شعار سوريا الجديد.. ما لا تعرفه عن العقاب الذهبي ورسائله الخمس

أثار الإعلان عن شعار سوريا الجديد موجة واسعة من النقاشات والاهتمام على المستويين المحلي والدولي. 

كشف الرئيس السوري أحمد الشرع، الخميس، عن الهوية البصرية الجديدة للدولة، والتي تضم شعارًا تم تصميمه ليعبر عن معاني الوحدة والقوة والتنوع الثقافي والعرقي لسوريا. 

وقد أوضح الشرع أن هذا الشعار الجديد يمثل سوريا التي لا تقبل التقسيم أو التجزئة، مؤكداً أن سوريا ستبقى واحدة موحدة رغم كل التحديات. 

يجسد الشعار بشكل رئيسي طائر العقاب الذهبي، وهو رمز تاريخي عريق في الوجدان السوري.

شعار سوريا الجديد يتضمن عدة عناصر تحمل دلالات عميقة، في أعلاه توجد ثلاث نجوم ترمز إلى العلم السوري، ما يعبر عن وحدة الشعب تحت راية وطنية واحدة.

أما العقاب الذهبي فهو يرمز إلى القوة والتوازن، وهو طائر جارح يُستمد منه معنى العزم والسرعة والاتقان في العمل. 

كما يحتوي الشعار على أربعة عشر ريشة في جناحي العقاب، ترمز كل ريشة إلى محافظة من محافظات سوريا الأربع عشرة، لتكون رسالة واضحة بأن كل محافظة لها مكانتها ودورها في استقرار الدولة.

العقاب السوري، الذي يمثل العنصر الأبرز في شعار سوريا الجديد، ليس مجرد طائر عادي، بل هو رمز له جذوره في التاريخ السوري. 

هذا الطائر الذهبي مستوحى من التاريخ الإسلامي، حيث كان العقاب حاضرًا في فتح الصحابي خالد بن الوليد للشام، تحديدًا في معركة 'ثنية العقاب'. 

كما أن العقاب الذهبي كان شعارًا لسوريا منذ عام 1945، صممه الفنان السوري خالد العسلي، ليكون رمزًا للجمهورية العربية السورية آنذاك، ما يعزز استمرارية الرمزية التاريخية في الشعار الجديد.

شعار سوريا الجديد هو تطوير لشعار الجمهورية العربية السورية، ويحمل في طياته رسائل تتعلق بالاستمرارية التاريخية والهوية الوطنية. 

وقد جاء هذا الشعار ليعبر عن الدولة الحديثة المنبثقة من إرادة الشعب السوري، دولة لا تعرف التقسيم أو التجزئة. 

ويمثل ذيل العقاب في الشعار خمس ريش، ترمز إلى المناطق الجغرافية الكبرى لسوريا: الشمالية، والشرقية، والغربية، والجنوبية، والوسطى، في دلالة على وحدة البلاد الجغرافية وتكامل أجزائها.

في مقابل شعار سوريا الجديد، الذي اعتمدته الدولة، هناك شعار آخر ارتبط بالمعارضة السورية وهو شعار 'سوريا الحرة'، الذي عادة ما يترافق مع العلم السوري ذو النجوم الثلاث الخضراء وخلفيته بألوان مختلفة عن العلم الرسمي.

 ويرمز شعار سوريا الحرة إلى الطموح نحو بناء دولة ديمقراطية، بينما يؤكد الشعار الجديد الذي أطلقته الدولة على الوحدة الوطنية وعدم القبول بالتجزئة، وعلى قوة الدولة المركزية.

من بين المصطلحات التي أثيرت حول شعار سوريا الجديد، تعبير 'شعار النسر السوري الجديد'، رغم أن التصميم الرسمي المعتمد هو للعقاب الذهبي وليس النسر.

لكن التشابه بين العقاب والنسر في الشكل والقوة جعل البعض يطلق هذا الوصف، وقد أوضحت السلطات السورية أن العقاب يمثل الطائر الجارح الذي يعبر عن القوة والعزم والإتقان، مستمدًا من التاريخ السوري العريق.

مع إطلاق شعار سوريا الجديد، ارتبط الحديث بالعلم السوري المستمر في رمزيته بثلاث نجوم تمثل الشعب السوري ومراحله التاريخية. 

ورغم عدم الإعلان عن تغيير في تصميم العلم ذاته حتى عام 2025، فإن الشعار الجديد جاء ليكمل الصورة الوطنية ويعزز من حضور الدولة الحديثة التي تسعى للتماسك والوحدة رغم ما مرّت به من أزمات.

تداول كثير من السوريين صورة شعار سوريا الجديد بصيغة PNG على منصات التواصل الاجتماعي، حيث سعى المصممون إلى إبراز تفاصيله الدقيقة من خلال هذه الصيغة عالية الوضوح.

وظهر العقاب الذهبي بأجنحته المتوازنة وذيله ذي الريش الخمس في صورة تعبيرية تجمع بين الجمالية البصرية والدلالة الرمزية العميقة.

يُعتبر شعار سوريا الجديد امتدادًا للهوية السورية التي جمعت بين العلم القديم والجديد، فقد ظل العلم السوري محافظًا على رمزيته عبر العقود، وإن اختلفت تفاصيله وفق المراحل السياسية التي مرت بها البلاد. 

واليوم، يأتي الشعار الجديد ليجسد الاستمرارية التاريخية، حيث لا يمثل قطيعة مع الماضي، بل هو تطوير للرموز الوطنية وتحديث لها بما يتناسب مع المرحلة الراهنة.

وفي إطار انتشار شعار سوريا الجديد، تم تداول نسخ من الشعار باللونين الأبيض والأسود، وذلك لتوظيفه في الطباعة الرسمية والوثائق الحكومية، حيث يعتمد الأبيض والأسود لإبراز الأشكال بدقة دون تشويش لوني. 

وتبقى تفاصيل العقاب الذهبي، ونجوم العلم، وأجنحة العقاب المتوازنة واضحة المعالم في كل نسخ الشعار، سواء الملونة أو بالأبيض والأسود.

يحمل شعار سوريا الجديد خمس رسائل جوهرية بحسب الإعلان الرسمي: أولها التأكيد على الاستمرارية التاريخية، فهو امتداد لشعار 1945، وثانيها أنه يعبر عن الدولة الحديثة المنبثقة من إرادة شعبها، وثالثها أنه يرمز إلى تحرر الشعب وتمكينه، ورابعها يجسد وحدة الأراضي السورية عبر ذيل العقاب الذي يشير إلى المناطق الجغرافية الخمس، وخامسها أنه يمثل عقدًا وطنيًا جديدًا يربط وحدة الأرض بوحدة القرار الوطني.

إطلاق شعار سوريا الجديد لم يخلُ من الجدل/، فقد أشار البعض إلى تشابه العقاب الذهبي مع الشعار الألماني، ما أثار تساؤلات حول أصالة التصميم.

 في المقابل، أكد مؤيدو الشعار أنه مستوحى من تاريخ سوريا وحضارة تدمر، وقد كان لافتًا التفاعل الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي، بين من رأى في الشعار تعبيرًا عن مرحلة جديدة للدولة، ومن اعتبره بحاجة إلى مزيد من التوضيح والتفسير لتأكيد خصوصيته الوطنية.

في النهاية، يمكن القول إن شعار سوريا الجديد جاء ليعبر عن طموح الدولة نحو الوحدة والتماسك، مستلهمًا من تاريخها العريق ورموزها الوطنية، في الوقت الذي يفتح فيه الباب أمام نقاشات مهمة حول الهوية والدولة والدور المستقبلي لسوريا في محيطها الإقليمي والدولي.