مايكروسوفت تعزز تطبيق الإعدادات بمساعد ذكاء اصطناعي جديد يعمل بدون إنترنت

كشفت مايكروسوفت عن تحسينات كبيرة في تطبيق Settings في نظام التشغيل Windows، عبر دمج مساعد ذكاء اصطناعي يعمل محليًا داخل خانة البحث لمساعدة المستخدمين في العثور على الإعدادات المناسبة بسرعة وسهولة.

في السابق، كان يتطلب من المستخدمين معرفة مسبقة بمكان الإعدادات أو اسمها. 

ورغم وجود أداة البحث، إلا أنها لم تكن فعالة بما يكفي للمستخدمين العاديين الذين لا يعرفون التفاصيل التقنية.

 لكن الآن، أصبح بالإمكان الوصول إلى الإعدادات المطلوبة باستخدام اللغة الطبيعية، فقط عبر وصف المشكلة أو التغيير المطلوب.

المساعد الجديد ليس روبوت محادثة مثل Copilot، بل هو مدمج مباشرة داخل شريط البحث في تطبيق الإعدادات. 

عندما يكتب المستخدم وصفًا لما يريد تغييره، يقوم الذكاء الاصطناعي بعرض الإعدادات المناسبة وربما ينفذ التغيير تلقائيًا عبر زر 'Apply' لتفعيل الإعداد المطلوب، مثل تفعيل ميزة Voice Access.

وعلى سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن يكتب 'أريد تقليل استهلاك البطارية' أو 'لا أريد أن يفتح الجهاز عند إغلاق الغطاء'، وسيتولى المساعد الذكي عرض الإعدادات ذات الصلة أو تنفيذها.

وتعتبر الميزة الجديدة متاحة فقط على أجهزة Copilot+ PC، وهي فئة جديدة من الحواسيب مدعومة بوحدات معالجة عصبية (NPU) مخصصة للذكاء الاصطناعي. ويمكن حاليًا تجربة هذه الميزة من خلال برنامج Windows Insider، بينما لم يتم الإعلان بعد عن موعد طرحها الرسمي لجميع المستخدمين.

يعتمد المساعد الجديد على نموذج لغوي صغير يسمى Mu، وهو يعمل بالكامل على الجهاز بدون الحاجة لاتصال إنترنت، ويستخدم وحدة الـ NPU المدمجة في الجهاز لمعالجة أوامر اللغة الطبيعية.

يتميز النموذج بسرعة استجابة عالية تتجاوز 100 رمز في الثانية الواحدة، مما يجعل تجربة استخدامه شبه فورية. وقد خضع Mu لتدريب موسّع على استفسارات حقيقية من المستخدمين، ويُظهر أداءً جيدًا خاصة مع الأوامر الطويلة. أما الأوامر القصيرة، فيعتمد النظام على خاصية البحث التقليدية للرد عليها.

كانت مايكروسوفت قد جربت في البداية نموذجًا مُعدلًا بتقنية LoRA، لكنه كان بطيئًا جدًا للاستجابة، فتم استبداله بـ Mu الأسرع. لكن في البداية، لم يكن النموذج دقيقًا بما فيه الكفاية. لذلك، عملت الشركة على زيادة حجم بيانات التدريب وتوسيع قاعدة الإعدادات التي يمكن للمساعد فهمها.

Mu مصمم أيضًا ليفهم أكثر الإعدادات استخدامًا ويعرضها أولًا، ما يجعله أكثر فعالية وأقل ميلًا لإعطاء نتائج غير دقيقة بناءً على أوامر مبهمة.

بفضل هذه الميزة، يصبح استخدام الإعدادات في ويندوز تجربة أكثر ذكاءً وسلاسة، خصوصًا للمستخدمين غير المتخصصين، وبينما لا تزال الميزة قيد التجربة، إلا أنها تمثل خطوة كبيرة نحو تحويل نظام ويندوز إلى منصة أكثر تفاعلًا مع الذكاء الاصطناعي، وبشكل آمن ومحلي تمامًا.