اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
أثار السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، جدلًا واسعًا بعد أن كشف في محاضرة أُلقيت ونشرت عبر قناة مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية على يوتيوب، عن لقاء جمعه بأحمد الشرع، الرئيس السوري الانتقالي، في إطار محاولة غير معلنة لتحويله من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة.
وأوضح فورد أن مؤسسة بريطانية غير حكومية متخصصة في حل الصراعات دعته عام 2023 للمساعدة في عملية إعادة تأهيل الشرع. وأثار هذا الكشف ردود فعل متباينة، ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من الرئاسة السورية حول تصريحات فورد.
الباحث في شؤون الجماعات الأصولية مصطفى أمين، يقول للرئيس نيوز، 'أمريكا وبريطانيا لهما تاريخ طويل في التواصل مع الجماعات الراديكالية المتطرفة لخدمة أهدافهم، فقد تواصلوا مع أسامة بن لادن في أفغانستان، وبالتالي فتحوا قنوات اتصال مع تنظيم القاعدة؛ لمواجهة نفوذ الروس هناك، ثم تخلصوا منه، وتواصلوا كذلك مع الإخوان، وبعد ثورة المصريين عليهم تخلو عنهم، ودعموا الجهاديين في سوريا، لإسقاط بشار الأسد، حليف الايرانيين، ويعد معتقل كوبو في العراق فراخة تلك العناصر، والتواصل مع تلك الجماعات، يعد ضمن مخطط الفوضى الخلاقةالتي أعلنتها وزيرةالخارجيةالأمريكية الأسبق كوندليزا رايز'.
يرجح أمين أن يكون الكشف عن حديث السفير الأمريكي فورد ضمن سياسة التبرير للرأي العام الأمريكي، اللقاء الذي تم بين الشرع وترامب برعاية سعودية.
ويعد ما كشفه السفير الأمريكي الأسبق في الجزائر وسوريا، روبرت فورد،ة مُثيرٌ للانتباه، بما يتعلّق بالشُّكوك حول الاتّهامات المُوجّهة للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وأنه نتاج صنيعة استخبارات دولية، أوصلته لحُكم سورية، وساهمت في مُساعدته لإسقاط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
السفير الأمريكي روبرت فورد، وفي مُحاضرةٍ جرى نشرها مطلع مايو الجاري تحدث فيها عن لقاء جمعه بالانتقالي الشرع، وكيف ساعد الأخير بالانتقال من “عالم الإرهاب” كما قال، إلى عالم السياسة التقليدية.
هذه المُساعدة، تنفي بطبيعة الحال، ما قيل عن تغيّر أصاب تفكير الشرع، ومُروره بمراحل عمرية جعلته يتغيّر، وإنما هذا نتاج “أمريكي- بريطاني” حيث مؤسسة بريطانية غير حكومية دعت السفير إلى المُساعدة في “تغيير الجولاني”.
وأشار فورد إلى أنه أجرى مع الشرع حِوارًا “سَلِسًا” وقال إنّ ما لفت نظره خلال اللقاء أنّ الشرع (أبو محمد الجولاني حينها) “لم يعتذر عن العمليات الإرهابية في العراق وسوريا”، لكنّه قال إنّ “التكتيكات والقواعد التي كان يتبعها في العراق لا تصلح عندما تحكم 4 ملايين شخص (في إدلب)”، وهذا يُفسّر سبب غضب العراقيين من الشرع، ورفضهم حُضوره القمّة العربية في بغداد لمسؤوليّته عن إرهابهم، والسوريين أيضًا قبل أن يُصبح رئيسًا للسوريين. وفق ما نشر موفع 'الرأي اليوم'.
وأكّد فورد أن أول لقاء جمعه بالشرع كان في مارس 2023، واصفًا الحديث معه آنذاك بأنه “حضاري”، قبل أن يتكرّر اللقاء في سبتمبر ويُتوّج بلقاءٍ ثالث في يناير الماضي داخل القصر الجمهوري في دمشق، بعد تولي الشرع منصبه الرئاسي.
اللّافت في حديث السفير الأمريكي، أنه كشف أن تأهيل الشرع، بدأ مُنذ أن أعلن العام 2016 انفصال تنظيمه عن “القاعدة”، وسعيه لتقديم نفسه بصورة أكثر اعتدالًا ضمن إطار الاحتجاجات ضد نظام الأسد.
وتُطرح تساؤلات حول أسباب كشف السفير الأمريكي عن وقوفه حول تحوّلات تغيير “الجولاني”، وانتقاله من “اللحية الكثيفة”، إلى “تقليم لحيته”، وما إذا كان ذلك الكشف لطمأنة العالم حول خِيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاء الشرع، والاعتراف بشخصية “إرهابية” بالتصنيف الأمريكي رئيسًا، فيما يجده آخرون دليل إدانة ضد الشرع، والذي قدّم نفسه كثائر، نجح و”ثُوّاره” المُفترضين، الإطاحة بنظام الرئيس الأسد، بل ونقل البلاد (سورية) إلى عُهدة أمريكا وأوروبا، والتطبيع القادم مع إسرائيل.
ووفق مراقبون فإن “الجولاني” ليس وحده من خضع “للتقليم”، بل كشف السفير الأمريكي إنّ هيئة تحرير الشام خضعت كلها للعديد من التدريبات المُكثّفة، على أيدي سُفراء، وخبراء، وضباط استخبارات أمريكيين، وبريطانيين.
مصدر بالرئاسة السورية قال لقناة “الجزيرة”، إنه “لا صحّة للمعلومات التي أوردها السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد عن لقاءات مع الرئيس السوري أحمد الشرع بإدلب”.
وذكَر المصدر، أن “أحد الوفود تابع لمنظمة بريطانية للدراسات وكان من ضمن أعضائه السفير روبرت فورد”.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا سابقًا جيمس جيفري قد أقر في تصريحات إعلامية بأن علاقة أميركا بالشرع قديمة مُنذ أنْ كان اسمه الجولاني.