اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
أثار قرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بتجديد وتعيين عدد من الشخصيات الثقافية والفنية والأدبية لعضوية المجلس الأعلى للثقافة لمدة عامين، ردود فعل واسعة داخل الأوساط الثقافية والإعلامية، وذلك في ضوء غياب تمثيل الشباب بشكل كامل عن التشكيل الجديد، واقتصار الأسماء المختارة على شخصيات تجاوزت جميعها السبعين عامًا.
وقال الكاتب الصحفي عبد العظيم حماد، رئيس تحرير الأهرام الأسبق: 'مع احترامي لكل هؤلاء الأساتذة الكبار وتمنياتي لهم بالصحة وطول العمر فهل من المعقول أو الطبيعي ألا يكون بينهم عضو واحد دون السبعين أو حتي الثمانين من العمر؟'.
وأضاف حماد في منشور عبر صفحته على موقع فيسبوك: 'بالتأكيد كان أكرم لبعضهم الاعتذار، بما أن المعني الوحيد لوجودهم هو صرف البدلات والمكافآت والبصم علي اختيار لمن ستذهب جوائز الدولة'.
وتابع رئيس تحرير الأهرام الأسبق: 'أما رئيس الوزراء الذي أصدر القرار ففي الغالب هو لم يفعل سوي التوقيع'.
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي محمد المتيم: 'اليوم أُعيد تشكيل المجلس الأعلى للثقافة في مصر، بتعيين البعض والتمديد للبعض، والحقيقة شيء مثير للضحك والغضب معًا أن يكون أصغر الأعضاء سنًا في التشكيل الجديد عنده 70 سنة!'.
وأضاف المتيم، عبر موقع فيسبوك: 'أنا تعاملت مع قطاعات ثقافية في ست سبع دول مختلفة منها السعودية والسودان وقطر وتونس والإمارات ولبنان، والمشترك بينهم جميعًا واللافت للنظر إني مصادفتش حد في القطاعات دي متجاوز سن الـ50 تقريبا، والقلب الصلب اللي بيحرك المؤسسات الثقافية دي ومنوط بيه فتح آفاق مستقبلية ليها بيتراوح بين الـ28 والـ 40، وبالطبع بيكون فيه اسمين تلاتة ليهم ثقل تاريخي يسندوا ويمرروا خبراتهم للأجيال.. لكن التشكيل على طريقة مجلس آلهة الأوليمب الأبدي ده متلاقيهوش إلا في مصر!'.
وتابع: 'الحقيقة أنا تصوري الوحيد لإنك تحشد مجالسك بالطريقة دي إنك بتخاطب الخارج العربي بالطريقة القديمة بتاعت أنا عندي عبد المعطي حجازي ويوسف القعيد وعلي بدرخان ومفيد شهاب... إلخ (مع الاحترام للجميع) أنت عندك مين تباهيني بيه؟'.
وأكمل: لكن الحقيقة، ومع كامل التقدير لسائر أعضاء المجلس، معتقدش إن حد منهم سأل سؤال بسيط من عينة: احنا جايين هنا نعمل ايه؟ أو المجلس ده مستهدف إيه للمشهد الثقافي المصري؟ أو حد منهم عنده قدرة أو تصور (مش عايز أقول حتى رغبة) في رسم استراتيجية مختلفة للثقافة في مصر، فضلًا عن السؤال الأهم: هي الأسماء الموجودة بقالها سنوات مديدة في المجلس ده، ايه اللي قدمته من قبل، أو ايه اللي شغالة عليه دلوقتي واتمددلها علشان تكمله؟
وواصل المتيم: ده كله فضلًا على الظروف الصحية لعدد من الأعضاء (شفاهم الله) بحكم تقدم السن، لدرجة إن بعضهم يعاني من الألزهايمر، فمش عارف ايه الدور المطلوب يؤديه شخص دي حدود لياقته الصحية والذهنية الحالية؟ هل أنت ضامم تشكيل المسنين ده (حفظهم الله) كتكريم لهم على طريقة تعيين اللواءات محافظين؟ أظن تكريم الرموز لا يعني المجازفة بالمستقبل الثقافي للبلد، والحقيقة أنا لا أعفي من الملامة أي عضو في المجلس يعرف من نفسه محدودية القدرة والعطاء بحكم عوامل الزمن، ومع ذلك قبِلَ أن يكون في هذا السياق وفرِح به.. لأن دي لا ثقافة ولا وطنية ولا نبل ولا أي نيلة!
وزاد: انزل يا عم دوّر على الشباب اللي معاها MBA وافتح الباب لاستقبال سيڨيهات وقيّمها، وشوف الشباب اللي راح ورجع ولف ودار وعارف العالم بيحكي في إيه النهاردة، مش ناس متوقفة عن التفاعل مع الشارع الثقافي من سنة 95 ونصهم معندوش إيميلات للتواصل!
وختم المتيم بالقول: مصر في أزمات كبرى.. نعم، في أخطار خارجية محدقة.. نعم، لكن أزماتها الحقيقية دومًا تكون من صناعة أبنائها المتحكمين فيها أنفسهم.. لأنهم يومًا بعد يوم يصادرون على مستقبل الأجيال وحقها في تقريره، ويومًا بعد يوم يسْتَعْدون قطاعات من الناس ضد الناس.
وبدوره، قال الدكتور أسامة صالح: تشكيل المجلس الأعلى للثقافة، الحقيقة يضم مجموعة من أفاضل الناس وقمم الثقافة في مصر، لكن يا سادة كل من أعرفهم من هذه الأسماء وأنا أعرف أغلبهم هم فوق السبعين عامًا.
وأضاف صالح، عبر موقع فيسبوك: أنا لست ضد رواد الثقافة، لكن أرى أن المجلس يجب أن يضم العديد من الأعضاء الأصغر سنا حتى سن العشرين، يجب أن تبني أجيالا جديدة كى لا نشتكي فقد التواصل بين الأجيال.
التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة
وضم التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة: الدكتور أحمد عبد الله زايد، الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، الدكتور أحمد مجدي حجازي، الدكتورة نيفين الكيلاني، الدكتورة درية شرف الدين، الدكتورة دليلة الكرداني، الدكتور راجح داود، الدكتور سيد عوّاد التوني، الدكتور علي الدين هلال، الكاتب محمد سلماوي، الدكتور محمد صابر عرب، الكاتب يوسف القعيد، السفيرة مشيرة خطاب.
وشمل أيضًا: الدكتور مصطفى الفقي، الدكتور مفيد شهاب، الدكتور ممدوح الدماطي، الدكتور أحمد درويش، الدكتور أحمد نوار، الدكتور السعيد المصري، الدكتور حامد عبدالرحيم عيد، المهندس زياد عبد التواب، الدكتور سامح مهران، الدكتور عطية الطنطاوي، المخرج علي بدرخان، الدكتور محمد غنيم، الدكتور معتز برعي، الدكتورة منى الحديدي، الدكتورة ميسرة عبد الله، ومحمد حسام الملاح.
وفي المقابل، رحّب وزير الثقافة د. أحمد فؤاد هنو، بالتشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة، مؤكدًا أنه يضم قامات وطنية بارزة تُثري المشهد الثقافي والفكري المصري، وتمثل دعمًا لقوة مصر الناعمة.
وأشار وزير الثقافة إلى أن المجلس الأعلى للثقافة يُعد منصة فكرية رفيعة تُسهم في رسم السياسات الثقافية، ودعم الإبداع في مختلف مجالاته، كما يعكس حرص الدولة على ترسيخ الهوية الثقافية المصرية وتعزيز قيم التنوع والتعددية، مؤكدًا أن الثقافة ستظل ركيزة أساسية في بناء الوعي وتنمية المجتمع، وجسرًا حيويًا للتواصل مع العالم.