اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في واقع يقترب كثيرا من مشاهد أفلام 'بريداتور' و'ستار تريك'، يخطو الجيش الأمريكي خطوات متسارعة نحو تسليح جنوده بتقنيات غير تقليدية، تستند إلى مفاهيم كانت تُعدّ قبل سنوات ضربًا من الخيال. هذه الأسلحة لا تكتفي بإطلاق النار أو تفجير الأهداف، بل تسعى إلى إرباك الخصم نفسيًا، وتعطيل قدراته الحسية، وتغيير قواعد الاشتباك جذريًا. إنها أدوات مصممة لتفوق ذكي، لا مجرد تفوق ناري، وفقا لصحيفة ستارز آند سترايبس العسكرية.
بندقية الليزر: تشتيت العدو دون قتله
طورت وزارة الدفاع الأمريكية بندقية PHASR، وهي سلاح غير قاتل يعتمد على أشعة ليزر مركزة تُطلق بأطوال موجية متناوبة. هذه الأشعة تُبهِر العدو مؤقتًا، وتُفقده القدرة على التركيز أو الوقوف، مما يتيح للجنود السيطرة على الموقف دون إراقة دماء. وقد صُممت هذه البندقية للاستخدام في الميادين المدنية والعسكرية، وتُعدّ مثالًا على التحول نحو أسلحة 'التعطيل الذكي' بدلًا من 'القتل المباشر'.
شعاع الردع النشط: حرارة غير مرئية تفرض الانسحاب
يُعد نظام الردع النشط من أكثر الأسلحة غرابة وفعالية. فهو يبث شعاعًا كهرومغناطيسيًا غير مرئي يُحدث إحساسًا بالحروق على الجلد، مما يدفع الأفراد إلى التراجع فورًا. يستطيع هذا النظام تسخين جزيئات الماء في الجلد إلى 54 درجة مئوية من مسافة تصل إلى نصف كيلومتر. وقد أطلق عليه العسكريون اسم 'تأثير الوداع'، لأنه يُجبر الخصم على الانسحاب دون إطلاق رصاصة واحدة. ويُتوقع أن يُستخدم هذا النظام جنبًا إلى جنب مع الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه في عمليات تفريق الحشود.
مسدس 'أرماتيكس': سلاح لا يعمل إلا لمالكه
في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، طورت شركة 'أرماتيكس' مسدسًا رقميًا لا يمكن تشغيله إلا من قبل مالكه الأصلي. يعتمد هذا السلاح على ساعة يد ذكية تُرسل إشارة فتح إلى المسدس، ولا تعمل الساعة نفسها إلا ببصمة إصبع المستخدم. بهذه التقنية، يمنع المسدس استخدامه من قبل السارقين أو الأعداء، ويُعزز السلامة الشخصية بشكل غير مسبوق. ويصفه خبراء الأسلحة بأنه 'نقلة نوعية في أمن الأسلحة الفردية'.
المدفع الكهرومغناطيسي: سرعة تفوق الصوت وقوة فضائية
تُطوّر البحرية الأمريكية مدفعًا كهرومغناطيسيًا قادرًا على إطلاق قذائف بسرعة 8 ماخ، أي ثمانية أضعاف سرعة الصوت. يُستخدم هذا السلاح لحماية السفن الحربية من الطائرات والصواريخ، لكنه يمتلك أيضًا القدرة على إطلاق مركبات فضائية إلى المدار. يعتمد المدفع على الطاقة الكهرومغناطيسية بدلًا من البارود، مما يمنحه دقة عالية وكلفة تشغيل منخفضة. ويُعدّ هذا السلاح من أبرز أدوات الردع البحري في المستقبل القريب.
التخفي الكمي: عباءة غير مرئية في أرض المعركة
في تطور مذهل، يعمل الجيش الأميركي على تقنية 'التخفي الكمي'، التي تُخفي الأجسام عبر ثني الضوء حولها. هذه التقنية تجعل الجنود غير مرئيين للعين المجردة، وتُتيح لهم التسلل إلى أراضي العدو وتنفيذ عمليات دقيقة دون أن يُكتشفوا. ويأمل المطورون أن تُستخدم هذه العباءات في تنفيذ اغتيالات وهجمات مفاجئة، مما يمنح القوات الأمريكية ميزة تكتيكية غير مسبوقة.
طائرات قتالية غير مأهولة: الذكاء الاصطناعي في السماء
وكشفت القوات الجوية الأمريكية عن طائرتين مقاتلتين غير مأهولتين بالكامل، هما YFQ-42A وYFQ-44A. تتمتعان بقدرة على الطيران الذاتي وتنفيذ مهام فردية بسرعة تفوق 1000 كيلومتر في الساعة وعلى ارتفاع يزيد عن 15 ألف متر. لكن اللافت أن هذه الطائرات لن تعمل منفردة، بل سترافق الطائرات المأهولة كـ'أجنحة مرافقة مخلصة'، مما يُحدث تناغمًا بين الذكاء البشري والاصطناعي في ساحة المعركة. ويُجمع الخبراء على أن هذه الطائرات تُدشّن حقبة جديدة من الحروب القائمة على الحوسبة السحابية والقيادة التعاونية.
نظام ثور: الميكروويف يواجه أسراب الطائرات المسيّرة
مع تصاعد خطر الطائرات المسيّرة، خصوصًا تلك التي تعمل ضمن أسراب متصلة، طوّر الجيش الأميركي نظام THOR، وهو جهاز يُطلق شعاعًا من طاقة الميكروويف لتعطيل الطائرات القادمة. يتميز هذا النظام بقدرته على إسقاط أهداف متعددة في وقت واحد، ويُعدّ من أبرز أسلحة الطاقة الموجهة التي تُطوّر حاليًا لمواجهة التهديدات الجوية الحديثة. وقد أثبت النظام نجاحه في التجارب الميدانية، ويُتوقع أن يُستخدم في حماية المنشآت الحيوية والمناطق العسكرية الحساسة.
'كورنرشوت': إطلاق النار من خلف الزوايا
في البيئات الحضرية، حيث تكثر الزوايا الضيقة والممرات المعقدة، يصبح إطلاق النار من خلف الزوايا تحديًا كبيرًا. وهنا يأتي سلاح 'كورنرشوت'، الذي يُتيح للجنود الرؤية وإطلاق النار من خلف الزوايا بفضل كاميرا مثبتة على السلاح. يتوفر بنسختين: مسدس نصف آلي وقاذفة قنابل، ويُستخدم حاليًا من قبل عدد كبير من الجيوش ووكالات إنفاذ القانون حول العالم. وقد أثبت فعاليته في العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب.
وتعبر هذه الأسلحة عن فلسفة عسكرية جديدة، تُركّز على الذكاء، والدقة، والتأثير النفسي، كأدوات تُعيد تعريف مفهوم القوة، وتُحوّل الجندي من مُطلق نار إلى مُشغّل تقنيات متقدمة، تُغيّر مجرى المعركة قبل أن تبدأ. في هذا السياق، يبدو أن الخيال العلمي لم يعد خيالًا، بل أصبح واقعًا يُصاغ في مختبرات البنتاجون.


































