اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
أشارت أحدث التقارير الصحفية العالمية إلى أن الخلل الوحشي في خطة إسرائيل للتجويع في قطاع غزة يكشف عن استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، مما يعكس انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية والقانون الدولي. منذ بداية الحصار المشدد في مارس 2025، منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود، مما أدى إلى انهيار النظام الغذائي في غزة.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة 'فاينانشال تايمز'، فإن قرار إسرائيل بالسماح فقط بـ'الحد الأدنى' من إمدادات الغذاء يعكس فقدانًا للمصداقية الأخلاقية، حيث يتم حجب المساعدات الأساسية في وقت تتفاقم فيه أزمة الجوع، مما يعرض حياة المدنيين، خاصة الأطفال، للخطر. هذا النهج لا يعالج الأزمة بل يساهم في استمرارها، مما يجعل السكان في حالة يأس تام.
ويؤكد تقرير لموقع 'كاونتربنش' الأمريكي أن هذه السياسات تتجاوز مجرد الحصار، حيث أشار الكاتب سيزار شلالة إلى أن أكثر من 52،653 فلسطينيًا قتلوا منذ 7 أكتوبر 2023، من بينهم أكثر من 18،000 طفل، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تُوصف بأنها 'حرب على الأطفال'، كما ورد في تصريح فيليب لازاريني، مفوض عام الأونروا.
علاوة على ذلك، تشير مقالة لموقع 'ذا كونفرسيشن' إلى أن النظام الغذائي في غزة كان على وشك الانهيار قبل أحداث 7 أكتوبر 2023، ولكن الحرب والحصار الإسرائيلي خلقا ظروفًا كارثية للتجويع الجماعي. فقد دمرت القنابل الإسرائيلية البنية التحتية الغذائية، بما في ذلك المخابز ومصانع الإنتاج الغذائي والمتاجر، مما جعل الاعتماد على المساعدات الخارجية أمرًا حتميًا. ومع ذلك، فإن قرار إسرائيل في مايو 2025 بالسماح فقط بـ'كمية أساسية من الغذاء' لمنع 'أزمة التجويع'، كما ورد في التقرير، يبدو كمحاولة لتبرير سياسة مقيدة بدلًا من تقديم حل حقيقي، خاصة وأن 75% من الأراضي الزراعية ومعظم المواشي والآبار الزراعية دمرت. تقرير 'كاونتربنش' يعزز هذه النقطة بالإشارة إلى أن أكثر من 9،000 طفل تم إدخالهم للعلاج من سوء التغذية الحاد منذ بداية العام، وأن جميع أطفال غزة تقريبًا معرضون لخطر المجاعة بسبب نقص المساعدات وتفشي الأمراض القابلة للوقاية مثل الإسهال الحاد.
في السياق ذاته، يسلط مقال لصحيفة 'الجارديان' الضوء على التناقض الصارخ بين الرواية الإسرائيلية التي تنفي استخدام التجويع كسلاح وبين الأدلة الواضحة على الأرض. فقد أشار التقرير إلى أن الصور التي تُظهر أشخاصًا يعانون من سوء التغذية بشكل واضح تجعل من الصعب تبرير الحصار الإسرائيلي. ورغم الادعاءات بأن إسرائيل أرسلت كميات كبيرة من المساعدات، إلا أن هذه المساعدات كانت غير كافية وخاضعة لإجراءات بيروقراطية معقدة أعاقت توزيعها. تقرير 'كاونتربنش' يكشف عن جانب آخر من هذه المأساة، حيث وصف مشاهد مروعة مثل أب يحمل 20 جزءًا من جسد ابنته الممزق بسبب القصف الإسرائيلي، مما يعكس القسوة غير المبررة لهذه السياسات. كما أشار التقرير إلى أن أكثر من مليون طفل في غزة بحاجة إلى دعم نفسي بسبب الصدمات الناتجة عن الحصار والقصف المستمر.
إن استخدام التجويع كسلاح محظور بموجب اتفاقيات جنيف وقرار الأمم المتحدة 2417، كما أشار تقرير 'ذا كونفرسيشن'، مما يجعل هذه السياسات انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي. وقد اتهمت منظمات مثل 'هيومن رايتس ووتش' و'العفو الدولية' إسرائيل باستخدام التجويع كأداة حرب، بل واعتبروا الحصار دليلًا على نية إبادة جماعية. تقرير 'كاونتربنش' يدعم هذه الاتهامات من خلال تصريح فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي أكدت أهمية تسمية هذه الأفعال بـ'الإبادة الجماعية'. هذه السياسات، التي تُصور الفلسطينيين كأعداء لا قيمة لهم، كما ورد في 'كاونتربنش'، تتجاهل حقيقة أن الفلسطينيين يُعتبرون من الأكثر تعليمًا وريادة بين العرب، مما يكشف عن خلل جوهري في الخطة الإسرائيلية التي تهدف إلى معاقبة السكان المدنيين بدلًا من حمايتهم.