اخبار مصر
موقع كل يوم -بوابة الأهرام
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٣
انضمت كرواتيا للاتحاد الأوروبي قبل عقد من الزمان، لتصبح العضو 28 في التكتل. وأنجزت البلاد أهدافها الاستراتيجية، ولكن العضوية أدت إلى استنزاف سكاني، وفي نفس الوقت تقبع الدول المجاورة لكرواتيا داخل قاعة الانتظار.
وبعد عشر سنوات من الترقب، جاء انضمام كرواتيا للاتحاد الأوروبي في الأول من يوليو 2013، ليمثل أحد أهم الأحداث في تاريخ البلاد، إلى جانب الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل ذلك بأربعة أعوام، وهو ما كان يشكل أهم هدف للسياسة الخارجية لكراوتيا منذ الاستقلال.
ورغم ذلك، ربما يظل انضمام كرواتيا خطوة أخيرة في توسيع الاتحاد الأوروبي لأعوام عديدة، حيث لم تقترب أي من الدول المرشحة لعضوية التكتل من الانضمام الفعلي. واستغرقت مفاوضات انضمام كرواتيا حوالي خمسة أعوام وتسعة شهور، أي أكثر من أي دولة عضو أخرى.
واشترطت المفاوضات التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، في لاهاي، والتي أصرت على القبض على الجنرال آنتي جوتوفينا، الذي كان مشتبها به في ارتكاب جرائم حرب، وقد أُلغي الحكم بحقه لاحقا.
وكانت المفاوضات كذلك مثقلة بعرقلة سلوفينيا على خلفية نزاع حدودي مع كرواتيا، بالإضافة إلى إجهاد عملية التوسيع في الدول الأعضاء آنذاك.
يشار إلى أن كرواتيا تقدمت بطلب للانضمام للاتحاد الأوروبي في 21 فبراير عام 2003، وبدأت المفاوضات بالفعل في الثالث من أكتوبر عام2005. وأغلق الفصل الأخير من التفاوض في 30 يونيو 2011.
حققت كرواتيا الكثير من أهدافها بعد عشر سنوات من عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وبينها الانضمام لمنطقة شينجن للتنقل الحر، ولمنطقة اليورو، إلى جانب تولي الرئاسة الدورية للتكتل خلال النصف الأول من عام 2020. كما دعمت بروكسل كرواتيا لربط منطقة تقع في أقصى جنوب البلاد بمشروع إقامة جسر بيلجيشاك.
وحققت كرواتيا نتائج مالية طيبة، في ظل تراجع معدل الدين العام. كما تتوقع الحكومة انخفاض ديونها العام المقبل إلى ما يقل عن سقف الديون الذي وضعه الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء، وهو 60%.
ورغم ذلك، قبل دخول كرواتيا الاتحاد الأوروبي، سقط اقتصاد البلاد في براثن الركود، لمدة ست سنوات. ووصل التراجع في إجمالي الناتج المحلي خلال الفترة من 2009 وحتى 2014 إلى 6ر12 %. ولم يتجاوز إجمالي الناتج المحلي مستواه في عام 2008 سوى في عام .2019
وهناك مشكلة أخرى تتمثل في الفجوة الواسعة بين العاصمة زغرب التي يصل فيها إجمالي الناتج المحلي إلى 131% من المتوسط الأوروبي، ومقاطعات شرق البلاد، التي يقل فيها إجمالي الناتج المحلي بنحو 40% عن المتوسط الأوروبي.
وقدمت زغرب حوالي 34% من إجمالي الناتج المحلي القومي في عام 2018، في حين تعيش أغلبية السكان (67%) في مناطق يصل فيها نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي إلى ما هو دون 60% من المتوسط الأوروبي.
فقدت كرواتيا حوالي 10% من سكانها بسبب الهجرة على مدار العقد الماضي. وأدت ظروف العمل والمعيشة الأفضل في الدول الأعضاء الثرية بالاتحاد، وأيضا نقص العمالة – خاصة في ألمانيا التي تضم أكثر من مليوني وظيفة شاغرة - إلى تدفق سكاني خطير إلى خارج كرواتيا.
وثمة إشارات على تباطؤ معدل الهجرة، ولكنها لم تتوقف بعد. وأظهرت تجارب في أماكن أخرى توازنا بين الهجرة للخارج للعمل، أو الهجرة الدائمة، عندما يصل مستوى التنمية الاقتصادية إلى نحو 80% من متوسط الاتحاد الأوروبي. ويبلغ المستوى 73% في كرواتيا حاليا.
ويعوق التراجع في عدد السكان وتدني الإنتاجية النمو المحتمل، ولكن من شأن إجراء إصلاحات تقود إلى إدارة عامة أكثر كفاءة، وإلى قضاء أفضل، إحداث تأثير إيجابي.
ويتعين تسريع وتيرة النمو في كرواتيا بشكل كبير حتى يصل إلى المتوسط الأوروبي، في المستقبل المنظور.
ورغم ذلك، تظهر فوائد الانضمام للاتحاد الأوروبي جلية لدى مقارنة كرواتيا بدول الاتحاد اليوغوسلافي السابق، ذات الأداء الاقتصادي الأقل.