اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
استهدفت الغارات الإسرائيلية مقر سجن إيفين في طهران، المعروف بالفارسية باسم ' زندان اِوین' وهو أحد أكثر السجون شهرة في إيران واهتمت الصحف والمواقع الإخبارية الدولية بدلالات هذا الاستهداف ودوافعه، وتداعيات الهجوم الإسرائيلي ضد هذا الموقع ذي الأهمية الرمزية والاستراتيجية، وقال المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانجير، الثلاثاء، عبر التلفزيون الرسمي، إن أجزاء من المبنى الإداري للسجن الذي تصفه المعارضة الإيرانية بأسوأ سجون البلاد، تضررت جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفته أمس، وأشار إلى وقوع قتلى ومصابين في أعقاب الهجوم، مضيفًا أن بعض العاملين في القطاعين الإداري والقضائي أصيبوا، بالإضافة إلى نزلاء ولكن عددهم لم يتحدد بعد.
جاءت تصريحات المسؤول الإيراني بعدما أبطلت السلطات مفعول صاروخين سقطا قرب السجن. وأعلن ناطق باسم الشرطة أنه 'تم إبطال مفعول صاروخين غير منفجرين أطلقا أمس وسقطا في محيط السجن ونقلا إلى مكان آمن'، وفقًا لوكالة تسنيم.
استهداف رمزي لمؤسسة قمعية
يُعتبر سجن إيفين رمزًا بارزًا من رموز النظام الإيراني، وكان أحد الأهداف الإسرائيلية وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية تذكير العالم بمزاعم التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان التي تروجها آله الإعلام الصهيونية، وقد وصف الجيش الإسرائيلي الضربة على مدخل السجن بأنها هجوم متعمد على رمز للنظام الاستبدادي في إيران. وكانت منظمات حقوقية عديدة، كما نقلت الجارديان البريطانية، قد أشارت إلى انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في السجن، بما في ذلك التعذيب والاعتقالات التعسفية. كان الهدف من الغارة، حسب الصحيفة، إبراز نقاط ضعف النظام وتكثيف الاضطرابات الداخلية في إيران.
زعزعة استقرار النظام الإيراني
يتماشى الهجوم على سجن إيفين مع استراتيجية إسرائيل الأوسع لإضعاف النظام الإيراني من خلال استغلال الانقسامات الداخلية. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، كانت الغارات تهدف إلى استغلال عدم الاستقرار الداخلي في إيران، حيث يُعد السجن مركزًا لاحتجاز المعارضين البارزين.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن استهداف إيفين قد يؤدي إلى إثارة الفوضى داخل الأجهزة الأمنية الإيرانية. وفي السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين إسرائيليين أن الضربة تهدف إلى إشعال مشاعر المعارضة ضد النظام، مما يضغط على طهران من الداخل. وأضافت صحيفة واشنطن بوست أن إيفين، بصفته نقطة محورية للحركات المناهضة للنظام، كان هدفًا استراتيجيًا لتكثيف الانقسامات الداخلية، على الرغم من تأكيدات الرئيس الأمريكي المتكررة بعدم رغبته في سقوط النظام الإيراني.
احتمال استهداف مواقع استراتيجية قريبة
ادّعت السلطات الإيرانية، وفقًا لوكالة فارس نيوز أن الغارات ربما استهدفت مناطق قريبة من سجن إيفين بدلًا من السجن نفسه، وتحديدًا مواقع عسكرية أو استخباراتية. ويقع سجن إيفين في منطقة حساسة في شمال طهران، ووفقًا لموقع بي بي سي نيوز، فإن قربه من منشآت الحرس الثوري يجعله هدفًا محتملًا ثانويًا في عمليات عسكرية أوسع. وأشارت مصادر استخباراتية غربية، كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن إسرائيل غالبًا ما تستهدف مواقع ذات استخدام مزدوج، وقد يكون السجن قد أُصيب كجزء ثانوي من هجوم على أهداف استراتيجية قريبة.
تصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران
تُعد الضربة على سجن إيفين جزءًا من الصراع الخفي المتصاعد بين إسرائيل وإيران، والذي يتميز بالهجمات الموجهة والعمليات الانتقامية.
وفقًا لصحيفة هآرتس، تهدف العمليات الإسرائيلية في إيران إلى تعطيل البنية التحتية العسكرية والسياسية لطهران مع ردع طموحاتها الإقليمية.
يُعتبر السجن، رغم أنه ليس هدفًا عسكريًا بحد ذاته، موقعًا بارزًا يمكن أن يثير رد فعل كبير من طهران، مما يكشف نقاط ضعف في دفاعاتها، كما ذكرت صحيفة تايمز أوف لندن. ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده على ضرورة مواجهة نفوذ إيران الإقليمي، مما يضع ضربة إيفين في إطار الصراع الجيوسياسي الدائر.