اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٦ حزيران ٢٠٢٥
من استخدام المساعدات الذكية مثل ChatGPT أو Microsoft Copilot إلى تتبع النشاط البدني اليومي عبر الساعات الذكية، باتت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزأ من حياة كثيرين حول العالم.
ورغم أن تقنيات الذكاء الاصطناعي توفر مستويات غير مسبوقة من الراحة والسهولة، فإنها تثير في المقابل تساؤلات حادة حول الخصوصية وحماية البيانات.
أوضح كريستوفر رامزان، الأستاذ المساعد في أمن المعلومات بجامعة ويست فيرجينيا، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي، خاصة التوليدية منها مثل ChatGPT وجوجل Gemini، تجمع كل ما يكتبه المستخدم داخل صندوق المحادثة، فكل سؤال أو إجابة أو تفاعل يتم تسجيله وتخزينه وتحليله لتحسين أداء النظام
ورغم أن بعض الشركات، مثل OpenAI، تتيح للمستخدمين خيار تعطيل استخدام بياناتهم لأغراض تدريب النماذج، إلا أن البيانات لا تزال تجمع وتخزن البيانات التي يدخلها المستخدم على الجهاز، ما يفتح الباب أمام إمكانية إعادة التعرف على هويات المستخدمين رغم ما يقال عن إمكانية “إخفاء الهوية”.
إلى جانب أدوات الذكاء التوليدي؛ تعتمد منصات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك، إنستجرام، تيك توك”، على الذكاء التوقعي، وتجمع كميات ضخمة من البيانات لتحسين خوارزمياتها.
ويعد كل منشور أو صورة أو فيديو أو إعجاب أو تعليق، وحتى الوقت الذي يقضيه المستخدم في التفاعل مع هذه المحتويات، مؤشرا يستخدم لبناء ملف رقمي دقيق لكل مستخدم.
وأشار رامزان إلى أن الأجهزة الذكية مثل السماعات المنزلية، والساعات الذكية، وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، تجمع بيانات بيومترية باستمرار، من خلال حساسات الصوت، والموقع الجغرافي، وحتى قياس المؤشرات الحيوية.
مع التقدم التكنولوجي، أصبحت الخصوصية مهددة بشكل متزايد بسبب الاعتماد على التخزين السحابي، لا سيما فيما يتعلق بتسجيلات الصوت وبيانات الصحة، ويحذر “رامزان” من أن بعض الخبراء يعتبرون ذلك وسيلة غير معلنة لجمع البيانات وتحسين الخوارزميات على حساب حماية المستخدم.
يشير “رامزان” إلى أن أبرز التحديات تكمن في غياب الشفافية، فالكثير من المستخدمين لا يعرفون ما نوع البيانات التي تُجمع، ولا كيف تستخدم أو من يملك حق الوصول إليها.
وتستخدم الشركات سياسات خصوصية معقدة ومليئة بالمصطلحات التقنية التي يصعب على أغلب المستخدمين فهمها، إن قرؤوها أصلا، ووفق دراسة، فإن المستخدم العادي لا يقضي أكثر من 73 ثانية لقراءة شروط الاستخدام، في حين تحتاج قراءتها بتمعن إلى نحو 30 دقيقة.
حتى لو كانت البيانات في البداية ضمن أيدي شركات موثوقة، يمكن بيعها أو مشاركتها مع جهات أخرى أقل مصداقية، ومن ناحية أخرى، تبقى هذه البيانات معرضة للاختراقات السيبرانية التي قد تؤدي إلى تسريب معلومات حساسة.
وقد تنفذ هذه الهجمات جهات إجرامية؛ بهدف الربح، أو أطراف مدعومة من حكومات، تسعى للتجسس أو الإضرار بالبنى التحتية الرقمية.
في ظل غياب قوانين فعالة حتى الآن، يدعو “رامزان”، المستخدمين، إلى التعامل مع كل جهاز ذكي باعتباره جهازا يجمع البيانات، ويوصي بعدم إدخال أي معلومات شخصية حساسة ضمن المحادثات مع منصات الذكاء الاصطناعي، مثل الأسماء، تواريخ الميلاد، أرقام الهوية، أو العناوين المنزلية.
وفي البيئات المهنية، يجب الحذر من مشاركة أي معلومات سرية أو متعلقة بخصوصيات العمل، كما يشدد على أهمية إيقاف تشغيل أو فصل الأجهزة الذكية، خصوصا في الأوقات التي تتطلب خصوصية حقيقية، لأن كثيرا من هذه الأجهزة تبقى نشطة حتى في 'وضع السكون'، في انتظار كلمة تنبيه أو إشارة، وقد تفاجأ بما وافقت عليه مسبقا دون علمك.
وينصح الخبراء بمراجعة شروط الخدمة وسياسات الخصوصية الخاصة بالأجهزة والتطبيقات التي تستخدمها.