اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٥
أثارت الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، وهي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، جدلًا واسعًا حول فعاليتها، خاصة بعد تسريب تقارير استخباراتية أمريكية تشكك في تأثيرها.
واستهدفت الضربات، التي نفذتها طائرات B-2 باستخدام قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، تعطيل البرنامج النووي الإيراني. لكن الخلاف بين تأكيدات إدارة الرئيس دونالد ترامب على نجاح العملية وتقارير تشير إلى محدودية الأضرار، إلى جانب انتقادات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للتسريب، أبرز انقسامًا عميقًا في تقييم النتائج.
تحليل الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية: تناقض المواقف وانتقادات ويتكوف
وأكدت إدارة ترامب، بدعم من تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، أن الضربات حققت نجاحًا كبيرًا في إلحاق أضرار جسيمة بالبرنامج النووي الإيراني.
ووفقًا لتقرير شبكة بي بي سي بعنوان 'وكالة الاستخبارات المركزية تقول إن المعلومات تشير إلى تضرر البرنامج النووي الإيراني بشدة'، أشار راتكليف إلى أن معلومات موثوقة تثبت التدمير الكبير للمنشآت. كما وصف ترامب تقريرًا مسربًا يقلل من تأثير الضربات بأنه 'خاطئ تمامًا'، متهمًا فردًا منخفض المستوى بالمجتمع الاستخباراتي بالوقوف وراء التسريب.
في السياق ذاته، هاجم ستيف ويتكوف، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، التسريب واصفًا إياه بـ'الخيانة'، مؤكدًا أن نشر هذه المعلومات الحساسة يستوجب التحقيق والمحاسبة، معتبرًا أنه تهديد للأمن القومي.
وفي المقابل، كشفت تقارير استخباراتية مسربة، استندت إليها شبكة سي إن إن نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل أخرته لأشهر قليلة فقط.
وأوضح التقييم أن أكثر من عشر قنابل GBU-57 أُلقيت على منشأتي فوردو ومجمع نطنز، دون أن تدمر أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم عالي التخصيب بشكل كامل. كما أشار مصدر إلى أن أجهزة الطرد المركزي بقيت 'دون أضرار' إلى حد كبير، بينما ذكر مصدر آخر أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب من المواقع قبل الضربات.
واستند تقرير منفصل لصحيفة نيويورك تايمز، إلى تقييم وكالة استخبارات الدفاع، أكد أن البرنامج النووي الإيراني تأخر بأقل من ستة أشهر، مما يعزز وجهة نظر المشككين في فعالية العملية.
وكانت صور الأقمار الصناعية، التي نشرتها بي بي سي في تقرير بعنوان 'صور الأقمار الصناعية تكشف علامات جديدة للأضرار في المواقع النووية الإيرانية'، قد أظهرت أضرارًا في طرق الوصول والأنفاق بمنشأة فوردو بعد ضربات أمريكية وإسرائيلية متتالية.
لكن هذه الصور أشارت أيضًا إلى صعوبة تقييم الأضرار تحت الأرض، مما يدعم الشكوك حول قدرة القنابل الخارقة على تدمير المنشآت المحصنة بعمق. وأكد تقرير آخر نشرته صحيفة واشنطن بوست وجود أضرار فوق الأرض في فوردو ونطنز، لكن الخبراء حذروا من أي استنتاجات متسرعة بسبب محدودية المعلومات عن الأنفاق تحت الأرض.
وتصاعدت حدة الجدل بعد أن أعلن ويتكوف أن التسريب يشكل 'خيانة'، مطالبًا بتحقيق فيدرالي لمحاسبة المسؤولين عنه، كما أشار تقرير ديلي ميل بعنوان 'صور القمر الصناعي تكشف حقيقة مرعبة عن الترسانة النووية الإيرانية' إلى أن إيران ربما نقلت مواد نووية قبل الضربات، مما يعزز الشكوك حول نجاح العملية.
على مدى اثني عشر يومًا، شهدت المنطقة مواجهات غير مسبوقة، حيث استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية ونووية إيرانية، بينما ردت إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة على إسرائيل. تدخلت الولايات المتحدة بضربات على المنشآت النووية، لكن إيران استهدفت قواعد عسكرية في قطر والعراق دون إصابات، قبل أن يعلن ترامب وقف إطلاق النار بشكل مفاجئ.