اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ١٣ كانون الأول ٢٠٢٤
مازال مشهد بائع البسبوسة على عربة خشبية في الفيلم السينمائي “رد قلبي”، قابع في أذهان الكثير منا، وإذا كنت من مرتادي شارع بورسعيد بالسيدة زينب وسط القاهرة، وتحديدًا 'منطقة الخضيري'، سيتكرر أمامك هذا المشهد مرة أخرى عند مرورك على “عربة عم يونس الحلواني”، والتي يتجمع حولها الزبائن يوميًا من الساعة الرابعة عصرًا وحتى العاشرة مساءً، وأوقات كثيرة تجدها في أماكن متفرقة بالحي العتيق.
الحاج يونس البالغ من العمر ستون عامًا، يقول: “أعمل في هذه المهنة منذ نعومة أظافري، حيث أنها مهنة والدي وعمي رحمة الله عليهما وورثتها عنهما، فكانا يملكان محل حلواني صغير بمنطقة المغربلين يعود تاريخه لأكثر من نصف قرن، تخصص في بيع البسبوسة فقط، لكن تغيرت الأمور والظروف المادية أصبحت صعبة للأسرة، ما اضطرني لترك المحل والعمل على هذه العربة”.
أضاف: “بعد عدة سنوات قمت ببعض التطوير وأدخلت أصناف أخرى مثل الجلاش كريمة والبغاشة والبقلاوة وحلويات شرقية أخرى أقوم بتصنيعها بالطلب حسب رغبة الزبون، أما البسبوسة فهي الأساس في شغلي لأنها سبب شهرتنا في مجال الحلويات”.
تابع الحاج يونس: “أستخدم في الحلويات نوع خامات معينة من نفس التاجر الذي كان يتعامل معه والدي، وهذه من أسباب الحفاظ على مستوى المنتج الذي نقدمه للزبائن على مدار سنوات طويلة، وكان هناك عدد من المشاهير في الزمن الجميل زبائن دائمين عند والدي، مثل الفنانين فريد شوقي ونجاح الموجي”.
استكمل: “أحيانًا أقوم بالتجول بعربة صغيرة وسط الأزقة والحارات الضيقة عندما تكون حركة البيع والشراء هادئة، بحثا عن الرزق الذي كان سببا في تربية ابني محمد وابنتي وتعليمهما، بفضل عربة البسبوسة، حتى أصبح الأول محاسبا قانونيا، والثانية مهندسة، وهما فخوران جدًا بمهنة والدهما”.
اختتم الحاج يونس: 'أتمني من الله دائمًا الستر والصحة وراحة البال، أما بالنسبة للأسعار، فكيلو البسبوسة بـ100 جنيه، وكيلو الحلويات المشكلة 120 جنيها، وأحاول أن أراعي دائمًا ظروف أهل منطقتي لأنها حي شعبي في النهاية'.