اخبار مصر
موقع كل يوم -خط أحمر
نشر بتاريخ: ١٣ أيار ٢٠٢٥
كشف الدكتور شريف مهدي، أستاذ مساعد الأمراض الجلدية والتناسلية بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، عن أبرز 12 مرضًا جلديًا قد تصيب الطلاب تزامنًا مع اقتراب موسم الامتحانات، نتيجة حالات التوتر النفسي الشديد التي يعانون منها في هذه الفترة، وهو ما ينعكس سلبًا على صحتهم العامة وصحة الجلد على وجه الخصوص.
وأوضح الدكتور مهدي - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أن التعرض المستمر للضغوط النفسية يحفز الجسم على إفراز هرموني الأدرينالين والكورتيزول، واللذين يؤديان في البداية إلى التكيف مع التوتر، لكن على المدى البعيد يترتب عليهما تأثيرات سلبية قد تصل إلى ظهور أمراض جلدية مختلفة.
ونوه إلى أبرز هذه الأمراض التي ترتبط مباشرة بالتوتر النفسي، ومنها مرض الصدفية، وهو من أمراض المناعة الذاتية التي تسبب ظهور طبقات قشرية سميكة على سطح الجلد مصحوبة بحكة شديدة، وهي حالة غير معدية، لكن التوتر يؤدي إلى تفاقم أعراضها وزيادة حدتها. ويؤدي التوتر لمرض البهاق، وهو اضطراب مناعي مزمن يؤدي إلى تدمير الخلايا المنتجة للصبغة في الجلد، مما ينتج عنه بقع بيضاء منتشرة على الجسم، ويُعتبر التوتر عاملاً محفزا لظهور أو تطور الحالة، بالرغم من كونها غير معدية.
وأوضح أنه من الأمراض المرتبطة أيضاً بالتوتر، الثعلبة، وهي حالة مناعية تسبب تساقط الشعر في مناطق محددة من فروة الرأس أو الجسم، وتظهر على شكل بقع خالية من الشعر، وتعد من أكثر الأعراض النفسية شيوعا بين الشباب، خاصة في فترات الضغوط النفسية العالية مثل الامتحانات. وأشار الدكتور مهدي إلى أن التوتر يسهم في تفاقم حب الشباب، حيث يحفز الكورتيزول الغدد الدهنية لإفراز مزيد من الزيوت، مما يؤدي إلى انسداد المسام وظهور البثور، وهي حالة شائعة يعاني منها الكثير من الطلاب في هذه الفترات.
وأضاف أن التعرض المزمن للتوتر يمكن أن يؤدي إلى تسريع عملية شيخوخة الجلد من خلال تحفيز تكسير مادتي الكولاجين والإيلاستين المسؤولتين عن مرونة الجلد ونضارته، مما يسبب ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة مبكرا.
ونبه إلى ظاهرة 'هوس نتف الشعر' أو ما يعرف طبيا بـTrichotillomania، وهي سلوك قهري يتضمن شد الشعر من فروة الرأس أو الرموش أو الحواجب، ويحدث نتيجة التوتر كنوع من التفريغ النفسي، وقد يسبب فقدانا دائما للشعر في بعض الحالات.
ولفت إلى اضطراب قضم الأظافر، وهو سلوك شائع لدى الأطفال والمراهقين، غالباً ما يرتبط بالقلق والتوتر ويؤدي إلى تآكل الأظافر وتشوّهها بشكل دائم في بعض الحالات.
ومن الأمراض الجلدية الأخرى التي ترتبط بالضغوط النفسية، الحزاز، والذي يظهر كبقعة سميكة بنفسجية مصحوبة بالحكة، وكذلك الإكزيما العصبية، وهي التهاب جلدي مزمن يسبب الحكة والاحمرار والبثور وتقشر الجلد، وتُعد من أبرز أشكال الإكزيما المرتبطة بالتوتر.
كما تحدث عن الأرتيكاريا ، وهي حالة تتسم بظهور طفح جلدي متكرر يصاحبه حكة شديدة، وتظهر في صورة بقع أو انتفاخات عشوائية تختفي وتظهر خلال فترة قصيرة، وغالباً ما تزداد مع التوتر والانفعال.
وأضاف أنه من التأثيرات الجسدية الأخرى للتوتر، ظهور الهالات السوداء تحت العينين بسبب اضطرابات النوم، والتي غالبا ما تصاحب فترات الامتحانات، فضلاً عن تأثيره على صحة الشعر، حيث يؤدي إلى جفافه وتقصفه وتساقطه، وفي بعض الحالات ظهور الشيب المبكر نتيجة نقص إنتاج الميلانين.
وفيما يخص سبل الوقاية أو التخفيف من تأثيرات التوتر على الجلد، شدد الدكتور شريف مهدي على أهمية اتباع أساليب علمية وعملية لإدارة التوتر، منها ممارسة تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل، والتي تساهم في خفض مستويات الكورتيزول وتحسين الحالة النفسية.
وأشار إلى أهمية الحفاظ على نشاط بدني منتظم، حيث تسهم التمارين مثل المشي والسباحة واليوجا في إفراز هرمونات الإندورفين التي تعزز الحالة المزاجية وتقلل من تأثير التوتر، كما أن لها أثرا إيجابيا على صحة الجلد من خلال تنشيط الدورة الدموية. وأكد على أهمية النوم الجيد المنتظم لمدة 7 إلى 9 ساعات يوميا، حيث أن اضطرابات النوم تفاقم التوتر وتنعكس مباشرة على مظهر البشرة، موصيا بالابتعاد عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم واعتماد عادات مريحة تساعد على الاسترخاء.
وفيما يخص التغذية، أوصى باتباع نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة والدهون الصحية والفيتامينات، مع تقليل تناول السكر والأطعمة المصنعة، وشرب كميات وفيرة من الماء للحفاظ على ترطيب البشرة ومرونتها. وشدد على ضرورة الالتزام بروتين عناية بالبشرة مناسب لطبيعة الجلد، وخاصة في حالات مثل حب الشباب، من خلال استخدام منتجات مناسبة تحتوي على مواد فعالة مثل حمض الساليسيليك، بالإضافة إلى استخدام مرطبات لا تسبب انسداد المسام.
وأوصى بقضاء وقت يومي في الهواء الطلق خاصة في المساحات الخضراء، لما لذلك من أثر إيجابي على الحالة النفسية العامة وخفض مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، مما ينعكس على صحة الجلد ونضارته. وأكد أن الوعي بالتأثيرات النفسية على صحة الجلد، خاصة في فترات الضغط مثل موسم الامتحانات، هو خطوة أولى نحو الوقاية والعلاج، مشيرا إلى أهمية دعم الطلاب نفسيا وجسدياً في هذه الفترات الحرجة للحفاظ على صحتهم العامة والجلدية.