اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
قال الباحث في الشؤون الأصولية، مصطفى أمين، إن حديث أبو عبيدة عن استراتيجية جديدة لأسر جنود الاحتلال، ممكنة: في إطار حرب الاستنزاف لكن الوضع على الأرض صعب للغاية، الاحتلال يُسوي مُدنًا كاملة بالأرض في غزة، وأخر هذه المدن هي خان يونس، ومن قبلها مدينة رفح،
وأوضح أمين لـ'الرئيس نيوز'، أن الطرفين في أمس الحاجة لوقف القتال، حماس تريد وقفه بشكل كامل ودائم، ونتنياهو يريده مؤقتًا لالتقاط الأنفاس، ولحماية نفسه من المساءلة القانونية.
وأضاف: “الداخل الإسرائيلي يريد وقف تلك الحرب؛ لشعوره بعدم جدواها، فهي لم تحقق أي من أهدافها، لا حررت الأسرى، ولا أنهت حكم حماس”.
استراتيجية جديدة
بعد اختفاء دام لنحو أربعة أشهر، قال المتحدث باسم “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، أبو عبيدة، الجمعة، إنهم جاهوزن لمعركة استنزاف طويلة ضد إسرائيل، وهدد بأن الكتائب تعمل على تنفيذ عمليات نوعية وأسر جنود إسرائيليين ضمن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكد أن المجاهدين نجحوا في إيقاع مئات الجنود بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى آلاف المصابين باضطرابات نفسية، منذ استئناف العدوان قبل 4 أشهر.
شدد أبو عبيدة على أن قيادة القسام تعتمد في هذه المرحلة على استراتيجية تقوم على تنفيذ عمليات نوعية، ومحاولات أسر جنود، وإيقاع مقتلة واسعة في صفوف الاحتلال، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة.
كشف عن أن مجاهدين من القسام حاولوا في الأسابيع الأخيرة تنفيذ عمليات أسر لجنود صهاينة، في إطار تكتيكات ميدانية متطورة تم تطويرها بعد استخلاص العبر من أطول حرب ومواجهة في تاريخ الشعب الفلسطيني.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس إصابة اثنين من جنوده بجروح خطيرة في شمال قطاع غزة، كما قال، الاثنين الماضي، إن 3 جنود قتلوا وأصيب ضابط بجروح خطيرة في معارك بشمال القطاع.
شدد أبو عبيدة على أن مقاومة غزة تمثل أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر، وأكد أن كتائب القسام في جهوزية كاملة لمواصلة القتال مهما تغير شكل العدوان وخطط الاحتلال.
ملف الأسرى
وفي ملف الأسرى، أكد أبو عبيدة أن كتائب القسام عرضت مرارًا خلال الأشهر الماضية إبرام صفقة شاملة يتم بموجبها تسليم جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، لكن حكومة نتنياهو رفضت ذلك.
وأضاف: “اتضح لنا أن حكومة العدو ليست معنية فعليًا باستعادة جنودها الأسرى، وهو ما يثبت تخليها عنهم”. وتابع: “ندعم بكل قوة موقف وفد المقاومة الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة، ونراقب مجريات التفاوض، آملين أن تفضي إلى صفقة تضمن وقف حرب الإبادة وانسحاب الاحتلال وإغاثة أهلنا”.
كانت “القناة الـ13” الإسرائيلية نقلت، الجمعة، عن المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، أن إسرائيل و'حماس' اقتربتا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ونقل موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي عن مصدرين أن قطر ومصر والولايات المتحدة قدمت المقترح المحدث لوقف إطلاق النار في غزة للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
من جهتها، نقلت “القناة الـ12” الإسرائيلية عن مصادر، أن الوسطاء القطريين قدموا لإسرائيل وحركة حماس مقترحًا محدثًا يتضمن التقدم المحرز خلال الأيام العشرة الماضية، وقد وقعته أيضًا مصر والولايات المتحدة.
جنائز الجنود
إلى ذلك، حذر أبو عبيدة من أن إصرار حكومة العدو على استمرار حرب الإبادة يعني أنها قررت أيضًا استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط، لافتًا إلى أن الاحتلال يتلقى دعمًا غير محدود من أقوى قوى الظلم في العالم في صورة قوافل من السلاح والذخيرة.
عملاء بأسماء عربية
وفي الإطار، أكد أبو عبيدة، أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي توظيف مرتزقة وعملاء بأسماء عربية هي دليل واضح على فشل العدو في مواجهة المقاومة، ووصفة مضمونة لهزيمته.
أوضح أن هؤلاء العملاء لن يكونوا سوى ورقة محترقة تتلاشى سريعًا أمام وعي شعبنا الفلسطيني، وكرامته الرافضة للخيانة والتطبيع مع المحتل، مشيرًا إلى أن دعم الاحتلال لهؤلاء العملاء لن يجدي نفعًا، بل سيزيد من الخسائر والوبال عليهم.
أضاف أن نهاية هؤلاء ستكون مأساوية وعبرة لكل خائن وجبان يتعامل مع العدو ضد أبناء وطنه.
كما دعاهم إلى التوبة والرجوع إلى صفوف شعبهم قبل أن يفوت الأوان، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يغفروا لهم خيانتهم، وأن الندم في مثل هذه الأمور لا ينفع.
وفي سياق متصل، عبر أبو عبيدة عن فخره واعتزازه بمواقف العائلات والعشائر الفلسطينية التي تبرأت من هؤلاء العملاء، مؤكدًا أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم وشرذمة معزولة من أبناء الشعب.
شدد على أن هذه المواقف الوطنية الصادقة دليل على وحدة ووعي الشعب الفلسطيني في مواجهة المؤامرات والاختراقات التي تحاول القوى الاحتلالية استثمارها لتحقيق مصالحها، لكن دون جدوى.
انتقادات للموقف العربي والإسلامي
وفي سياق آخر، انتقد أبو عبيدة الموقف العربي والإسلامي الرسمي تجاه ما يجري في غزة، قائلًا: “أنظمة وقوى أمتنا تتفرج على أشقائها يقتلون ويجوّعون ويمنعون من الدواء والماء”، مضيفًا: “لا نعفي أحدًا من مسؤولية الدم النازف، ولا نستثني من يستطيع التحرك، كل حسب قدرته”.
وختم أبو عبيدة كلمته متوجهًا لأهالي قطاع غزة، قائلًا: “نقبل رؤوس أبناء شعبنا الكبار الصابرين، المرابطين، المنصورين، ونرفع لهم أعظم التحية والتقدير على صمودهم وثباتهم في وجه العدوان”.