اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
لا يزال الجانبان الإيراني والإسرائيلي يتنازعان حول من خرج منتصرًا من الحرب التي دارت رحاها في يونيو الماضي، ووفقًا لوكالة مهر نيوز، تواجه تل أبيب تحديات معقدة ومتعددة الأوجه تجعل من الصعب عليها تحمل تبعات أي عدوان جديد ضد إيران.
فقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن إيران قادرة على الصمود، وتمكنت في نهاية المطاف من فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل بعد صراع استمر 12 يومًا.
هذا الصراع، الذي بدأته إسرائيل بهجوم استفزازي، انتهى أمام مقاومة إيرانية حاسمة وضربات صاروخية مدمرة أجبرت إسرائيل على القبول بوقف القتال، ولولا تلك المقاومة لما توقفت إسرائيل.
وشهدت المنطقة، بعد هذا الصراع العسكري القصير، نقاشات واسعة بين المراقبين الدوليين والمحللين، إذ تثار مخاوف من أن إسرائيل قد تسعى لتجديد الصراع مع إيران، مستغلة الهدنة الحالية لإعادة ترتيب أوضاعها وتجهيز نفسها لمواجهات مستقبلية.
وكشفت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب إسرائيل كاتس، التي تحمل تهديدات مباشرة ضد إيران، عن محاولات لخلق ضغط نفسي على الشعب الإيراني، لكن هذه المحاولات يبدو محكومًا عليها بالفشل. وعلى العكس، أدت الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة إلى تعزيز وحدة الشعب الإيراني بشكل غير مسبوق.
وتواجه إسرائيل ثلاثة تحديات رئيسية تحول دون إمكانية تجديد مغامراتها العسكرية ضد إيران:
الرأي العام الإقليمي والعالمي يقاوم العدوان الإسرائيلي
من المتوقع أن يؤدي أي هجوم عسكري جديد ضد إيران إلى رد فعل عنيف واسع النطاق، ليس فقط من الشعوب الإقليمية، بل أيضًا من المجتمعات المدنية والحركات السياسية في جميع أنحاء العالم.
لم يسبق أن كانت الطبيعة العدوانية لإسرائيل واضحة للعيان كما هي الآن، مما يجعل أي دعم لها مكلفًا سياسيًا للحكومات العالمية.
حتى الحليف الأساسي لإسرائيل، الولايات المتحدة، سيجد صعوبة في دعم هجوم جديد بشكل علني. بمعنى آخر، قد يؤدي العدوان الجديد إلى تصنيف إسرائيل ككيان مارق على الساحة الدولية، مما يفاقم عزلتها المتزايدة.
إيران لم تعد عرضة للهجمات المفاجئة
خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير، استهدفت إسرائيل إيران في ظروف مشكوك فيها، خاصة أثناء المفاوضات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة، مما اعتُبر هجومًا جبانًا وانتهازيًا.
لكن مثل هذه التكتيكات لن تنجح بعد الآن. إيران الآن في حالة تأهب قصوى، وقواتها المسلحة مستعدة للرد بسرعة وحسم. تمتلك إيران ترسانة واسعة من الصواريخ المتقدمة والتقنيات العسكرية التي تفوق بكثير ما استخدمته في الصراع الأخير.
وتشير التحليلات إلى أن الضربات الإيرانية خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا اعتمدت على تقنيات عسكرية طُورت قبل 15 إلى 20 عامًا، ومع ذلك كانت فعالة بشكل مذهل ضد الدفاعات الإسرائيلية.
إسرائيل تدرك جيدًا أن إيران لم تستخدم بعد كامل إمكاناتها العسكرية، وأن أي عدوان جديد قد يؤدي إلى رد أكثر فتكًا، مما يغير الحسابات الاستراتيجية للكيان الصهيوني.
الجمهور الإسرائيلي فقد الثقة في دوافع نتنياهو
يبدأ المزيد من الإسرائيليين في إدراك أن حروب نتنياهو تهدف إلى الحفاظ على سلطته السياسية، وليس تعزيز الأمن القومي.
تنمو الوعي داخل إسرائيل بأن الحرب مع إيران قد تؤدي إلى كارثة، وربما تعيد الكيان الصهيوني إلى العصر الحجري.
هذا الشعور المتزايد بالقلق بين الجمهور الإسرائيلي يضعف قدرة نتنياهو على حشد الدعم لمغامرات عسكرية جديدة، مما يجعل أي تصعيد مستقبلي ضد إيران أكثر صعوبة من الناحية السياسية والاجتماعية.