اخبار مصر
موقع كل يوم -بي بي سي عربي
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، ظلت المعابر البرية التي تربط القطاع بالعالم الخارجي محوراً للأزمة الإنسانية ومثاراً للجدل الدولي، وسط اتهامات متبادلة بتضييق الخناق على القطاع المحاصر ومنع تدفق المساعدات.
ويرتبط قطاع غزة تاريخياً بثمانية معابر برية، معظمها مغلق منذ سنوات، بينما يعمل عدد محدود منها بشكل متقطع وتحت رقابة إسرائيلية مشددة، ما يجعلها شرايين حياة متقطعة لمليوني فلسطيني يعيشون داخل القطاع.
فما هي المعابر الحدودية لقطاع غزة ؟
1- معبر زكيم (Zikim)
معبر زكيم هو أحدث معابر القطاع، ويقع شمال غرب غزة، قرب شاطئ بيت لاهيا، وهو ممر عسكري، تحوّل مؤخراً في مايو/أيار 2024 إلى ممر إنساني محدود، تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.
وفُتح بشكل جزئي لنقل مساعدات أممية إلى شمال القطاع بإشراف الجيش الإسرائيلي وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) خلال الحرب، ويُستخدم حالياً بشكل متقطع وفق الظروف الأمنية.
الأكثر قراءة نهاية
2- معبر إيريز / بيت حانون (Erez)
يقع معبر إيريز شمالي القطاع، ويُعد المعبر المخصص لعبور الأفراد، مثل المرضى والعاملين الدوليين وموظفي المنظمات الإنسانية.
وتسيطر إسرائيل كلياً على المعبر، ويُفتح فقط في الحالات الإنسانية والطبية الطارئة بعد تنسيق أمني مُسبق، بينما يظل مغلقاً أمام حركة المدنيين العادية أو الشحن التجاري.
3- معبر ناحال عوز / الشجاعية (Nahal Oz / Shujaiya)
يقع شرق مدينة غزة، وكان مخصصاً لنقل الوقود إلى داخل القطاع.
أُغلق منذ عام 2010 بعد استهدافه أكثر من مرة، ولا يزال خارج الخدمة حتى اليوم.
4- معبر كرني / المنطار (Karni)
يقع شرقي مدينة غزة، وكان أكبر المعابر التجارية قبل عام 2007، حيث كانت تمر عبره مئات الشاحنات يومياً.
أُغلق نهائياً عام 2011 وتم تفكيك منشآته بالكامل، لتفقد غزة أحد أهم منافذها الاقتصادية السابقة.
5- معبر كيسوفيم / القرارة (Kissufim)
ممر عسكري يقع شرقي خان يونس ودير البلح تحت سيطرة إسرائيلية كاملة.
استخدم مؤقتاً خلال عام 2024 لإدخال مساعدات محدودة إلى وسط القطاع، لكنه مغلق حالياً أمام الحركة المدنية، ويفتح أحياناً لأغراض إنسانية أو عسكرية طارئة فقط.
6- معبر صوفا / العودة (Sufa / Al-Awda)
يقع شرقي مدينة رفح تحت السيطرة الإسرائيلية.
كان مخصصاً لإدخال مواد البناء والبضائع في السابق، لكنه أغلق منذ عام 2008، ولم يُعد تشغيله منذ ذلك الحين.
7- معبر كرم أبو سالم / كيرم شالوم (Kerem Shalom / Karem Abu Salem)
يقع عند المثلث الحدودي بين غزة ومصر وإسرائيل، جنوب شرق رفح، وتسيطر عليه إسرائيل بالكامل عبر إدارة التنسيق الحكومية (COGAT) التابعة لوزارة الدفاع.
يُعد هذا المعبر البوابة التجارية والإغاثية الرئيسية للقطاع، حيث تمر عبره الشاحنات التي تنقل الغذاء والوقود والأدوية والمساعدات الإنسانية القادمة من مصر أو إسرائيل.
ورغم كونه المعبر الوحيد الذي يعمل بانتظام - نسبياً - إلا أن الدخول عبره يخضع لرقابة أمنية صارمة وإجراءات تفتيش مطوّلة، ما يؤدي إلى تأخير وصول المساعدات بشكل متكرر.
8- معبر رفح البري (Rafah Crossing)
تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي
اضغط هنا
يستحق الانتباه نهاية
المنفذ الجنوبي لقطاع غزة إلى مصر، ويُعد الأشهر والأكثر رمزية كونه المعبر الوحيد الذي كان خارج السيطرة الإسرائيلية حتى مايو/أيار 2024، حين سيطرت القوات الإسرائيلية على جانبه الفلسطيني وأغلقت المعبر أمام حركة الأفراد والشاحنات.
يقع المعبر بين مدينتي رفح الفلسطينية والمصرية، ويُعتبر شرياناً أساسياً لعبور الأشخاص والحالات الإنسانية.
قبل عام 2005، كان المعبر الفلسطيني تحت السيطرة الإسرائيلية، ثم سُلّم إلى السلطة الفلسطينية تحت إشراف الاتحاد الأوروبي ضمن 'اتفاق الحركة والوصول' (Agreement on Movement and Access – AMA).
لكن بعد سيطرة حركة حماس على غزة عام 2007، تكررت الأزمات في تشغيله، وظل يُفتح ويُغلق وفق الترتيبات السياسية والأمنية.
وفي مايو/أيار 2024، بسطت إسرائيل سيطرتها الفعلية على الجانب الفلسطيني من المعبر ومنطقة محور فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر، ليصبح رفح خاضعاً لرقابتها المباشرة.
ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير نصّ على إعادة فتحه، أعلنت إسرائيل أنه سيبقى مغلقاً مؤقتاً دون تحديد موعد لاستئناف العمل الكامل، مما فاقم معاناة السكان ومنظمات الإغاثة.
بينما تؤكد مصر بشكل متكرر أن المعبر من الجانب المصري لم يغلق منذ بداية هذه الحرب إلى أن استهداف الجانب الفلسطيني المتكرر من جانب إسرائيل والسيطرة عليه مؤخراً حالت دون استئناف عمله .
9- معبر العوجا / نيتسانا (Al-Ouja / Nitzana)
لا يُعد من معابر غزة مباشرة، إذ يقع بين مصر وإسرائيل قرب معبر رفح، لكنه يُستخدم كممر لوجستي لنقل المساعدات الإنسانية القادمة من مصر قبل إدخالها إلى القطاع.
أنشئ المعبر بعد اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1982، ويُخصص لعبور البضائع والأحمال، ويُفتح فقط ضمن الترتيبات الثنائية الخاصة بالمساعدات.
ماذا عن الحدود البحرية ؟
الحصار المفروض على قطاع غزة لا يقتصر على معابره البرية فحسب، بل يمتد إلى أحد أهم منافذه الطبيعية، وهو البحر، الذي تفرض إسرائيل عليه سيطرة كاملة منذ سنوات، وتمنع أي نشاط بحري مستقل أو حركة تجارية خارجية.
وتشمل القيود الصارمة تحديد مناطق الصيد وتقييد حركة القوارب في المياه الإقليمية للقطاع.
وبحسب نقابة الصيادين في غزة، تجاوزت خسائر قطاع الصيد البحري 75 مليون دولار منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، نتيجة القصف الإسرائيلي المتكرر الذي ألحق دماراً واسعاً بالبنية التحتية للموانئ، بما في ذلك ميناء غزة الرئيسي وميناء شمال القطاع، إضافة إلى أضرار لحقت بنحو 70 بالمئة من مرافق الموانئ في المنطقة الوسطى والجنوبية
وكان ميناء غزة يستخدم بشكل أساسي لقوارب الصيد الفلسطينية ومقرات الشرطة البحرية الفلسطينية، ويُعد المنفذ البحري الوحيد لغزة على البحر المتوسط.
ولكن إسرائيل قد فرضت قيوداً على حركة القوارب والصيادين منذ عام 2007.
كيف تدخل المساعدات حاليا إلى قطاع غزة ؟
المساعدات الإنسانية، لا تدخل مباشرة عبر معبر رفح كما يظن البعض، بل تتحرك الشاحنات عبر بوابة جانبية ملاصقة له، تسلك منها طريقها إلى معبري العوجة أو كرم أبو سالم.
وهناك، تخضع لعمليات تفتيش دقيقة من قبل السلطات الإسرائيلية قبل السماح لها بالمرور إلى داخل القطاع.
تلك البوابة الجانبية ليست جزءاً من معبر رفح نفسه، وإنما تشكّل ممراً لوجستياً مؤقتاً يربط الأراضي المصرية بالمعابر التي تسيطر عليها إسرائيل، بهدف تمرير المساعدات بعد إجراءات الفحص والموافقة الأمنية.
وحدد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم تطبيقه في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول حجم المساعدات التي تدخل إلى القطاع بنحو 400 شاحنة يومياً وتزداد بعد أيام من تنفيذ الاتفاق إلى 600 شاحنة يومياً، من جميع معابر القطاع.
ولكن وفق تقارير الأمم المتحدة فإن ما يسمح بدخوله أقل من هذا العدد بكثير، كما أنه لم يسمح حتى الآن بدخول مستلزمات الإيواء و المعدات الثقيلة التي يحتاجها الدفاع المدني الفلسطيني لبدء أعمال انتشال جثث القتلى الفلسطينيين من تحت الركام .
لما لم يتم فتح معبر رفح بعد ؟
نصّ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير على إعادة فتح معبر رفح أمام حركة الأفراد، لا سيما المرضى والمسافرين، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن المعبر سيبقى مغلقاً حتى إشعار آخر، مشيراً إلى أن إعادة تشغيله مرهونة بتسليم حركة حماس جثث الأسرى الإسرائيليين المحتجزة في غزة.
في المقابل، وصفت حركة حماس القرار بأنه خرق صريح لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتنصّل من الالتزامات التي تم التعهّد بها أمام الوسطاء والجهات الدولية الضامنة، معتبرة أن استمرار إغلاق المعبر يفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.


































