اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٤
تعد جولدا مائير، واحدة من أبرز الشخصيات السياسية التي تجرعت مرارة الهزيمة على أيدي الأبطال المصريين في حرب 6 أكتوبر 1973، بدورها رئيسة الوزراء الإسرائيلية، فقد غيرت انتصارات 'أكتوبر' مفاهيم الحرب لدى إسرائيل، بل وعملتهم درسًا قاسيًا وهو ماذا تعنى الأرض المصرية للمصريين.
ووفقًا لمذكرات جولدا مائير، قالت رئيسة الوزراء الإسرائيلية عن حرب أكتوبر: ليس أشق على نفسى من الكتابة عن حرب يوم كيبور 1973، لن أكتب عن الحرب من الناحية العسكرية فهذا أمر أتركه للآخرين، وأضافت: لكننى سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي، وسيظل معى باقيًا على الدوام.
وتروى مذكراتها انها كانت في رحلة، خارج إسرائيل قبل اشتعال الحرب، وعادت من رحلتها يوم 4 أكتوبر، وفي اليوم التالي عقدت اجتماعًا مع 'المطبخ السياسي' الذي يضم قيادات وعناصر بارزة في الجيش الإسرائيلي، وخلال الاجتماع جرى استعراض المعلومات التي كانت قد وصلتها منذ شهر مايو، أي قبل الحرب بـ 5 أشهر، حول تعزيزات القوات المصرية والسورية على الحدود.
وأشارت إلى أن تقارير المخابرات الإسرائيلية تؤكد عدم قدرة عدم قدرة القوات المصرية والسورية المحتشدة على القيام بأي هجوم!.. ووصفت حديثها: ولكن كان من واجبى أن أستمع إلى إنذار قلبي، وأستدعى الاحتياطي، وأمر بالتعبئة.
لتعيد مراجعة نفسها في اعترافاتها، قائلة: لم يكن منطقيًا أن آمر بالتعبئة مع وجود تقارير مخابراتنا العسكرية، وتقارير قادتنا العسكرية، التى لا تبررها!
وتكمل لوم نفسها قائلة: لكنى فى نفس الوقت أعلم تمامًا أنه كان واجبًا على أن أفعل ذلك، واصفة: سوف أحيا بهذا الحلم المزعج بقية حياتى.
وفي يوم 6 أكتوبر 1973، علّم المصريين درسًا قويًا لا ينسى للعالم كله، فقالت جولدا مائير عن نصر أكتوبر: “كان هذا اليوم الوحيد الذي خذلتنا فيه قدراتنا الأسطورية، على التعبئة بسرعة”.
أضافت: كان هناك تفوق ساحق علينا من الجيش المصري من الناحية العددية، سواء في الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال.. وكنا نقاسي من انهيار نفسي عميق، ولم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت بها الحرب ولكنها في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية قد ثبت خطأوها، فقد كان احتمال الهجوم في أكتوبر ضئيل وكان هناك يقيننا بأننا سنحصل على الإنذار الكافي قبيل الهجوم.
وفي اعترافاتها، وصفت مائير حرب أكتوبر، قائلة: لقد شنت علينا هذه الحرب، بأسلحة مفزعة، مثل الصواريخ المضادة للدبابات التي كانت تحيل الدبابات إلى لهيب مشتعل، و'تعجن' أطقمها داخلها إلى درجة يستحيل معها التعرف على هوياتهم.