«الأعمدة السبعة للشخصيات المصرية» للمفكر ميلاد حنا.. ماذا تعرف عنه؟

تمر اليوم، السبت، ذكرى ميلاد المهندس والمفكر المصرى ميلاد حنا، الحاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة القاهرة عام 1945.

ألف العديد من الكتب منها: 'أريد مسكنًا' (1978)، و'نعم أقباط لكن مصريون' (1980)، و'ذكريات سبتمبرية' (1987)، و'قبول الآخر' (1998)، ولكن كتابه “الأعمدة السبعة” هو الأبرز.

يهدف “حنا” عبر كتابه المتميز إلى تأكيد وحدة النسيج المجتمعي المصري، رغم تباينه واختلافه تتباين وتتنوع رسائل هذه الأعمدة لكنها تصب جميعها في عمق تكوين الدولة المصرية ونسيجها المتماسك عبر العصور والأزمنة، وبنظرة سريعة حول الأعمدة السبعة سنتعرف على ما يلي:

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(sadabody6); });

الانتماء الفرعوني (المصري القديم بدلا من الفرعوني) أول الأعمدة التي تعتمد عليها الشخصية المصرية، ويعتز بها المصريون لما تمثله من حضارة ضاربة في القدم، وأول حضارة عرفها التاريخ، فضلًا عما تفردت به وسط الحضارات القديمة، وبكل الأدلة الأثرية التي تركتها حول العالم.

يتمثل العمود الثاني للشخصية المصرية في الانتماء للعصر اليوناني والروماني، وأثر حضارة اليونان وفلسفتها في الفكر المصري، ثم أصبحت مصر بعد ذلك ولاية تابعة للإمبراطورية الرومانية، وتتجلى أوجه ذلك التأثير في امتزاج الأبجدية الإغريقـية مع اللغة المصرية القديمة.

يرتبط العمود الثالث لبناء الشخصية المصرية ببداية عصر جديد هو العصر القبطي، والذي تميز بوجود المدرسة اللاهوتية العريقة بالإسكندرية، وقدمت مصر حضارة للعالم المسيحي، كان صياغة قانون الإيمان المسيحي أبرز نتائجها.

العمود الرابع للشخصية المصرية يعتمد على انتمائها الإسلامي، وأدرك أهل مصر أن العلاقة الدينية مباشرة بين الإنسان وربه، والإسلام لا يفرض عليهم قيودًا، ويمكنهم الاحتفاظ بالعادات والطقوس المصرية الأصيلة التي لا تخالف تعاليمه السمحة.

يتعلق العمود الخامس بالشخصية المصرية بانتماء مصر العربي، وكان سكان شبه الجزيرة على اتصال بشعب مصر منذ زمن يسبق عصر قيام الأسر الفرعونية، واللغة المصرية القديمة واللغة العربية تحملان نفس الأصل.

ينبثق العمود السادس للشخصية المصرية عن انتماء مصر الأصيل للبحر المتوسط، لأن أغلب الحضارات التي مرت على مصر جاءت عبر المتوسط، وهي علاقة جدلية جعلت سكان الإسكندرية وبورسعيد أشبه بأهالي أثينا ولارنكا وجنوة ونابولي من حيث التكوين النفسي والعادات والتقاليد.

يعد انتماء مصر لأفريقيا المستقبل الواعد، ورغم انتماء مصر لمنطقة الشمال المختلفة ديموغرافياً عن الجنوب، إلا أن لمصر تاريخًا متأصلًا في القارة السمراء ومصر هي التي دعمت حركات التحرر الوطني في معظم بلدان أفريقيا إبان عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ويأتي هذا من منطلق إيمان مصر بأن العمق الأفريقي يحتل مرتبة كبرى لديها.