اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
نشرت مجلة نوليدج البريطانية تقريرًا بعنوان 'تلميع الإبادة الجماعية: حرب إسرائيل اليائسة لن تمحو التاريخ'، سلط الضوء على الجهود المكثفة التي تبذلها إسرائيل وحلفاؤها لإعادة صياغة السرد الإعلامي حول ما يحدث في غزة. وأوضح التقرير أن هذه الجهود لا تقتصر على تبرير العمليات العسكرية، بل تمتد إلى محاولة إعادة كتابة التاريخ الاستعماري في فلسطين والشرق الأوسط.
محاولات إعادة صياغة السرد
أشارت تقارير غربية مثل ميدل إيست مونيتور إلى أن إسرائيل وحلفاءها يسعون إلى بناء 'قصة مثالية' تقوم على أساطير وخرافات، مثل تصوير إسرائيل كدولة صغيرة تكافح من أجل البقاء وسط 'جحافل من العرب'، في محاولة لتبرير سياسات الاحتلال والقمع. هذه السردية تتجاهل الحقائق الميدانية المتمثلة في الدمار الواسع والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين، وتعمل على إخفاء جذور الصراع المرتبطة بالاستيطان والتهجير القسري.
الواقع على الأرض
مجلة نيو إنترناشوناليست أوضحت أن الإبادة الجماعية في غزة مستمرة رغم الحديث عن 'وقف إطلاق النار'، حيث يعاني السكان من مجاعة مصطنعة نتيجة الحصار، إلى جانب القصف المتواصل الذي دمّر البنية التحتية بشكل شبه كامل. وأكدت المجلة أن المقاومة الفلسطينية، رغم الظروف القاسية، تواصل الدفاع عن حقها في البقاء، مستندة إلى تاريخ طويل من النضال ضد الاستعمار والتهجير.
فشل الإعلام الغربي
صحيفة ذا نيشن انتقدت بشدة أداء الإعلام الغربي، مؤكدة أنه فشل في تغطية جرائم الحرب الإسرائيلية بشكل موضوعي، بل ساهم في إعادة إنتاج الرواية الرسمية التي تبرر العنف. وأشارت إلى أن إسرائيل استأنفت 'المذبحة الكاملة' في غزة في أبريل 2025، حيث قُتل أكثر من 400 فلسطيني في هجوم واحد، نصفهم من الأطفال، بينما قُدّر عدد الأطفال الذين يُقتلون أو يُصابون يوميًا بما لا يقل عن 100 طفل. هذا التناقض بين الواقع الميداني والتغطية الإعلامية يعكس أزمة أخلاقية في الصحافة الغربية.
يرى محللون أن هذه الحرب الإعلامية ليست جديدة، بل هي امتداد لمحاولات إسرائيل منذ عقود لتلميع صورتها أمام العالم، رغم سجلها الطويل في الاستيطان والتهجير. لكن تقارير مثل تلك التي نشرتها نوليدج ونيو إنترناشوناليست تؤكد أن الحقائق الميدانية، من صور الدمار والمجاعة، تجعل من المستحيل محو التاريخ أو إخفاء الجرائم.
كما أن هذه الأزمة تكشف عن البعد السياسي الدولي، حيث تحاول إسرائيل استغلال الانقسامات داخل المؤسسات الغربية، واستخدام نفوذها الإعلامي والدبلوماسي لتقويض الأصوات الناقدة. ومع ذلك، فإن تقارير حقوقية مستقلة ومنظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية تواصل توثيق الانتهاكات، ما يضعف محاولات التلميع ويعزز الرواية الفلسطينية.
الأبعاد الإنسانية
إلى جانب البعد السياسي والإعلامي، فإن الأزمة تحمل أبعادًا إنسانية عميقة. ملايين الفلسطينيين يعيشون تحت الحصار، بلا غذاء كافٍ أو مياه نظيفة، فيما تتعرض المستشفيات للقصف المتكرر. هذه الحقائق، التي وثقتها تقارير غربية مستقلة، تجعل من أي محاولة لتلميع صورة إسرائيل أمام العالم أمرًا غير قابل للاستمرار، إذ إن الصور القادمة من غزة تتحدث بوضوح عن مأساة إنسانية غير مسبوقة.


































