إسرائيل ترد على «التهدئة» بالتصعيد العسكري.. وحزب الله: نحن بخير!

واصلت القوات الإسرائيلية التنكر لجميع المطالب الأممية والدولية لوقف إطلاق النار، على جبهتي قطاع غزة، وجنوب لبنان، الذي يتعرض لغارات وهجمات نوعية، شملت استهداف 3 مقرات تابعة للقوات الدولية (اليونيفيل) في منطقة الناقورة، بواسطة دبابات ميركافا إسرائيلية، ما تسبب في إصابة جنديين من سريلانكا، فيما أسفر استهداف وحدات تابعة للجيش اللبناني عن سقوط قتيلين، ما يرفع الحصيلة إلى 4 جنود، بعد استهداف سابق لهما، ووجود إصابات بين عناصر أخرى تابعة للجيش اللبناني.

وفيما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية والإيطالية استدعاء السفير الإسرائيلي، فقد نددت كل من إسبانيا وأيرلندا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، واعتبر مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، استهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، جنوبي لبنان، بـ«تجاوز آخر للخطوط الحمر» خاصة مع استيلاء قوات إسرائيلية على مقرات منظمة «الأونروا» في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، لتحويل الموقع إلى بؤرة تضم 1440 وحدة استيطانية.

تقول كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، أن تصعيد الإجراءات ضد وكالة «الأونروا» تمهيد لسن قوانين تحد من صلاحيات وشرعية الوكالة المعنية بغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والجوار، وسط مساعٍ من إسرائيل لتجريم أنشطة المنظمة، التي تقوم بدور محوري في مشاريع الإغاثة والمساعدات في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ أكثر من عام.

لبنانيًّا، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن القوات الإسرائيلية قتلت مرشحين محتملين لخلافة الأمين العام الراحل لحزب الله، حسن نصر الله، هما رئيس المجلس التنفيذي للحزب، هاشم صفي الدين، ونائب رئيس المجلس التنفيذي للحزب، نبيل قاووق، وقائد وحدة الأمن الوقائي، وأن «حزب الله أصبح بلا قائد» على حد وصف نتنياهو!

لكن مسئول العلاقات الإعلامية في حزب الله، محمد عفيف، يقول إن «حزب الله، بخير. المعركة مع إسرائيل مازالت في بدايتها. الأولوية، إجبار إسرائيل على وقف الغارات، وبالرغم من وجود مواقع تعتبرها القيادة ساقطة عسكرياً، إلا أن قادتها يرفضون الانسحاب منها، وأن مشهد اجتياح بيروت عام 1982 لن يتكرر، وأن هناك استعجالاً للنتائج السياسية للمعركة الحالية»، وتأتي كلمة عفيف بعد محاولة إسرائيلية اغتيال مسئول التنسيق، والارتباط في حزب الله، وفيق صفا، بغارات عنيفة استهدفت قلب بيروت، وصفا كان له الدور الأهم في عملية تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل في حرب 2006.

كلام «عفيف» أكده نائب الأمين العام السابق لحزب الله، نعيم قاسم: «حزب الله، تخطي ضربات مؤلمة. هذه حرب من يصرخ أولاً. نحن لن نصرخ. القيادة والسيطرة في حزب الله منتظمتين بدقة. الحزب، يؤيد الحراك السياسي الذي يقوم به رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، لوقف إطلاق النار. هو الأخ الأكبر الذي سيتحدث الآن بلسان الحزب في أي مفاوضات سياسية، لاسيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار. مستعدون لمناقشة كل التفاصيل بعد وقف إطلاق النار».

سياسيًّا، تتضارب التصريحات حول قبول الهدنة، أو الاستمرار في القتال، فيما زعم الجيش الإسرائيلي أن «جبهة غزة أصبحت جبهة قتال ثانوية، وأن معظم الاهتمام والموارد لدى الجيش الإسرائيلي باتت موجهة حالياً إلى لبنان»، لاسيما مع بداية العمليات البرية، ومع وصول الخسائر في لبنان نحو 1300 شهيد، أغلبهم من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و200 ألف نازح.

تبنى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وقف إطلاق، مع دعوة مجلس الأمن للانعقاد لبحث الأزمة في لبنان، تفعيلاً لمبادرة وقف إطلاق النار التي أطلقتها 10 دول في 25 من الشهر الماضي، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لدى اتصاله برئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ومطالبة مجلس الوزراء اللبناني مجلس الأمن بالسعي الجدي لوقف إطلاق النار، ووقف قصف المدنيين، واستعداد الحكومة اللبنانية الكامل، ومطالبة حزب الله أيضاً، لتطبيق القرار الأممي 1701، بكافة بنوده وأهمها انتشار الجيش اللبناني في الجنوب.

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، حول ما يردد من أن لتطبيق القرار الأممي 1559 (الذي يقضي بنزع سلاح جميع الميليشيات المسلحة في لبنان، بعد قبول حزب الله لتطبيق القرار 1701) إن «القرار الوحيد هو 1701، أما القرار 1559 فصار ورانا وينذكر ما ينعاد.الأمريكيون يتواصلون معنا، ويقولون إنهم مع الحل، إلا أن الكلام كثير والفعل قليل» وعلى مستوى الرئاسة اللبنانية، دعا رئيس حزب القوات اللبنانية إلى عقد لقاء وطني لوضع خارطة طريق إنقاذية.

وقال جعجع (في بيان): «بعدما بلغت الحرب الّتي زُجّ فيها لبنان حدًّا كارثيًّا، وفي ظلّ ما يعاني اللّبنانيّون من موت وتهجير ودمار وانهيار، ندعو إلى لقاء وطني جامع نتشارك فيه بطرح خارطة طريق إنقاذيّة، تحت عنوان دفاعًا عن لبنان، يُعقد عند السّاعة 12، 00 ظهر السّبت 12 تشرين الأوّل 2024، في المقرّ العام للقوّات اللّبنانيّة في معراب» لكن نبيه بري قال: «ما قبل نعمل معراب بالمجلس، أي بمجلس النواب».