اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
في توقيت دقيق يشهد فيه الإقليم حالة من الترقب والاضطراب، جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب لتشكل محطة مهمة في المشهدين الداخلي والخارجي، ولتعكس ملامح رؤية الدولة المصرية للمرحلة المقبلة بكل ما تحمله من تحديات وفرص.
الخطاب، الذي جاء في أجواء إقليمية مشحونة بالتوتر، خاصة مع استمرار الحرب في غزة وتصاعد الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق يضع حدًا للنزاع، اتسم بقدر كبير من الوضوح والاتزان، وحرص على الجمع بين الرسائل السياسية الموجهة للخارج، ورسائل الطمأنة والدعم الموجهة للداخل.
فمن جهة، حملت تصريحات الرئيس بشأن المفاوضات الجارية في إشارات إلى دور مصري فاعل يسعى لتثبيت الاستقرار وإعادة التوازن إلى المنطقة، مؤكدًا أن القاهرة لا تزال ركيزة أساسية في جهود السلام الإقليمي، ومن جهة أخرى، جاءت كلماته لتؤكد على متانة الجبهة الداخلية، واستمرار الدولة في تنفيذ خططها الاقتصادية والتنموية رغم التحديات العالمية.
كما برز في الخطاب حضور واضح لملفات الأمن الوطني والوحدة المجتمعية، إلى جانب اهتمام خاص بالشباب ودورهم في بناء ، ما يعكس حرص القيادة السياسية على ترسيخ مفاهيم الاستقرار والتجديد والمسؤولية الوطنية.
قال أستاذ السياسة سعيد الزغبي، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، حمل العديد من الرسائل المهمة داخليًا وخارجيًا، تعكس رؤية الدولة المصرية للمرحلة الحالية والمستقبلية.
وأوضح الزغبي أن الملف الفلسطيني ومفاوضات غزة كان حاضرًا بقوة في الخطاب، مشيرًا إلى أن الرئيس كشف عن “مفاوضات مهمة وإيجابية” تُجرى حاليًا في شرم الشيخ بهدف إنهاء الحرب في غزة، والتي وصفها بأنها من “أقسى الحروب التي مرت على المنطقة”.
وأضاف أن الرئيس أكد تقديره الكبير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إرادته الحقيقية لإنهاء الحرب خلال هذه الجولة من المفاوضات».
وأشار الزغبي إلى أن الشأن الداخلي استحوذ على مساحة كبيرة من الخطاب، حيث حرص الرئيس على توجيه رسائل طمأنة واضحة للمواطنين، مؤكدًا أن الوضع الاقتصادي في تحسن مستمر وأن الدولة تسير بخطى ثابتة نحو التنمية، رغم كل التحديات.
كما لفت إلى تأكيد الرئيس على أن الوضع الأمني في مصر “مطمئن”، وأن الدولة تمكنت من التغلب على الإرهاب، وهو ما يعكس الثقة في قدرة الأجهزة الأمنية على حماية استقرار البلاد.
وتابع الزغبي: «الرسالة الأقوى كانت في تأكيد الرئيس على الوحدة الوطنية، عندما قال: لا أحد يستطيع أن يضر مصر طالما أنتم على قلب رجل واحد، وهي دعوة متجددة للتمسك بالوحدة كصمام أمان ضد أي تهديدات».
وأضاف أن خطاب الرئيس لم يغفل ملف الشباب، حيث شدد على استمرار الدولة في “ضخ دماء جديدة في مؤسساتها”، في رسالة واضحة تؤكد على أهمية دور الشباب في بناء الجمهورية الجديدة.
وأكد الزغبي أن الخطاب جاء في توقيت دقيق إقليميًا وداخليًا، فمصر تسعى لتعزيز دورها الإقليمي في إنهاء الحرب في غزة وتثبيت مكانتها كقوة فاعلة، وفي الوقت نفسه تواصل الدولة جهودها لتعزيز الاستقرار الداخلي ودعم مسار التنمية الاقتصادية.
واختتم الزغبي تصريحاته قائلاً: «خطاب الرئيس السيسي جمع بين التفاؤل الحذر بشأن مفاوضات غزة، ورسائل الطمأنة والثقة في الداخل، ويبقى الرهان على ترجمة هذه الرؤى إلى واقع ملموس، خاصة ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق سلام دائم في غزة، وتحقيق استدامة التحسن الاقتصادي في مصر».