برلماني: العلاقات المصرية الروسية راسخة وتكشف حجم الدولتين ودورهما في استقرار المنطقة

أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن الاتصال الهاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة مستجدات الأوضاع بعد سريان اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة، يعكس حجم الجهود التي بذلتها القاهرة منذ أكتوبر 2023، بالاشتراك مع الأطراف الإقليمية للتوصل لوقف المجازر الدامية التي ترتكب بحق المدنيين والأبرياء، والعمل على استعادة التهدئة في المنطقة، فضلًا عن الجهود الجارية لضمان تنفيذ الاتفاق، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية دون عراقيل.

وأضاف 'أبو الفتوح'، أن العلاقات المصرية الروسية علاقات تاريخية تملك أبعاد سياسية واقتصادية في غاية الأهمية، نظرًا لوزن القوتين بالمنطقة، لذا تسعى القاهرة باستمرار لتوطيد العلاقات المشتركة التي تمتد إلى تعاون اقتصادي مشترك، خاصة فيما يتعلق بمشروع إنشاء منطقة صناعية روسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروع إقامة محطة الضبعة النووية، فضلا عن التعاون العسكري، من خلال الصفقات الهامة التي أبرمتها الدولة المصرية مع الجانب الروسي لتعزيز أسطولها العسكري، بجانب التعاون التجاري ايضا نظرًا لأن روسيا تُعد شريكًا تجاريًا رئيسيًا لمصر، خاصة في مجال تصدير القمح للسوق المحلي.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن القضايا الإقليمية والدولية حاضرة بقوة خلال التعاون المصري الروسي في ضوء الصراعات الجيوسياسية التي اشتعلت خلال الفترة الأخيرة بالمنطقة وساهمت في زيادة الأعباء على كاهل الدولة المصرية، التي تأثرت كثيرًا من هذه الأزمات السياسية الإقليمية التي تسبب في تراجع ملحوظ لعائدات قناة السويس، مما جعل الدولة تسعى لفتح آفاق سياسية واقتصادية جديدة مع مختلف الأسواق العالمية لخفض حجم هذه الخسائر، وقد كان السوق الروسي من أهم هذه الأسواق التي شهدت نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، لافتًا إلى أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين ارتفعت بنسبة 14% خلال عام 2023حيث بلغت 5.1 مليار دولار مقارنةً بـ4.5 مليار دولار في 2022.

وأوضح النائب جمال أبوالفتوح، أن هناك ملفات إقليمية تجمع البلدين، رسخت حجم التعاون بين الجانبين مثل الأزمة السورية، مكافحة الإرهاب، والقضايا المتعلقة بالأمن في الشرق الأوسط، مشددًا على أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان تحقيق الاستقرار بالمنطقة من منطلق إطلاق مسار سياسي قائم ومتوازن، فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية التي تستند على زيادة الاستثمارات الروسية للسوق المحلي، والتي شهدت نموًا كبيرًا، حيث بلغت 141.2 مليون دولار خلال العام المالي 2022/2023، مقارنةً بـ64.9 مليون دولار في العام المالي 2021/2022، بزيادة نسبتها 117.6%.