اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لاشك أن ما يطرح أهمية السؤال عن ما هي السورة التي تهلك الظالم ؟، هو مرارة الظلم وقسوة وقعه في نفس المظلوم، والذي جعل الظلم ظلمات إلى يوم القيامة ، وحيث إننا في دار الابتلاء وهي الدنيا ، وبما أن الظلم أحد أشد مصائبها، من هنا تأتي أهمية معرفة ما هي السورة التي تهلك الظالم ؟، لعلها تربط على قلب المظلوم وتعجل له بالنصرة على الظالم.
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك اعتقادا خاطئا عند بعض الناس وهو أنه عندما يكون مظلومًا فيقرأ عدية يس، منوهًا بأنه لا يوجد شيء يسمى 'عدية يس'.
وأوضح ' شلبي ' في إجابته عن سؤال : ما هي السورة التي تهلك الظالم ؟، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يس لما قرأت له)، فسورة يس نقرأها ثم ندعى الله تعالى أن يرد حقنا أو يعيننا على أمر معين.
وأشار إلى أنه يجوز أن يدعى المظلوم على الظالم حيث يحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم الظالم لقوله ( اتقي دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب)، لافتا: فدعاء المظلوم على الظالم الأصل فيه أنه جائز، لكن الأولى والأفضل أن الإنسان لا يدعى على أحد ويشغل نفسه به فيدعى لنفسه بالأمر الذى يريده.
وأضاف الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يجوز للمظلوم الدعاء على الظالم، مصداقًا لقول الله تعالى: «لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا»، (النساء:148).
وأضاف الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن حكم الدعاء على الظالم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا شهرًا كاملًا وقنت في صلاته على الّذين غرروا بأصحابه من قبائل رِعْلٍ ذكوان وبني لحيان وعصية، حيث غدروا بسبعين من الصحابة وقتلوهم، ودعا عليهم باللعنة.
واستشهد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بما روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما- قَالَ: «قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ» أخرجه وأبو داود (1443)، وفي لفظ لمسلم (679): «اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لِحْيَانَ، وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ».
واختتم الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يجوز الدعاء على الظالم بجملة «حسبي الله ونعم الوكيل»؛ لأنها دعاء بمعنى «يا رب انتصر لي والانتقام من الظالم».
ونوه الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن القرآن الكريم إنما نزل للتزكية والهداية لا للأذى ولذلك إذا آذى أحدًا غيره فعليه أن يقرأ سورة يس بنية أن يصرف الله عنه الأذى.
وأفاد ' وسام'، في إجابته عن سؤال «ما حكم قراءة عدية يس على الظالم؟»، أن سورة يس قلب القرآن وجاء أيضًا أنها لما قرأت لها فإذا قرأت بنية صالحة استجاب الله تعالى، فيجب على الإنسان أن يقرأها دائمًا بنية أن يحفظه الله أو يشفيه الله أو أن يرد حقه من الظالم ويبعد أذاه عنه، مشيرًا إلى أن قراءتها على إنسان بنية أن يهلكه الله فدائمًا القرآن كلما قصدت به الخير كلما صرف الله عنك الشرور.
فيما بين الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن ما تسمى 'عدية يس'، لا يجب قراءتها للإضرار بالناس ولكن يجب أن تقرأ سورة يس عدة مرات بقصد جلب الشفاء للمرضى وتيسير الأمور وهداية العباد وفك كروبهم.
ولفت ' جمعة ' إلى أن الله أمر بالعفو والصفح لقوله 'فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره'، ويجب علينا أن نملأ قلوبنا بالحب والرحمة، موضحًا أن عدية يس لا تدرس في جامعة الأزهر، فلم يقرأها أحد من الأزهر وعلمائه أمامه قط.
ونبه إلى أن معنى قول 'يس لما قرئت له' أي عندما يدعو الإنسان 'يا رب ادخلني الجنة، يا رب عنى على حفظ القرآن' وما شابه ذلك، وأن من عنده حاجة من الله تعالى فليقرأ سورة يس 'قلب القرآن' ثم يدعو الله تعالى.
ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ» فإن الله تعالى يستجيب لدعوة المظلوم حتى وإن كان كافرا، ولا يوجد تعارض بين الحديث الشريف السابق وبين قول الله تعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ»، و الآية تبين أن الله تعالى قد يملى للظالم ولا يأخذ حق المظلوم منه في الدنيا وإنما يؤخر العقاب له في الآخرة.
وقد يعاقب الله تعالى الظالم في الدنيا ويريه جزاء ظلمه للناس أو أكله لأموالهم وغيره من أنواع الظلم»، مشيرًا إلى أن الله تعالى ينوع في عقاب الظالمين فقد يأخذ منهم حق المظلوم في الدنيا وقد يؤخره إلى يوم القيامة فلا يوجد تعارض بين الآية والحديث.


































