اخبار مصر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢٥
تحدث الخبير في شؤون الأمن القومي المصري محمد مخلوف عن الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا وحضوره العرض العسكري هناك بمشاركة قوة مصرية.
وأوضح مخلوف الكاتب الصحفي بجريدة 'أخبار اليوم' أن البعد السياسي للزيارة التي تزامنت مع احتفالات النصر على النازية يتمثل في المباحثات الثنائية بين القاهرة وموسكو حول قضايا إقليمية تمس استقرار المنطقة، خاصة القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الزيارة جاءت في توقيت بالغ الأهمية مع استمرار الحرب في غزة.
وأضاف أن الرؤية الروسية لما يدور في المنطقة تتفق إلى حد كبير مع الرؤية المصرية، التي تدعو إلى الحلول السلمية للمشكلات الإقليمية، وعلى رأسها إيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية، ووقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، ورفض تهجير الفلسطينيين.
ولفت إلى أن مشاركة مصر في احتفالات عيد النصر بروسيا، بحضور عدد من رؤساء الدول، يعزز الرؤية المصرية-الروسية المشتركة، خاصة في ظل حرص القاهرة على دعم الاستقرار وتجنب التصعيد في المنطقة.
كما أشار إلى أن روسيا تمكنت مؤخرًا من فرض شروطها على الولايات المتحدة في الملف الأوكراني، مما يعكس تغير موازين القوى عالميًا، ويجعل الحوار مع موسكو جزءًا أساسيًا من سياسة مصر الخارجية الحالية.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، أكد مخلوف أن العلاقات بين البلدين مستقرة ومتطورة، مع وجود تبادل تجاري جيد ورغبة مشتركة في زيادته، رغم أن الميزان التجاري يميل لصالح روسيا. وأشار إلى أن السياحة الروسية تمثل عاملًا مهمًا في تعويض هذا الخلل، خاصة خلال مواسم الإجازات المدرسية في مايو، حيث يشهد قطاع السياحة تدفقًا كبيرًا للسياح الروس.
وأضاف أن العلاقات الاقتصادية شهدت طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، مع زيادة حجم التبادل التجاري وتنفيذ مشروعات استثمارية ضخمة، أبرزها محطة الضبعة النووية. كما أن مصر تمثل أهمية استراتيجية لروسيا كبوابة للشرق الأوسط وأفريقيا، في ظل اقتصاد واعد وجاذب للاستثمارات بفضل الاستقرار السياسي ومعدلات النمو المرتفعة.
وفي المجال العسكري، أشار مخلوف إلى أن التعاون بين البلدين كبير واستراتيجي، حيث ظهر ذلك جليًا من خلال المشاركة غير المسبوقة لقوة عسكرية مصرية في احتفالات عيد النصر، مما يعكس عمق الشراكة بين الجانبين. وأكد وجود تنسيق عالٍ في مجال التدريبات العسكرية المشتركة بين جميع فروع القوات المسلحة المصرية ونظيرتها الروسية، مشيرًا إلى أن روسيا تمتلك ثقلًا عسكريًا وسياسيًا كبيرًا بفضل مصانع السلاح ومقعدها الدائم في مجلس الأمن، مما قد يساهم في دعم الجهود لوقف الحرب على غزة.
واختتم تصريحاته بالقول إن العلاقات المصرية-الروسية تشكل ركيزة للاستقرار الإقليمي والعالمي، نظرًا لمكانة روسيا وصلاتها التاريخية مع مصر والعالم العربي. وأكد أن هذه العلاقات الاستراتيجية تأتي في إطار سياسة مصر الخارجية القائمة على تنويع الشراكات مع جميع القوى الدولية، شرقًا وغربًا، لتعزيز التنمية وجذب الاستثمارات. كما أن الزيارة تأتي في توقيت حساس للمنطقة، حيث تسعى مصر، كدولة محورية في الشرق الأوسط، إلى الحفاظ على توازن علاقاتها مع جميع الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
المصدر: RT