اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
في ظل التحديات العالمية المتعلقة بالطاقة والبيئة، برزت الحاجة الملحّة إلى حلول مبتكرة تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتوفير مصادر بديلة نظيفة ومستدامة، انطلقت فكرة واعدة من مدينة بورسعيد المصرية تحوّلت إلى مشروع طموح يُعرف باسم 'Hydro-X'، ليشكل نقطة انطلاق نحو صناعة مصرية جديدة تقوم على الهيدروجين الأخضر كطاقة المستقبل.
تقف وراء المشروع رؤية المهندس محمد عكاشة، المتخصص في هندسة القوى الميكانيكية، الذي آمن منذ سنوات بأن الهيدروجين يمثل 'كلمة السر' لعالم خالٍ من التلوث، وأنه البديل الأمثل لمصادر الطاقة التقليدية.
يقوم مشروع Hydro-X على إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر تقنية التحليل الكهربائي للمياه، اعتمادًا على مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويعتبر هذا الغاز من أنظف مصادر الطاقة، إذ يُستخدم بديلاً للغاز الطبيعي في الصناعات الثقيلة مثل الإسمنت والحديد والزجاج والبتروكيماويات، كما يمنح طاقة حرارية تفوق الغاز الطبيعي بأربعة أضعاف، فيما لا ينتج عن احتراقه سوى بخار ماء.
بدأت رحلة المشروع بنموذج اختباري متواضع، واجه خلالها الفريق تحديات مادية وعلمية عديدة، غير أن الإصرار والدراسة المستمرة مكنت الفريق من تطوير أجهزة محلية الصنع لتوليد الهيدروجين، مع تصميم نماذج متعددة قابلة للتطبيق الصناعي، بل وحتى للاستخدام في السيارات، حيث يمكن لهذه الأجهزة خفض استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 40% وتحسين أداء المحركات.
حصد المشروع المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية خلال فعاليات 'يوم الهندسة' بجامعة بورسعيد، وحظي بإشادة واسعة من الشركات والجهات المسؤولة، هذا الإنجاز منح الفريق دفعة قوية للانتقال من مرحلة البحث والتجربة إلى مرحلة التصنيع التجريبي.
يُظهر الجانب الاقتصادي للمشروع فرصاً هائلة، إذ يمكن لمصنع يستهلك غازًا بقيمة نصف مليون دولار سنويًا أن يوفّر ما يقارب 100 ألف دولار عند استبداله بالهيدروجين الأخضر.
إلى جانب التوفير الاقتصادي، يسهم المشروع في خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة قد تصل إلى 30%، وهو ما يعادل تقليل نحو 1.8 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون يوميًا لمصنع متوسط الاستهلاك، مما يضعه في مقدمة الحلول البيئية المستدامة.