اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢٥
قال الدكتور أسامة فخري الجندي، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن الحديث عن الروحانيات في الحج لا يكتمل إلا باستحضار عظمة النداء الإلهي لمن كتب الله له حج هذا العام، مشددًا على أهمية استشعار المعنى العميق لقول الله تعالى: 'فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ'.
وأوضح العالم بوزارة الأوقاف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن هذه الآية تعبر عن شوق غير مقنن، شوق لا تحدّه حدود، ولا تضبطه قواعد، تمامًا كما ورد في قصة سيدنا يوسف عليه السلام حين قال تعالى: 'فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ'، مشيرًا إلى أن كلمة 'آوى' هنا تكشف عن شوقٍ ولهفةٍ واحتضان عاطفي لا يمكن وضعه في قالب محدد.
هل يجوز وضع ميك أب خفيف أثناء الحج؟.. أمينة الفتوى تجيبهل يجوزُ لي أن أؤدي فريضة الحج عن غيري؟.. الأزهر يجيبدار الإفتاء توضح معنى التمتع بالعمرة إلى الحج وضوابطههل يجوز للسيدات ارتداء الحلي والحرير وهن محرمات للحج؟.. الإفتاء توضح
وتابع العالم بوزارة الأوقاف 'كل من كتب الله له الحج هذا العام، يجب أن يعيش هذه الحالة من الشوق اللامحدود للكعبة، للطواف، لكل شعائر الحج، بأن يحمل قلبه شوقًا عارمًا كما اشتاق سيدنا يعقوب ليوسف عليهما السلام'.
وأضاف أن الاستعداد للحج ليس ماديًا فقط، وإنما هو استعداد نفسي وبدني وروحي أيضًا، مبينًا أن الله إذا استدعى عبدًا لحج بيته الحرام، فإنه يكون قد منحه مسبقًا نعمًا ثلاث: الاستعداد النفسي، والبدني، والمالي، ولذلك قال: 'عشان كده في التلبية بنقول: إن الحمد والنعمة لك والملك، فقدمنا الحمد على النعمة، لأن النعمة سبقت بالفعل'.
وأكد أن هذه النعم تسبق الفعل؛ فالنية والرغبة والاستعداد النفسي للحج نعمة، والقدرة البدنية على أداء المناسك نعمة، وتيسير المال للحج نعمة، وكلها تجتمع حينما يلبّي العبد نداء الله، بقلب خاشع ولسان صادق.
وتابع: 'ليكن حجكم هذا العام حج شوق ولهفة ومحبة، لا حج عادة أو واجب فقط.. اجعلوا قلوبكم تسبق أجسادكم، وعيشوا روحانيات اللقاء كما عاشها الأنبياء'.
كشف الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن بعض أخطاء الحجاج أثناء أداء مناسك الحج في يوم عرفة، مشيرا إلى أن البعض يعتقد خطأ أن الوقوف بعرفة هو التواجد على الجبل أو الصعود إليه.
وأضاف 'شلبي'، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن يوم عرفة هو الركن الأعظم في الحج، وإن حضور هذا اليوم داخل حدود عرفة يحقق المقصود الشرعي من الوقوف، موضحًا أن أداء الركن يتحقق بالحضور حتى لو كان الشخص جالسًا أو مريضًا أو غير قادر على الصعود أو الحركة.
وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إلى أن بعض الحجاج يعتقد أن الوقوف بعرفة يتطلب الصعود إلى الجبل وهو اعتقاد غير دقيق، قائلاً: 'الوقوف هنا معناه الحضور، مش لازم أكون واقف فعليًا ولا لازم أطلع الجبل، لأن عرفة كلها موقف، حتى لو الشخص مريض أو نايم أو قاعد'.
وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن 'هذا الركن يتحقق عند جماهير الفقهاء بالحضور في عرفات بعد الزوال، أي بعد الظهر، حتى لو الشخص موجود من يوم 8، فوجوده في اليوم التالي يدخل في الوقوف ويجزئه تمامًا'.
يقوم الحاجّ بأداء مناسك الحجّ في اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة، ويُسمّى بيوم التروية، وذلك بأن يتّجه الحاج إلى منى فيصلّي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء جماعة بقدر الاستطاعة مع قصر الصلاة الرباعية، ويبيت الحاج ليلته فيها وهي ليلة الوقوف بعرفة.
ولابدّ من الإشارة إلى أنّ التوجّه إلى منى والمبيت فيها أمر مستحبّ وليس فرضاً، إلّا أنّ المسلم يحرص على الالتزام والاقتداء بمنهج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حسب قدرته واستطاعته.
ينتهي الحاجّ من أداء مناسك الحجّ بانتهاء تأدية طواف الوداع ولا يقوم الحاج به إلّا عند الانتهاء من تأدية جميع المناسك، وهو ما يكون بالتحلّل الذي ينقسم إلى مرحلتين.
1- نحر الأضحية:
وهي سنة يشترك فيها الحاج وغير الحاج، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «ما عملَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النَّحرِ أحبّ إلى اللهِ من إهراقِ الدَّمِ، إنَّهُ ليأتي يومَ القيامةِ بقُرونها وأشعَارِها وأظلافِها -أي: فتوضع في ميزانه- وإنَّ الدَّمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ من الأرضِ فطيبُوا بها نفسًا» رواه الترمذي.
2- صوم يوم عرفة:
وصومُ يوم عرفة سنة فعلية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقولية حثَّ عليها في كلامه الصحيح المرفوع؛ فقد روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، فيُسَنّ صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو: اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة
3- صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة:
يُستَحَبّ صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأنَّ صومها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام، والصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه في هذه الأيام، وإنَّما هو من جملة العمل الصالح الذي حثَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله في هذه الأيام كما مرَّ في حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
4- التهليل والتكبير والتحميد:
يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ».
5- الإكثار من فعل الخيرات:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه» رواه البخاري.
6- لبس الثياب الحسن يوم العيد:
ورد في مستدرك الحاكم، عن الحسن بن على- رضي الله تعالى عنهما- قال: «أمرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وأن نُضحي بأثمن ما نجد». أخرجه الطبراني والحاكم.
7- كثرة الذكر:
يستحب الإكثار من الذكر في العشر من ذي الحجة، مُستشهدة بما قال الله تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ).