اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
شهدت مدينة هيراكليا القديمة الواقعة في ولاية موغلا جنوب غرب تركيا اكتشافًا أثريًا مهمًا يعيد تسليط الضوء على الحياة والموت في العصر البيزنطي، بعد أن تم العثور على عدد كبير من المدافن تعود لتلك الحقبة، بما في ذلك قبور لأطفال وبالغين، وبعض المتعلقات الشخصية، وذلك وفقا لما تم نشره في موقع turkiyetoda.
تمت هذه الاكتشافات خلال أعمال حفريات يقودها فريق من علماء الآثار برئاسة البروفيسورة زليحة جيدر بويوكوزر من جامعة سلجوق، ضمن مشروع 'التراث للمستقبل' الذي انطلق عام 2024، وأثناء التنقيب كشف الفريق عن بقايا كنيسة بيزنطية ضخمة، (من المفترض ان تم هدمها في وقت سابق)، ثم أُعيد استخدام موقعها والمناطق المجاورة لها، بما في ذلك الجدار الشمالي المنهار، كمقبرة.
ومن أكثر جوانب الاكتشاف إثارة، هو العدد الكبير من قبور الأطفال، إذ تشير الطبقات العليا من الموقع إلى أن معظم المدافن تعود لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 14 عامًا، من بينهم ستة رضع دون سن العام الواحد، دفع هذا التركز اللافت إلى فرضية انتشار وباء في تلك الفترة التاريخية، ربما أثّر بشكل خاص على الفئات العمرية الصغيرة، ويبدو أن هذه النظرية تزداد قوة مع استمرار اكتشاف قبور أطفال كلما تقدمت الحفريات شمالًا.
كما كشفت الحفريات عن حالات دفن مزدوجة، حيث تم العثور على جثتين في قبر واحد، إحداهما دُفعت إلى الأسفل، بينما وُضعت الأخرى في الأعلى.
في قبور أخرى، لا سيما قبور الأطفال، تم العثور على قطع مجوهرات منفردة يُعتقد أنها قرابين جنائزية أو 'هدايا للحياة الآخرة'، مما يشير إلى ممارسات جنائزية وثقافية كانت سائدة آنذاك للتعبير عن الحزن والرجاء في حياة ما بعد الموت.
حتى الآن تم تنقيب 21 قبرًا، ويتوقّع الفريق اكتشاف المزيد خلال الفترة المقبلة، وتُعدّ هذه النتائج نافذة فريدة لفهم الحياة الاجتماعية والدينية والصحية في العصور البيزنطية، كما تسلط الضوء على كيفية تعامل المجتمعات القديمة مع الخسائر الجماعية وانتشار الأمراض.