إثيوبيا.. إقليم تيجراي يواجه أزمة متفاقمة وسط النزوح والاتجار والاضطرابات السياسية

ذكرت صحيفة 'ذا ريبورتر' أن إقليم تيجراي الإثيوبي يواجه أزمة إنسانية وسياسية معقدة ومتفاقمة، ستؤدي حتميًا إلى نشأة 'جيل ضائع' من الشباب وترتبط هذه الأزمة بالنزوح الهائل، والاضطرابات السياسية، وانتشار شبكات الاتجار بالبشر، التي تستغل يأس الشباب بحثًا عن مستقبل أفضل.

تفاقم أزمة النزوح والاتجار بالبشر

وتشير الصحيفة إلى أن النزوح الداخلي والهجرة غير الشرعية أصبحا واقعًا يوميًا في تيجراي، خاصة في المدن الصغيرة والمناطق الريفية.

وكما ذكرت صحيفة 'ذا ريبورتر'، فإن آلاف الشباب يفرون من الإقليم متجهين بشكل رئيسي إلى المملكة العربية السعودية عبر طرق خطرة ومحفوفة بالمخاطر. وتُعزى هذه الهجرة إلى انعدام الأمل والفرص الاقتصادية في منطقة مزقتها الحرب.

وتستغل شبكات الاتجار بالبشر المنظمة هذا اليأس. ويُذكر أن هذه الشبكات، التي يديرها وسطاء يتحدثون اللغة العربية، تتبع أساليب إجرامية لتسهيل الهجرة غير الشرعية.

كما أكدت 'ذا ريبورتر' وجود نظام محلي يُعرف باسم 'ميجان'، يُتيح للمهربين نقل رجل مجانًا مقابل إحضار ثلاث أو أربع فتيات، مما يفاقم من مشكلة الاتجار بالفتيات والنساء.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) أن العديد من الشباب يقعون ضحية لهذه الشبكات خلال رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر عبر البحر الأحمر، والتي غالبًا ما تنتهي بمأساة.

أسباب هيكلية: الاضطرابات السياسية والفراغ الأمني

لا تقتصر الأزمة على الجانب الإنساني فحسب، بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالفشل في الحكم والاضطرابات السياسية.

أشار سكان محليون لصحيفة 'ذا ريبورتر' إلى أن الإدارة المحلية قد أطيح بها 'بسبب السياسة'، مما أدى إلى فراغ أمني وسلطوي.

هذا الفراغ مكّن الجماعات المسلحة، بما فيها قوات الدفاع في تيجراي (TDF) التي يُقال إنها تعمل خارج نطاق واجباتها الأصلية، من التحرك بحرية في المناطق الصحراوية، مما يزيد من حالة انعدام الأمن.

وسلطت رابطة شباب تيجراي (TYA)، في تقييم ميداني شامل بالتعاون مع السفارة الألمانية في أديس أبابا، الضوء على أن الفراغ الأمني الناتج عن الصراع قد مكّن الشبكات الإجرامية من العمل بحصانة.

وتستقطب هذه الشبكات الشباب بوعود كاذبة بالعمل والحياة الأفضل، وتسهل حركتهم عبر طرق خطرة تمتد عبر تيجراي، وإريتريا، والسودان.

أرقام صادمة وتأثير مدمر على الأسر

توضح الأرقام حجم المأساة. أشار خبير مطلع على بيانات الهجرة إلى أن نحو 27،000 شخص في 49 منطقة قد هاجروا في عام 2024 وحده عبر قنوات غير نظامية.

وقد وثقت رابطة شباب تيجراي أن 53% من الشباب في المنطقة، الذين تتراوح أعمارهم بين 29 و35 عامًا، قد نزحوا بالفعل.

كما أن الخسائر البشرية مأساوية، فقد أفاد مصدر لـ 'ذا ريبورتر' أن 32 شابًا من منطقة واحدة توفوا العام الماضي أثناء محاولة الهجرة إلى الشرق الأوسط.

وفقًا لأحد سكان منطقة إيروب في شمال تيجراي، فإن 'ليس هناك يوم يمر دون حزن. ندفن أخًا في الصباح، ويغادر آخر للهجرة في المساء. إننا نفقد جيلًا كاملًا'.