اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
شهد كوكب الأرض، حدثا فضائيا استثنائيا بعدما ضربته عاصفة شمسية قوية من الفئة X4، مسببة تعطلات ملحوظة في الاتصالات اللاسلكية، خاصة في مناطق واسعة من القارة الأفريقية وتعد هذه الفئة من التوهجات الشمسية الأعلى في سلم القوة، ما يعكس ضخامة الحدث وتأثيره المتوقع.
انطلقت العاصفة من البقعة الشمسية النشطة AR4274، التي تعد إحدى أكثر المناطق نشاطا في الدورة الشمسية الخامسة والعشرين.
وكانت المنطقة ذاتها قد أطلقت قبل أيام توهج قياسي من الفئة X5، ما ينذر بمرحلة متصاعدة من الاضطرابات الشمسية.
ويشير تصنيف الفئة X إلى أقوى أنواع العواصف الشمسية، بينما يعبر الرقم المرافق لها عن مستوى شدتها وبالتالي فإن توهج من نوع X4 يرمز إلى طاقة ضخمة قد تطلق تأثيرات واسعة على الاتصالات والبنية التكنولوجية.
أفاد مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA) بأنه رصد العاصفة عن كثب، مؤكدا أن الانبعاث الكتلي الإكليلي (CME) المرافق لها لم يكن موجها مباشرة نحو الأرض ورغم أن ذلك خفف من التأثير المباشر، إلا أن المركز يواصل مراقبة تطور الانبعاثات الشمسية لاحتمال حدوث تأثيرات لاحقة خلال الأيام المقبلة.
تمثل الأثر الأكثر وضوحا للعاصفة في انقطاع موجات الراديو عالية التردد (HF)، التي تعتمد عليها قطاعات الطيران والملاحة البحرية وخدمات الطوارئ للتواصل لمسافات بعيدة وشهدت عدة مناطق أفريقية تعطلا في الترددات اللاسلكية، ما جعل بعض القنوات غير مستقرة مؤقتا ورغم ذلك، استمرت أغلب خدمات الأقمار الصناعية في العمل بشكل طبيعي دون انقطاعات مؤثرة.
تصل الإشعاعات الكهرومغناطيسية الناتجة عن التوهجات الشمسية إلى الأرض خلال ثماني دقائق فقط، نظرًا لسرعتها التي تعادل سرعة الضوء وعند وصولها، تتسبب هذه الإشعاعات في تأيين الغلاف الجوي العلوي، ما يؤدي إلى:
اضطرابات مؤقتة في الاتصالات اللاسلكية
تأثيرات على أنظمة الملاحة وGPS
تشويش محتمل على الأقمار الصناعية
وبحسب موقع dailygalaxy، فإن تصاعد النشاط الشمسي خلال الدورة الشمسية الحالية يجعل من الضروري تعزير المراقبة العلمية لحماية البنية التكنولوجية الحيوية حول العالم.
وتعد الفئة X أعلى درجات التصنيف الخاص بالعواصف الشمسية فبينما تعد العاصفة من نوع X1 قادرة على إحداث اضطرابات كبيرة، فإن X4 تمثل مستوى أعلى بكثير من القوة، إذ تطلق طاقة تعادل مليارات القنابل الذرية، رغم أن معظم هذه الطاقة يتبدد في الفضاء.
إلى جانب التوهج، شهدت الشمس انبعاثا كتليا إكليليا ضخما (CME)، وهو تدفق هائل من البلازما والمجالات المغناطيسية يقذف في الفضاء ورغم أن الانبعاث الأخير لم يكن موجها مباشرة نحو الأرض، إلا أن مثل هذه الانفجارات قد تحدث في حال اصطدامها بالغلاف المغناطيسي الأرضي اضطرابات في:
الاتصالات
شبكات الكهرباء
أنظمة الملاحة الفضائية
وقد سبق أن تسببت CMEs في أحداث شديدة التأثير خلال العقود الماضية، ما يبرز أهمية متابعة الطقس الفضائي.
مع استمرار النشاط الشمسي بالتصاعد، يعمل العلماء حول العالم باستخدام تقنيات رصد متقدمة لمتابعة أي تطورات جديدة فالطاقة الشمسية، رغم بعدها، قادرة على إحداث تأثيرات مباشرة على الحياة الحديثة المرتبطة بالتكنولوجيا، ما يجعل مراقبة الشمس ضرورة دائمة وليست رفاهية علمية.


































