، وأتمنى لو كان عرض على وشاركت به ولو ضيف شرف، وذلك لإيمانى بالقضية، ولكن هذا الأمر ليس بيدى، ولكننا كفنانين نحاول أن ندافع عن القضية بطريقتنا الخاصة، و«فى الحقيقة أنا غيران من كل الممثلين فى مسلسل مليحة»، وأتمنى الظهور معهم.

شاركت أكثر من مرة فى أعمال كضيف شرف، ما سبب ذلك؟

- أنا أكثر فنان قدّم دور ضيف الشرف، وعملت مع السقا وياسر جلال وتامر حسنى، وغيرهم من الفنانين، فأحب تقديم هذه النوعية من الأدوار لدعم أصدقائى بالوسط الفنى، وأعتبره مجاملة لهم بغض النظر عن حجم الدور أو المقابل المادى.

وما طقوسك فى شهر رمضان؟

- طقوسى فى رمضان وقت التصوير تكون مُتعبة، ولكنى بعيداً عن التصوير أنا شخص أحب المنزل، والجلوس مع بناتى وزوجتى وأمى، فى الصيام أكون عصبياً بدرجة كبيرة، ولكن بعد الفطار نجتمع ونشاهد المسلسلات معاً، وأنا من نوعية الفنانين الذين يحبون أن يشاهدوا كل المسلسلات، سواء مصرية أو عربية أو سورية، فهذه مهنتى ومُتعتى الحقيقية، وأشاهد كل التفاصيل والأعمال لأتعلم منها، وأتحدث مع أصدقائى وأبارك لهم على الجهد الكبير المبذول خلال الشهر الكريم.

هل معنى ذلك أنك تحب أن تشاهد أداءك فى الأعمال الفنية؟

- أنا أصعب ناقد لنفسى، لأننى أشاهد ذاتى وأنتقدها بشدة حتى أتعلم من الذى أقدمه، لتكون أعمالى المستقبلية أكثر دقة، وبلا أى أخطاء.

فى النهاية، ما شعورك كأب تجاه ابنتك ليلى بعد خطبتها من الفنان هشام جمال؟

- شعور صعب للغاية، لأنى كنت أكرر باستمرار «مش هاجوز بناتى»، ولكن للأسف أضعف أمامهن، كما أن «هشام» صديقى وأحبه للغاية، ولم يكن هناك أمور مرتبة، ولكنها جاءت بالمصادفة، ومن ترتيب الله سبحانه وتعالى.

هل أزعجك تسريب صورة قراءة الفاتحة قبل الإعلان رسمياً؟

- أكثر مما يتصور أى شخص، لأننى كنت أنتظر الموعد المناسب للإعلان عن الخطبة، واتفقت مع هشام جمال على أن يكون الفارق بين قراءة الفاتحة والخطبة أياماً قليلة، وهذه حرية شخصية.

سعيد بوجودها فى المسلسل، فهى مخرجة جميلة وحساسة وهادئة، والفنان لا يريد شيئاً سوى أن يُقدّره المخرج، ويعطى المساحة الكافية لاستنفار كل طاقاته، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى أتعاون فيها مع المخرجة شيرين عادل، منذ كانت تعمل مساعدة للمخرج مجدى أبوعميرة، ولكنها من وقت انفصالها عنه لم تأتِ الفرصة لأن نعمل معاً.

أما بخصوص الأعمال المعروضة فى رمضان فأتمنى أن تنال بإعجاب المشاهدين، وأن نكون باستمرار عند حُسن ظنهم، خاصة أن الجميع بذل جهداً كبيراً من أجل خروج هذه الأعمال بهذا الشكل إلى المشاهدين.