اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٤
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الأخيرة حول قطاع غزة، وتهديداته لحركة حماس بالإفراج عن المحتجزين، ردود فعل غاضبة، وأثارت مخاوف البعض حول تأثيرها على مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة.
وفي هذا السياق، قال الدكتورأيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لم يقدم على تلك التصريحات إلا عقب تحريض من قادة الاحتلال الإسرائيلي بدأها الرئيس الإسرائيلي إسحق هرستوج، خاصة أن هناك أكثر من 60 محتجز في غزة لم يُعرف مكانهم حتى الآن، هذا بجانب لقاء سارة نتنياهو زوجة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع ترامب في الولايات المتحدة وتحريضه على غزة بشكل عام.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ'الدستور'، أن ترامب وقادة الاحتلال يشعرون بالنقص في عدم مقدرتهم حتي الآن رغم كل أجهزة التجسس العالمية التي شاركت في البحث عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة في الوصول إليهم، بداية من الطائرات الأمريكية وحتى طائرات التجسس البريطانية الحديثة، كلها باءت بالفشل.
وأوضح الرقب أن من كان يتوقع أن ترامب يتحول لحمامة سلام، فهو مخطئ، لأنه يعشق الدماء، وينتمي إلى اليمين المتطرف، ومن يعتقد أنه سيأتي لإطفاء النار في المنطقة، مخطئ فهو سيضع الزيت على النار لإشعالها بشكل كبير.
وأشار إلى أن تهديدات ترامب تنم على التحريض الذى تعرض له والتهديدات التي أطلقها من باب الضغط على حركة حماس للقبول بما هو معروض عليها في ملف صفقة تبادل الأسري والمحتجزين، كان ترامب يعتقد أن تصريحاته سيرعب بها حماس والمنطقة والجميع سيتحرك لإنهاء الصفقة، متابعا: “ولكن ترامب سيأتي ويغادر عقب 4 سنوات ولن يفعل شئ في ملف تهدئة الحروب بالمنطقة بل سيزيدها التهابا”.
وأكد الرقب أن تهديدات ترامب لن تؤثر على حماس ولا على الوسطاء في المنطقة وكأنه لم يتحدث، وحتى اللحظة القاهرة مستمرة في جهودها واتصالاتها بشكل جدي لوقف الحرب في غزة وتهدئة الوضع في غزة، وفتح المجال أمام سكان غزة لالتقاط الأنفاس، مشددا على أن هذه الجهود غير مرتبطة بتصريحات ترامب ولا عنجهيته، ولكن هذا مرتبط بجهد يُبذل لحقن دماء الشعب الفلسطيني وتهديدات ترامب لا تعبر له شئ.
من جانبه، قال الدكتور عماد عمر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إن تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الأخيرة تأتي في إطار الضغط على دول المنطقة وخاصة الوسطاء من أجل التحرك الجاد والضاغط على كل الأطراف وخاصة حركة حماس لإقناعها بالموافقة على المبادرة المصرية للدخول بهدنة قبل وصوله للبيت الأبيض في الـ 20 من يناير المقبل.
وأضاف عمر في تصريحات خاصة لـ'الدستور'، أن هذه التصريحات أيضًا جائب بعد التسجيل الذي بثته حركة حماس للجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندرالذي حاول من خلاله استعطاف مشاعر الرئيس الأمريكي عندما تحدث عن الدعم العسكري الذي قدمته الإدارة السابقة لإسرائيل والذي قال إنه أدى إلى قتل الأسرى الإسرائيليين من خلال عمليات القصف والاستهداف التي تجري في غزة.
وأوضح أن الوحيد الذي يتمكن من إجبار نتنياهو على الموافقة باتخاذ قرار الدخول في صفقة مع الفلسطينيين تنهي الحرب وتفرج عن المختطفين لدى حماس هو ترامب.
ولفت عمر إلى أن ترامب يريد أن يأتي إلى الإدارة الأمريكية دون وجود أي من الصراعات في المنطقة وخاصة الملفين اللبناني والإسرائيلي وإن هناك ملفات أخرى تنتظره والتي منها توسيع دائرة العلاقات بين إسرائيل ودول عربية أخرى كالسعودية مثلا إلى جانب ملف الحرب الروسية الأوكرانية وما طفى على السطح جديدا من الأزمة في سوريا بين المعارضة والنظام السوري إلى جانب العمل على تفكيك محور إيران المتعلق في العراق واليمن وسوريا ناهيك عن الملفات الأخرى الاقتصادية التي تستحوذ على جزء كبير من اهتمامات ترامب.
واختتم عمر حديثه ربما تكون تصريحات ترامب لممارسة ضغط أكبر من قبل عدد من الدول على حركة حماس كقطر وتركيا ومصر لإبرام صفقة تضمن التوصل إلى هدنة ولو بشكل مؤقت قبل وصوله لإدارة البيت الأبيض على أن تستكمل المفاوضات على تثبيت تلك الهدنة في ظل وجود ترامب رئيسا للإدارة الأمريكية والذي يتمكن من فرض قرارات على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهوالذي يعطل التوصل إلى صفقة رغم توصيات كل المستويات الأمنية والعسكرية بضرورة إنهاء الحرب على غزة.