اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
تعد شركتا هيونداي موتور وجنرال موتورز من أكبر المستفيدين من خفض الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات من كوريا الجنوبية، بما في ذلك السيارات.
وتُعد هيونداي أكبر مورد للسيارات الجديدة من كوريا الجنوبية إلى الولايات المتحدة، تليها جنرال موتورز. وقد دفعت الشركتان مليارات الدولارات على شكل رسوم جمركية منذ بداية العام، بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الربيع رسومًا بنسبة %25 على السيارات المستوردة من كوريا الجنوبية ودول أخرى.
وأكدت إدارة ترامب خلال الأسبوع الجاري خططها لخفض التعريفات الجمركية على عدد من المنتجات، من بينها السيارات، إلى %15 من كوريا الجنوبية، وفق إشعار نُشر الأربعاء في السجل الفدرالي الأميركي بشأن تنفيذ الاتفاق التجاري. كما تفاوضت دول أخرى، مثل اليابان والمملكة المتحدة، على خفض مماثل للرسوم الجمركية مع الإدارة الأميركية.
وقبل خفض الرسوم، أعلنت هيونداي أن التعريفات الجمركية الأميركية كلّفت الشركة 1.8 تريليون وون (1.2 مليار دولار) خلال الربع الثالث، مقارنة بـ828 مليار وون (565 مليون دولار) في الربع السابق. وفي المقابل، قالت جنرال موتورز مؤخرًا إن التأثيرات الجمركية، ولا سيما من كوريا الجنوبية والمكسيك، من المتوقع أن تتراوح بين 3.5 و4.5 مليارات دولار في عام 2025.
وقال المدير المالي لجنرال موتورز، بول جاكوبسون، الأربعاء، إن الشركة كانت تتوقع أن تصل تكلفة الرسوم الجمركية على الواردات من كوريا الجنوبية إلى ملياري دولار، لكنها نجحت في تعويض جزء كبير من تلك التكاليف، مضيفًا أن الشركة تتوقع أن تنخفض الأعباء إلى نحو مليار دولار أو أقل في عام 2026.
وأوضح جاكوبسون خلال مؤتمر نظمته مجموعة UBS:
'نعتقد أن هذا التطور سيكون عامل دعم في العام المقبل، لكنه لن يعوّض كامل الزيادة كما كان متوقعًا سابقًا، إذ ستكون فاتورة الرسوم النهائية لكوريا هذا العام أقل بكثير من ملياري دولار'.
ويأتي إعلان خفض الرسوم الأميركية بعد أن قدمت كوريا الجنوبية مشروع قانون في برلمانها للوفاء بتعهد استثمار بقيمة 350 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى عدة سنوات.
وقال وزير التجارة الأميركي، هوارد لَتنِك، في بيان نُشر يوم الاثنين عبر منصة 'إكس':
'التزام كوريا بالاستثمار في أميركا يعزز شراكتنا الاقتصادية ويدعم الوظائف وصناعتنا المحلية. ونحن ممتنون للثقة العميقة التي تربط بلدينا'.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة هيونداي في أميركا الشمالية، راندي باركر، إن الرسوم لا تزال تمثل تحديًا، لكنها أفضل من %25، في وقت تستهدف فيه الشركة تحقيق عامها السادس على التوالي من المبيعات القياسية في الولايات المتحدة خلال 2026. وأضاف خلال مقابلة هاتفية مع CNBC:
'%15 لا تزال %15، لكن الوصول إلى هذا المستوى يُعد إنجازًا مهمًا… لقد كانت رحلة طويلة ومعقدة للوصول إلى هذا الاتفاق'.
وشهدت هيونداي، بما في ذلك علامتها التابعة 'كيا' التي تعمل بشكل مستقل في الولايات المتحدة، نموًا ملحوظًا في مبيعاتها وعملياتها داخل السوق الأميركية خلال السنوات الأخيرة، لكنها لا تزال تستورد الغالبية العظمى من سياراتها — والتي يُقدّر عددها بنحو مليون سيارة هذا العام — من كوريا الجنوبية.
وتقدّر شركة GlobalData أن أكثر من 1.37 مليون سيارة، أي ما يعادل %8.6 من مبيعات السيارات في الولايات المتحدة هذا العام، كانت مستوردة من كوريا الجنوبية، ما يجعلها أكبر مُصدّر للسيارات المباعة في السوق الأميركية بعد المكسيك.
وتتوقع GlobalData أن تستورد هيونداي أكثر من 951 ألف سيارة في عام 2025، منها أكثر من 369 ألف سيارة لصالح كيا، ونحو 582 ألف سيارة لهيونداي وعلامتها الفاخرة 'جينيسيس'.
وتهدف هيونداي إلى إنتاج أكثر من %80 من سياراتها المباعة في الولايات المتحدة محليًا بحلول عام 2030، مقارنة بنحو %40 حاليًا.
وعلى الرغم من الرسوم الجمركية، تشير تقديرات GlobalData إلى أن جنرال موتورز ستستورد هذا العام نحو 422 ألف سيارة من كوريا الجنوبية إلى الولايات المتحدة، بزيادة %3.6 مقارنة بواردات قياسية بلغت أكثر من 407 آلاف سيارة العام الماضي.
وتعتمد جنرال موتورز بشكل متزايد على مصانعها في كوريا الجنوبية لإنتاج سيارات كروس أوفر صغيرة تحت علامتي شيفروليه وبويك، إذ ارتفعت مبيعات هذه الطرازات في الولايات المتحدة من 173 ألف سيارة في 2019 إلى أكثر من 407 آلاف سيارة العام الماضي.
وقالت جنرال موتورز في بيان عبر البريد الإلكتروني إنها 'تُقدّر نجاح المفاوضين في التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية'، مضيفة أن عملياتها في كوريا 'تنتج سيارات عالية الجودة وبأسعار مناسبة تُكمل الإنتاج المحلي الأميركي، الذي سيرتفع قريبًا إلى مليوني سيارة سنويًا'.
وتُنتج الشركة حاليًا سيارات Buick Encore GX وBuick Envista وChevrolet Trailblazer وChevrolet Trax في مصانعها بكوريا الجنوبية، وقد وصفت هذه الطرازات بأنها تمثل ركيزة أساسية لنموها الربحي في فئة السيارات الاقتصادية الأقل هامش ربح.


































