مفيد شهاب: قطاع غزة يشهد جرائم اسرائيلية وحشية يجب ملاحقة مرتكبيها في كافة المحافل الدولية

أكد نائب رئيس مجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الإنسان الدكتور مفيد شهاب، أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، هي جرائم بشعة ووحشية ولا إنسانية لم نشهد لها في التاريخ الحديث مثيلا، وهي جرائم تندرج في القانون الدولي بأنها جرائم ضد الإنسانية وابادة جماعية وتهجير قسري يجب ملاحقة مرتكبيها في كافة المحافل الدولية وخاصة المحكمة الجنائية الدولية.

ونبه الدكتور شهاب، في كلمته اليوم الخميس، أمام الجلسة الخاصة للبرلمان العربي تحت شعار 'نصرة فلسطين وغزة' بمقر الجامعة العربية، إلى أن القضية الفلسطينية تمر بوقت حرج يتحمل أعباءه أهل قطاع غزة، مؤكدا أهمية الاجتماع اليوم حيث يضم ممثلي الشعوب العربية لتناول قضية تمس حاضر ومستقبل الأمة العربية.

وقال إن ما يحدث هو مؤامرة ضد الدول العربية ولابد من تحقيق التضامن والتعاون وصولا إلى الوحدة العربية، مؤكدا أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعا وأن الأمن الفلسطيني جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، مشددا على أنه لا أمن ولا سلام ولا تقدم ولا ازدهار ولا حماية لثرواتنا الطبيعية إلا إذا تم حل القضية الفلسطينية حلا عادلا ونال الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشريف.

وأشار إلى أن هناك عددا من الدول، تقدمت بشكوى للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تطلب منه التحقيق في هذه الجرائم البشعة، داعيا إلى ضرورة التعحيل بإجراء هذه التحقيقات.

وقال إن معركة السابع من أكتوبر جاءت كرد فعل طبيعي لحصار قطاع غزة والتضييق عليها واعتداء الاحتلال الإسرائيلي المتكرر على المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن جرائم الاحتلال ليست بعد تلك المعركة بل سابقة على ذلك حيث تمثلت في سياسات قمعية وفي استيطان محموم وإقامة جدار عازل وفصل عنصري وانتهاكات سافرة لحرمة المقدسات والاعتداءات على المسجد الأقصى والتضييق على الفلسطينيين لخلق بيئة طاردة ومناخ للتهجير القسري.

وقال شهاب إن اسرائيل تستكمل تلك السياسات والجرائم العدوانية بجريمة إبادة جماعية تجري اليوم في قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

وأكد ضرورة أن نعمل ويعمل معنا كل من يؤمن بالسلام على تجريم إسرائيل كدولة فصل عنصري'أبارتايد'، مشددا على ضرورة أن نعمل على استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية كما حدث من قبل عندما حدث مع جنوب إفريقيا عندما كانت تمارس الفصل العنصري.

وأكد ضرورة أن نعمل على إعادة النظر في عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، فإما أن يتم وقف هذه العضوية أو أن تفصل من هذه المنظمة العالمية التي قامت من أجل حفظ السلم والأمن الدوليين وليس من أجل إبادة البشر إبادة جماعية.

وأشار إلى أن المزاعم الإسرائيلية بأن ما قامت به في قطاع غزة كان دفاعا عن النفس، فهي خديعة مالبث العالم كله قد اكتشف عدم صحتها ذلك أن الدولة المحتلة مثل الكيان الصهيوني مهمتها طالما ظل الاحتلال أن تتولى إدارة شؤون الأرض المحتلة وحمايتها وتسهيل الخدمات لها، لا أن تفرض سيادة أو سيطرة عليها، فهى دولة احتلال مؤقت تدير ولا تسيطر.

وقال شهاب: 'للاسف وجدنا دولة احتلال لا تدير ولاتحمي من تحتلهم وإنما تعمل على ابادتهم ولا تؤمن بأن من حقهم أن يعيشوا مثل باقي مواطنيها، دولة عنصرية منذ أن قامت وازدادت عنصريتها يوما بعد يوم نتيجة فشل المجتمع الدولي في أن يوقفها عن غيها'.

وأكد ضرورة أن نقف وقفة واحدة وأن نتناسى ما بيننا من خصومات أو خلافات لأن الخطر داهم وخطير.

وقال إنه إلى جانب كافة محاولات الكفاح بالوسائل الدبلوماسية والاقتصادية وتحجيم أية تعاملات مع هذه الدولة، وفضح جرائمها بالوسائل الدبلوماسية المختلفة والالتجاء للمنظمات الدولية المختلفة مهما كانت عوامل الضعف فيها، فلابد أن نحرص على أن نتمسك دائما بالشرعية الدولية وأن نسعى يوما بعد يوم للحصول على قرارات من الجمعية العامة، مضيفا: 'رغم أن قرارتها ليست ملزمة ولكن لها توصيات ذات قيمة أدبية كبيرة جدا'، معتبرا أن حصولنا على قرارات وإن لم تنفذ، يعطينا سندا شرعيا إضافيا تكميليا.

وأكد ضرورة ألا نيأس من دور المنظمات الدولية مهما كان ضعيفا ومهما كانت هناك محاولات من بعض الدول لعرقلة القيام بدورها، ولا يجب أن نبعد عن القانون الدولي ولو لم تكن له قوات أو إجراءات تعمل على تنفيذه، مؤكدا أن وجود السند الشرعي هو عامل هام جدا من عوامل الكفاح، مشددا على أن إيماننا بالشرعية الدولية ثابت لأننا دعاة حق وسلام وعدل.

وقال إن إسرائيل تتحدث عن بعض المنظمات وحقها الشرعي في الكفاح وتقرير المصير بأن هذه عمليات إرهابية، والحقيقة أن الإرهاب الحقيقي هو ما تمارسه إسرائيل وليست هذه المنظمات، فهى أيا ما كانت منظمات فلسطينية تعمل من أجل تحرير أرضها، مؤكدا أن السلطة القائمة بالاحتلال هي التي تمارس الإرهاب.

وشدد على أن أخطر أنواع الإرهاب هو ما تقوم به إسرائيل ضد هذا الشعب الآمن، مشيرا إلى العمليات الاجرامية التي يمارسها المستوطنون في الضفة الغربية وكل هذه العمليات الوحشية التي نشاهدها على مدى أكثر من ثمانين يوما في قطاع غزة.

وأكد أن الشعب الفلسطيني المكافح البطل لن يتمكن من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف إلا من خلال وحدة فلسطينية حقيقية واتحاد عربي كامل في مختلف القضايا وأن نتناسى ما بيننا من خلافات وأن نعمل على قلب رجل واحد من أجل الحق والسلام ومن أجل القضية الفلسطينية وتحرير الأراضي المحتلة.