اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١١ أيلول ٢٠٢٥
في الوقت الذي يظن فيه البعض أن الإجازة البرلمانية تُجمّد صلاحيات النواب، تؤكد اللائحة الداخلية لمجلس النواب أن أدوات الرقابة البرلمانية لا تتوقف، بل تظل متاحة وفاعلة حتى خارج أدوار الانعقاد.
فالنواب يملكون من الصلاحيات ما يمكّنهم من متابعة أداء الحكومة، ومساءلة أعضائها، ومراقبة التنفيذ الفعلي للسياسات العامة، سواء من خلال الأسئلة البرلمانية أو طلبات الإحاطة أو البيانات العاجلة أو حتى الاستجوابات.
وتعتبر الأسئلة البرلمانية أولى أدوات الرقابة التي يمكن استخدامها طوال العام، حيث يمكن لأي نائب أن يتقدم بسؤال لأي من أعضاء الحكومة للاستفهام أو التحقق من أمر ما. وتلزم اللائحة الحكومة بالرد على هذه الأسئلة، سواء شفاهة داخل الجلسات أو كتابةً، حسب الحالة.
أما طلبات الإحاطة، فهي تتيح للنواب تنبيه الحكومة إلى قضايا عامة أو أزمات تتطلب تحركاً فورياً، بشرط استيفاء الشروط الشكلية التي تضمن جدية الطرح وأهميته العامة.
وفي الحالات العاجلة، يمكن للنائب التقدم بـ بيان عاجل لإثارته أمام المجلس، حتى لو لم يكن مدرجاً بجدول الأعمال، وذلك وفقاً لما نصت عليه المادة 215 من اللائحة.
وتتصاعد حدة الرقابة مع الاستجواب، والذي يعد أقوى أدوات المحاسبة البرلمانية، وقد يفضي إلى سحب الثقة من الحكومة أو أحد أعضائها. ويُشترط في تقديم الاستجواب أن يكون مدعوماً بمذكرة تفصيلية تتضمن الوقائع والأسانيد القانونية.
وتضع اللائحة كذلك ضوابط صارمة لسحب الأسئلة أو سقوطها، وضمان عدم إساءة استخدامها، بالإضافة إلى تنظيم الحالات التي يمكن فيها تحويلها إلى لجان تقصي حقائق.
وتؤكد المواد من 227 إلى 229 أن قرار سحب الثقة لا يُتخذ إلا بعد استجواب رسمي ومناقشة تفصيلية، ويُشترط لتحقيقه موافقة أغلبية أعضاء المجلس، ويُصوّت عليه بنداء بالاسم، مما يعكس جدية وإجراءات صارمة لهذا المسار.
▪️ بين الرقابة والمسؤولية
تعكس هذه الأدوات حجم الدور الرقابي الفعال المنوط بنواب البرلمان، وتؤكد أن العمل النيابي لا يتوقف بانتهاء الجلسات، بل يمتد في كل وقت لحماية الصالح العام ومتابعة تنفيذ السياسات الحكومية، تحقيقًا لمبدأ الفصل بين السلطات مع التعاون بينها، وهو أحد أهم ركائز النظام الديمقراطي في مصر.