اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
وضعت الضربات الجوية الإسرائيلية المكثفة على المنشآت النووية الإيرانية، خاصة موقع فوردو المحصن، الرئيس دونالد ترامب أمام معضلة حرجة. وتشير التقارير إلى محدودية تأثير الهجمات بسبب العمق التحصيني لفوردو، وفقًا لموقع صحيفة هآرتس، لذا يواجه ترامب قرارًا مصيريًا: دعم إسرائيل عسكريًا أم تجنب حرب إقليمية قد تكلف الولايات المتحدة غاليًا.
ضغوط متصاعدة وتحول الموقف
عارض ترامب في البداية الضربات الإسرائيلية، مفضلًا الدبلوماسية لاحتواء طموحات إيران النووية، وفقًا لموقع نيويورك تايمز، ولكن ضغوط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب مخاوف من تقدم إيران نحو امتلاك قنبلة نووية، دفعت ترامب لتغيير موقفه.
عقد اجتماعًا مع فريقه الأمني في البيت الأبيض لمناقشة الرد الأمريكي، تاركًا قمة مجموعة السبع مبكرًا، وفقًا لموقع بي بي إس نيوز، وقررت واشنطن في نهاية المطاف نشر مقاتلات ومجموعة حاملات طائرات ثانية في المنطقة، إشارة إلى دعم متزايد لإسرائيل، لكن دون تدخل مباشر حتى الآن.
وتعكس تصريحات ترامب المتشددة، بما في ذلك مطالبته بـ'استسلام إيران غير المشروط'، كونه مرتبط بالعمليات الإسرائيلية بطريقة أو بأخرى كما توحي بذلك تصريحاته حول 'سيطرتنا' على الأجواء الإيرانية بالكامل، بل وهدد ترامب عبر منصة تروث سوشيال التي يمتلكها بأن الولايات المتحدة تعرف مكان اختباء المرشد الأعلى الإيراني، لكنه استبعد استهدافه 'حاليًا'، وفقًا لموقع واشنطن بوست، كما أن هذا الخطاب يعكس محاولة لدعم إسرائيل دون الانزلاق إلى حرب شاملة.
تحديات عسكرية ونووية
أظهرت الضربات الإسرائيلية، التي استخدمت قنابل GBU-28، محدودية في اختراق تحصينات موقع فوردو النووي الإيراني، مما دفع إسرائيل لطلب قنابل GBU-57 الأمريكية القادرة على تدمير مواقع عميقة، وفقًا لبلومبرج، إلا أن توفير هذه الأسلحة قد يوسع الصراع، بينما استهداف مداخل فوردو قد يؤخر البرنامج النووي الإيراني دون القضاء عليه، وفقًا لموقع سي إن إن. ويضع هذا ترامب أمام خيارين: إما تعزيز الدعم العسكري لإسرائيل، أو الإصرار على الدبلوماسية رغم انسدادها بعد إلغاء إيران لمحادثات عُمان.
انقسامات داخلية وتداعيات إقليمية
داخل الحزب الجمهوري، يبرز انقسام حاد. ويبدو أن مؤيدي إسرائيل، مثل السيناتور ليندسي جراهام، يطالبون بدعم عسكري كامل، بينما يحذر 'حياديون وعزليون' مثل تاكر كارلسون من تورط أمريكي يناقض شعار 'أمريكا أولًا'، وفقًا لموقع نيويورك تايمز، أما إقليميًا، قد تؤدي الحرب إلى تعطيل أسواق الطاقة وإعادة تشكيل التحالفات، خاصة مع احتمال انضمام السعودية إلى اتفاقيات إبراهام، وفقًا لموقع نيويورك تايمز، فهل يدرك ترامب أن أي خطأ في خياراته قد يعزز خصوم الولايات المتحدة أو يضعف حلفاءها.
يتطلب الموقف توازنًا دقيقًا. تعزيز إسرائيل بالاستخبارات أو الأسلحة قد يدعمها دون تدخل أمريكي مباشر. والدبلوماسية، رغم صعوبتها، قد تظل السبيل لتجنب كارثة إقليمية. وتحذر الدروس المستفادة من التجارب السابقة، كالعراق، من مغبة التدخل العسكري، بينما يهدد التخاذل بإضعاف تحالف استراتيجي، لذا فإن قرارات ترامب ستشكل بصمته في منطقة مضطربة.