اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية أن المفاوضات النووية الإيرانية ستُجرى فعليًا على أرض الواقع، وليس من الوارد أن يقبل الإيرانيون بأي حل يتضمن 'صفر تخصيب' أو التخلّي عن امتلاكهم لليورانيوم أو التراجع عن برنامجهم النووي.
وقال فهمي في مداخلة مع قناة 'القاهرة الإخبارية': 'المشكلة الأساسية تكمن في الرهان على ما تملكه إيران من أدوات وخيارات في التعامل، والتي لم تتضح بعد بشكل كامل، سواء من حيث الرغبات المباشرة أو التوجهات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بدرجات أعلى'.
وأضاف: 'حتى الآن، تتضارب كل الروايات الصادرة عن المصادر الأمريكية والإسرائيلية والفرنسية بشأن ما جرى في المنشآت النووية الإيرانية، ما يعني أن المشهد لا يزال غامضًا الإيرانيون لديهم أوراق عديدة، لكنهم لن يستخدموها في بداية المفاوضات، التي ستبقى في مرحلتها التمهيدية'.
وتابع: 'جزء من هذه المفاوضات مرتبط بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومن الممكن أن يتحرر الجانب الإيراني من هذا الالتزام، خاصة في ظل رفضهم المتكرر لدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى بعض المنشآت وإذا تمكّن المفتشون من دخول تلك المواقع، فسيتمكنون من معرفة ما الذي حدث خلالها، لا سيما خلال الأيام الاثني عشر الماضية، التي يبدو أنها كانت حاسمة'.
وأكمل: 'من الواضح أن الإيرانيين يرغبون في استمرار مسار التفاوض بهدف تحقيق مكاسب مباشرة، بغض النظر عما إذا كان ذلك سيؤدي إلى اتفاق شبيه باتفاق 2015 أو إلى اتفاق جديد كليًا. وفي تقديري، لا روسيا ولا الترويكا الأوروبية تملك قدرة حقيقية على حسم الأمور، فالمفتاح الأساسي بيد الإدارة الأمريكية وحدها'.
وواصل: 'الواقع يقول إن إيران تحاول الاستثمار في حالة الإخفاق والارتباك داخل الإدارة الأمريكية، التي تبدو بلا رؤية واضحة أو استراتيجية محددة الرئيس الأمريكي يصرح بكلام إيجابي بشأن استمرارية التفاوض، لكن على أرض الواقع هناك ضغوطات كبيرة من الجانب الإسرائيلي. وقد حصل نتنياهو كما يبدو على ضوء أخضر للتحرك وتقرير ما يمكن أن تفعله إسرائيل في حال فشل المفاوضات'.
واختتم: 'الإيرانيون من جانبهم يحاولون استغلال التناقض بين التردد الأمريكي والرغبة الإسرائيلية في الذهاب إلى حل عسكري، وهذا التباين يوفّر لهم هامش مناورة إضافي الإيرانيون، بطبيعتهم، معروفون بالمراوغة لذلك لا يمكن القول إننا أمام مشهد سينتهي بسرعة أو بتفاهم سياسي شامل'.