اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
في تطوّر لافت، بدأت في 20 أكتوبر 2025 أعمال الهدم الجزئي في الجناح الشرقي للبيت الأبيض، استعدادًا لبناء صالة احتفالات ضخمة تحت إشراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك رغم غياب الموافقات الإدارية اللازمة من هيئة التخطيط الفيدرالية، وشوهدت الجرافات وآلات الحفر بالقرب من أسوار البيت الأبيض، وفقًا لصحيفة يو إس إيه توداي.
مشروع الصالة: الحجم والتكلفة والمواصفات
يقوم المشروع بإنشاء صالة جديدة تغطي مساحة تصل إلى 90،000 قدم مربعة تقريبًا، وتتسع لحوالي 999 شخصًا، وهو ما يفوق بكثير سعة القاعة الشرقية الحالية.
وتمّ الإعلان عن أنّ المشروع مموّل بالكامل من مصادر خاصة، عبر تبرعات وشركات كبرى، وبتكلفة تُقدّر بنحو 250 مليون دولار، وفقًا لما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية.
ووفقا لخطط المشروع، من المقرر تجديد مدخل الجناح الشرقي، مع نقل مؤقت لعشرات المكاتب التي كانت تُشغلها السيدة الأولى ومساعدوها، حيث أشارت ناطقة باسم البيت الأبيض إلى أن «لا شيء سيتم هدمه» رغم دلائل التصوير الفوتوغرافي على العكس.
تُعدّ هذه الإضافة الأكبر إلى مبنى البيت الأبيض منذ بناء شُرفة ترومان في عام 1948. عبر السنوات، استخدمت القاعة الشرقية «East Room» لاستضافة الزيارات والاحتفالات الرسمية، وكانت سعتها محدودة حوالي 200 شخص. على الأرجح أن المشروع يهدف إلى معالجة هذا القيد وتوفير مساحة حديثة لاستضافة المناسبات الكبرى.
ومن ناحية التصميم، يتحدّث الإعلان عن تفاصيل فخمة تشمل واجهة زجاجية، أعمدة كورنثية، ونجف وثريات كريستال، ونوافذ كبيرة وزخارف ذهبية، وهو ما وصفه المراقبون بأنه «أسلوب منتجع مار‑أ‑لا جو يتمدّد في زحف طاغي إلى واشنطن».
على الرغم من انطلاق أعمال الهدم، أعلن رئيس هيئة التخطيط العاصمة الفدرالية، ويل شارف، أن الهيئة «لا تملك صلاحية على أعمال الهدم أو تجهيز الموقع»، ما أثار جدلًا حول مدى التزام المشروع بالإجراءات التنظيمية المعتادة. وقد انتقد بعض أعضاء الكونغرس المشروع واصفين إياه بأنه «مسّ بتاريخ المبنى» و«أولوية خاطئة في زمن تحديات اقتصادية واجتماعية».
يُتوقّع أن يتم تمويل المشروع بالكامل من التبرّعات الخاصة، وفق إدارة البيت الأبيض، مؤكدة أن «لا تكلفة على دافعي الضرائب الأمريكيين».
ومن بين الشركات المعلنة كمتبرعة محتملة: آبل، جوجل، لوكهيد مارتن، بالإضافة إلى شركة كاريير التي قدمت نظام تكييف مجاني للصالة، رغم انتقادات ترامب لتجديدات مقر البنك المركزي التي وصفها بالباذخة، إلا أن كثير من المراقبين قرأوا انتقاداته في سياق خلافاته مع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن وتيرة خفض معدلات الفائدة، إذ لا يمتنع ترامب عن البذخ في التجديدات التي أمر بها شخصيا.
على الأرجح، الهدف من المشروع هو تزويد البيت الأبيض بمساحة كافية لاستضافة رؤساء الدول والمناسبات الرسمية الكبيرة، من دون الاعتماد على «خيام مؤقتة» في الحديقة الجنوبية للحُكم. كما يُنظر إلى المشروع كجزء من إرث ترامب، حيث قال إن بناء القاعة «كان حلمًا معلّقًا لرؤساء منذ أكثر من 150 عامًا».
التداعيات الاقتصادية
من الناحية المعمارية، فإن تغيير واجهة الجناح الشرقي لمبنى تاريخي يُعدّ تحوّلًا لافتًا، ويطرح أسئلة حول حفظ التراث مقابل التحديث. كما أن استقطاع مساحة كبيرة لهذا الغرض في وقت تشهد فيه البلاد تحديات اقتصادية يقود إلى نقاشات حول الأولويات.
ومن الناحية اللوجستية، سيتطلّب المشروع نقلًا مؤقتًا لموظفين وإغلاقًا جزئيًا لبعض مناطق البناء، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في سير العمل اليومي. وبنحو أوسع، يُمكن أن يُحدث المشروع تأثيرات رمزية على صورة المؤسسة التنفيذية الأمريكية، حيث يرى بعض النقّاد أنه يُعكس «فخامة مفرطة» في وقت يُطالب فيه المواطن الأمريكي بوضع اقتصادي أفضل.
وعلى الأرجح، يُعد هذا المشروع أكبر تغيير هيكلي لمقر الرئاسة الأمريكية خلال أكثر من سبعة عقود، ويشير إلى توجه جديد في إدارة المساحات الرسمية وإقامة الاستقبالات الكبرى داخل البيت الأبيض.
ومع انطلاق عمليات الهدم، يبقى التساؤل حول كيفية موازنة بين حفظ التاريخ وتحقيق الحاجة التشغيلية الحديثة، وبين تمويل المشروع الخاص والشفافية في التبرعات والمصادر. علاوة على ذلك، فإن متابعة مدى إنجاز المشروع ضمن الجدول الزمني قبل نهاية الولاية، وكيفية معالجة التداعيات التنظيمية والمجتمعية، سيظل محل اهتمام إعلامي وسياسي كبير.