اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٢١ كانون الثاني ٢٠٢٥
عقدت لجنة التاريخ والآثار، بالمجلس الأعلي للثقافة، ندوة بعنوان 'الشخصية المصرية في العصر الإسلامي'، أدارها د. جمال عبدالرحيم أستاذ الآثار والفنون الإسلامية جامعة القاهـرة، وشارك بها د. أيمن فؤاد سيد أستاذ التاريخ الإسلامى ود. محمد الكحلاوي أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.
بدأ د. أيمن فؤاد سيد حديثه بالإشارة إلى الشخصية المصرية باختلاف عناصرها، مستشهدًا بالخطط المقريزية، وكيف قسم المقريزي كتاب الخطط إلى ثمانية أقسام، موضحًا أن الشخصية المصرية قد اتخذت أنماطًا متنوعة، مشيرًا إلى أن الفاطميين حين فتحوا مصر على يد جوهر القائد، كانت القاهرة، منذ نشأتها، مدينة خاصة يسكنها الخليفة وجنده وخاصته، ولا يسمح بدخولها للمواطنين إلا بإذن خاص، وبغرض خدمة الحصن الفاطمي، أما المصريون؛ أهل البلد الأصليون فكانوا يسكنون الفسطاط.
وقد أوضح أن هناك عنصرًا جديدًا دخل في تركيبة السكان، في بداية العصر الفاطمي، وهو العنصر السوداني؛ ذلك العنصر الذي تآمر أفراده على صلاح الدين الأيوبي، ولكن صلاح الدين قد قضى عليهم حين اكتشف المؤامرة التي أعدوها له.
وأكد أن الفسطاط والإسكندرية كانا أهم مراكز الحماية لمصر، ملمحًا إلى دعاة الإسماعيلية؛ الذين أنشأوا الجامع الأزهر، والذي استقر فيه العلماء والدعاة، أما المعلومات عن الفلاحين في تلك الفترة فمحدودة للغاية.
وإلى جانب وجود بعض السنة والإمامية والإسماعيلية فهناك بعض القبط، الذين كان لهم دور في عدد من المناصب المهمة، وكذلك اليهود.
ملمحًا إلى أن مصر لم تعرف الضيق الديني، وإنما كان اليهود والنصارى يحيون جنبًا إلى جنب المسلمين.
في العصر المملوكي كان هناك عدد كبير من الجنسيات غير المصرية، من الجراكسة والجورجيين (الكورجيين) وغيرهما، وكان يتم تعليمهم تعليمًا إسلاميًّا وتعلموا اللغة العربية، وكان المماليك من الرقيق الأبيض، وتنتمي أصولهم غالبًا إلى الجنس التركي والشركسي، وأما العصر الأيوبي فكان أهم عناصر لبنية الجيش العنصر الكردي والعنصر التركماني.
ومن جانبه تحدث د. محمد الكحلاوي، حول الشخصية المصرية، ومصر في الحضارة الإسلامية، موضحًا أن هناك فارقًا بين قراءة التاريخ وبين استقراء التاريخ، فمصر ملتقى الأديان، مشيدًا بذلك الالتقاء والتكامل بين جميع الديانات والطوائف على أرض مصر.
معتبرًا أن رد الاعتبار للشخصية المصرية قد جاء مع الإسلام، بعد ذلك الاضطهاد الذي تعرضت له مصر والشخصية المصرية تحت وطأة الرومان، فمصر قبل الإسلام كانت تعيش حالة بائسة يائسة.
مؤكدًا أن مصر هبة الله، وليست هبة النيل، فمكانة مصر كان لها مكانة دينية وقومية في كل الأديان، وليس الإسلام فقط، فلم توصف بلد بكل نواحيها كمصر، مشيرًا إلى التعبير القرآني في سورة يوسف 'وجاء بكم من البدو' فأعد كل ما عدا مصر بدوًا، ومصر هي الحاضرة.
فالحضارة الإسلامية هي نتاج تفاعل ثقافات الشعوب، فهي ليست حضارة جنس معين، وإنما حضارة جامعة شاملة لأجناس وقوميات وعقائد وملل.
وأكد الكحلاوي علي أن العرب استوطنوا مصر قبل حتى الفتح الإسلامي لمصر، وهؤلاء كان لهم دور في تيسير الفتح الإسلامي لمصر.
موثّقًا أن مصر فتحت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب؛ صلحًا لا حربًا مع أهلها من الأقباط، وتحريرًا لأرضها من الاحتلال البيزنطي وصلحًا مع أهلها من الأقباط، فمصر أول حاضرة إسلامية في إفريقيا ومركز الفتوحات الإسلامية.