اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٨ أب ٢٠٢٥
يعتبر الأرز الطبق الذي لا يكاد يغيب عن مائدة في أي مكان في العالم، يثير اليوم جدلاً واسعاً بين خبراء التغذية ومرضى السكري على حد سواء، فبينما يُنظر إليه على أنه غذاء أساسي في ثقافات عديدة، تطرح أسئلة ملحة حول مدى أمان تناوله بالنسبة للمصابين بمرض السكري من النوع الثاني، خصوصاً أنه يُعرف بكونه من الكربوهيدرات التي تؤثر بسرعة على مستويات السكر في الدم.
الأرز الأبيض يحتوي على مؤشر جلايسيمي مرتفع، ما يعني أنه يُهضم بسرعة ويتحول إلى جلوكوز يدخل مجرى الدم بشكل سريع، وبما أن الأرز عبارة في الأساس عن كربوهيدرات بسيطة مع كمية قليلة جداً من الألياف أو البروتين، فإن عملية الهضم لا تبطؤ، وبالتالي ترتفع مستويات السكر بشكل حاد بعد تناوله.
هذا الارتفاع المفاجئ يدفع الجسم لإفراز المزيد من الأنسولين لنقل السكر إلى الخلايا. النتيجة؟ هبوط سريع في مستويات الطاقة، شعور بالإرهاق والجوع بعد فترة قصيرة، وهو ما قد يضع مرضى السكري أمام تحديات إضافية في ضبط حالتهم.
رغم ذلك، يشير خبراء التغذية إلى أن تناول الأرز الأبيض لا يعني بالضرورة الحكم بالإعدام على النظام الغذائي لمرضى السكري، فهناك عدة عوامل يمكن أن تخفف من تأثيره، أبرزها:
نوع الأرز: ليس كل الأرز الأبيض متساوياً في تأثيره، فالأرز المسلوق مثلاً يحتوي على مؤشر جلايسيمي أقل مقارنة بالأرز المصقول الذي تُزال منه النخالة أثناء المعالجة.
طريقة الطهي: تبريد الأرز بعد الطهي ثم إعادة تسخينه يزيد من نسبة “النشويات المقاومة”، وهي نوع من الكربوهيدرات التي يصعب هضمها بسرعة، وبالتالي تخفف من سرعة ارتفاع السكر في الدم.
حجم الحصة: الكمية تظل عاملاً حاسماً. الإفراط في تناول الأرز – أو أي مصدر للكربوهيدرات – قد يسبب تقلبات حادة في مستويات الجلوكوز. لذا يُنصح باتباع قاعدة “طريقة الطبق”: نصف الطبق خضروات غير نشوية، ربع بروتينات خفيفة، وربع فقط كربوهيدرات مثل الأرز.
الأرز الأبيض يمكن أن يكون جزءاً من النظام الغذائي حتى لمرضى السكري، إذا ما تم تناوله باعتدال ومع الانتباه إلى التوازن الغذائي، كما يفضل استبداله أحياناً بأصناف أكثر فائدة مثل الأرز البني أو الحبوب الكاملة الأخرى لزيادة كمية الألياف، ما يبطئ امتصاص السكر ويعزز الشعور بالشبع لفترة أطول.
المصدر: timesnownews