قراءة في موقف حماس من خطة ترامب: قبول شكلي وتفاوض مفتوح على التفاصيل

الباحث عمرو فاروق: الأزمة لم تُحسم.. واليمين الإسرائيلي يضغط لاستكمال الحرب

يقول عمرو فاروق، الباحث في شؤون الإسلام السياسي، إن موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبدو شكلية ومشروطة، إذ تضمنت القبول بمبدأ تبادل الأسرى والرهائن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفقًا لما نصّت عليه الخطة، لكنها في المقابل رهنت تسليم السلاح وآلية الانسحاب من القطاع بمسار المفاوضات التي ستجري عبر الوسطاء الأمريكيين والعرب.

الأزمة لا تزال في طور التفاوض

وأوضح فاروق، في منشور عبر صفحته على فيسبوك، أن هذا الموقف يعني أن الأزمة لا تزال في طور التفاوض، وأن الملفات الأساسية ما زالت خاضعة لحسابات المكاسب والخسائر، خصوصًا ما يتعلق بـ ضمانات حماية القيادات العسكرية والسياسية للحركة، وعدم ملاحقتهم أو استهدافهم داخل غزة أو في الخارج.

حرب غزة.. تفاصيل رد حماس على خطة ترامب للسلام

أول رد من نتنياهو بعد موافقة حماس على خطة ترامب

وأضاف الباحث، أن حماس أبدت مرونة محدودة بقبولها تسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، بدعم عربي وإسلامي، وهو ما يتعارض مع الطرح الأمريكي الذي دعا إلى إدارة انتقالية دولية للقطاع.

ويرى فاروق أن الأزمة لم تنتهِ بعد، في ظل ضغوط اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى إلى استكمال العمليات العسكرية وتدمير القطاع بالكامل، ما يجعل فرص تثبيت وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية رهينة للتوازنات الميدانية والسياسية في المرحلة المقبلة.

الفرصة الأخيرة

في وقت سابق الجمعة، أمهل ترامب، حركة حماس حتى مساء الأحد للموافقة على اتفاق 'الفرصة الأخيرة' بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة، محذرًا الحركة من 'جحيم غير مسبوق'.

وقال ترامب في رسالة عبر حسابه على منصة 'تروث سوشيال': 'لحسن حظ حماس، سيتم منحهم فرصة أخيرة، يجب التوصل إلى اتفاق مع حماس بحلول مساء الأحد الساعة السادسة بتوقيت واشنطن (10:00 GMT)'.

وأضاف 'الدول الكبرى والقوية والغنية جدًا في الشرق الأوسط والمناطق المحيطة، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وافقت، مع توقيع إسرائيل، على السلام بعد 3000 عام في الشرق الأوسط، هذه الصفقة توفر أيضًا حياة جميع مقاتلي حماس المتبقين'.

وتابع 'إذا لم يتم التوصل إلى هذا الاتفاق الأخير، سيكون جحيم لم يره أحد من قبل ضد حماس، سيكون هناك سلام في الشرق الأوسط بطريقة أو بأخرى'، بحسب الرئيس الأمريكي.

وقال ترامب: 'حماس تشكل تهديدًا وحشيًا منذ سنوات عديدة في الشرق الأوسط، وقتل أكثر من 25 ألف عنصر من الحركة حتى الآن، والباقون محاصرون، فقط ينتظرون أن أعطي الأمر لتنتهي حياتهم بسرعة'.

وأضاف ترامب 'أما الباقون، فنحن نعرف أين ومن أنتم، وستتم مطاردتكم وقتلكم'.

ووجه الرئيس الأمريكي رسالة للغزيين، قائلًا: 'أطلب من جميع الفلسطينيين الأبرياء مغادرة هذه المنطقة فورًا إلى أجزاء أكثر أمانًا من غزة'.