ركيزة للاستقرار الإقليمي.. تقرير يؤكد حرص إدارة بايدن على التعاون مع مصر

قدم معهد خدمة أبحاث الكونجرس، المتخصص في بحوث السياسة العامة التابع للكونجرس تقريرًا حول العلاقات المصرية الأمريكية باعتبارها ركيزة للاستقرار الإقليمي وأن واشنطن حريصة على توطيد العلاقات مع القاهرة.

وقال التقرير، المقدم للكونجرس في الثاني من مايو الجاري،إن مصر تاريخيًا دولة مهمة لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة بناءً على جغرافيتها وديمغرافيتها وموقفها الدبلوماسي.

كما تسيطر مصر على قناة السويس التي افتتحت 1869 وهي واحدة من أكثر الممرات البحرية أهمية في العالم ، حيث تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر واعتبارًا من 2023 يتدفق ما يقدر بـ12٪ من التجارة العالمية بما في ذلك 7٪ من النفط العالمي عبر قناة السويس بحسب التقرير مشيرا إلى أن عدد سكان مصر يبلغ أكثر من 104 ملايين نسمة ما يجعلها إلى حد بعيد البلد الأكثر اكتظاظًا بالسكان الناطقين باللغة العربية.

وأوضح التقرير أن مصر تحتفظ بـ'القوة الناعمة' بحكم تاريخها وإعلامها وثقافتها كذلك لها دور دبلوماسي مهم في المنطقة كما تستضيف القاهرة كلاً من جامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة عربية كذلك لديها جامعة الأزهر التي يقال إنهاأقدم جامعة تعمل باستمرار في العالم ولها أهمية رمزية كمصدر رائد للمنح الدراسية الإسلامية.

إضافة إلى ذلك، وفق التقرير تظل معاهدة السلام المصرية عام 1979 مع إسرائيل واحدة من أهم الإنجازات الدبلوماسية لتعزيز السلام العربي الإسرائيلي.

وتطرق التقرير للعلاقات المصرية الأمريكية في عهد الرئيسين عبد الفتاح السيسي وجو بايدن، لافتًا إلى أنه منذ توليه منصبه قام الرئيس بايدن بموازنة الاعتبارات المختلفة في مقاربته للعلاقات الأمريكية المصرية حيث أشاد بالدبلوماسية المصرية .

كما أشادت الادارة الأمريكية في أكثر من مرة وخلال زيارات دبلوماسيين أمريكيين للقاهرة بدور مصر في إحلال السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

وقال التقرير إن حكومة الولايات المتحدة تنظر إلى الاستقرار في مصر، على أنه أمر محوري للاستقرار الإقليمي وبالتالي تحافظ على شراكة أمنية لتعزيز القوات المسلحة المصرية وقدرتها على مكافحة الإرهاب.

وتابع التقريرأنه في أبريل 2021 انضمت مصر إلى القوة البحرية المشتركة التابعة للقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية وهي شراكة بحرية تضم 34 دولة لمكافحة الإرهاب ومنع القرصنة وتشجيع التعاون الإقليمي، كما أعربت الإدارات المتعاقبة عن إعجابها بدور مصر في صنع السلام في الشرق الأوسط.

وقال التقرير إنه على الرغم من وجود أكبر عدد من السكان في الشرق الأوسط، إلا أن مصر تحتل المرتبة الخامسة في المنطقة كأكبر اقتصاد في المنطقة من حيث الناتج المحلي الإجمالي.

ومن خلال إجمالي حجم التجارة لعام 2022، تحتل مصر المرتبة الـ54 بين أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة بقيمة 9.4 مليار دولار و مصر هي أكبر سوق تصدير للسلع الأمريكية في أفريقيا.

قال التقرير إنه منذ 2004 شاركت مصر في برنامج المنطقة الصناعية المؤهلة (QIZ) وهو ترتيب تجاري يوفر وصولاً معفى من الرسوم الجمركية إلى السوق الأمريكية للسلع المنتجة بمستويات معينة من إسرائيل والأردن وفي 2021، بلغت صادرات المناطق الصناعية المؤهلة إلى الولايات المتحدة 1.2 مليار دولار تمثل صادرات المنسوجات والملابس 94٪ من إجمالي صادرات مصر في المناطق الصناعية المؤهلة 102.

وتطرق التقرير إلى المساعدات الأمريكية لمصر، لافتًا إلى أنه منذ 1946 قدمت الولايات المتحدة لمصر أكثر من 87 مليار دولار من المساعدات الخارجية الثنائية، مع زيادة المساعدات العسكرية والاقتصادية بشكل ملحوظ بعد عام 1979.

ووفقا للتقرير، فإن الإدارات الأمريكية تنظر للمساعدات المقدمة لمصر على أنهااستثمار في الاستقرار الإقليمي مبنية بشكل أساسي على التعاون طويل الأمد مع الجيش المصري وعلى الحفاظ على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979.

وقال التقرير انه على الرغم من أن الأساس المتين للتعاون العسكري الأمريكي المصري الطويل الأمد ظل ثابتًا خلال رئاسة السيسي على مدار العقد الأخير من حكمه، فقد نوعت مصر علاقاتها العسكرية والتجارية بعيدًا عن الولايات المتحدة لتشمل علاقات أوثق مع روسيا والصين والدول الأوروبية.

وقال التقرير إن مصر تتحرك نحوعالم أكثر تعدد الأقطاب،كماتعكس المشاركة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دور مصر الخارجي والجيش الكبير، كما أنها تجلب الدعم المالي والخبرة لقواتها حيث تساهم مصر منذ فترة طويلة في عدد الأفراد العسكريين في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة اعتبارًا من فبراير 2023 أصبحت مصر سادس أكبر مساهم بالأفراد العسكريين النظاميين في بعثات الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم