اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
شهادات حيّة من غرف العمليات في القطاع المحاصر
في مشهد تتقاطع فيه المأساة مع نبل المهنة، روى الجراح الأيرلندي الدكتور مورجان ماكموناجل تفاصيل تجربته الإنسانية المؤلمة خلال عمله في مستشفيات قطاع غزة، مؤكدًا أن ما رآه سيبقى محفورًا في ذاكرته إلى الأبد.
وفي مقابلة مع صحيفة آيرش تايمز، وصف ماكموناجل المشاهد التي عاشها بأنها 'موجات متلاحقة من الأطفال الضحايا'، مشيرًا إلى أن الألم في غزة يفوق كل تصور.
بين الحياة والموت: أيام عصيبة في مستشفيي الأقصى وناصر
تنقل ماكموناجل بين مستشفى 'الأقصى' و'ناصر'، حيث كانت غرف العمليات أشبه بخطوط أمامية في معركة لا هوادة فيها.
وقال: 'كنا نستقبل الأطفال بأجساد ممزقة وعيون مرتعبة. أنقذ حياة طفل، ليأتي آخر، ثم آخر، في طوابير لا تنتهي من الألم'.
وتابع: 'العمل كان يجري بأدوات محدودة، وكنا نواجه قرارات قاسية: من ننقذ أولًا؟'.
مأساة بلا دواء: نقص حاد في الموارد الطبية
لم تكن المعاناة محصورة في الإصابات فقط، بل امتدت إلى بيئة العمل القاسية. أشار ماكموناجل إلى أن النقص في الأدوية والمعدات الأساسية كان يعقد عمل الطاقم الطبي يوميًا، في ظل غياب المضادات الحيوية والمسكنات أحيانًا.
ومع ذلك، أعرب عن إعجابه بالطواقم الطبية الفلسطينية التي وصفها بـ'الأبطال الذين يعملون دون توقف، رغم المخاطر والآلام الشخصية'.
أطفال بلا أهل: جراح لا يُمحى
أكثر ما أثقل كاهل الطبيب الأيرلندي هو المشاهد المتكررة لأطفال مصابين دون ذويهم. 'رأيت أطفالًا في عمر الزهور يصلون إلى الطوارئ وهم ينزفون، بعضهم وحيد تمامًا بعد أن قُتلت عائلاتهم'، قال. واستعاد لحظة فقدان طفلة لم تتجاوز الثالثة: 'حاولنا إنقاذها.. لكنها رحلت. هذا النوع من الألم لا يزول'.
أمل لا ينكسر: صمود غزّي رغم كل شيء
رغم حجم الكارثة، يسلّط ماكموناجل الضوء على صلابة الغزيين، قائلًا: 'شاهدت أمهات يحملن أطفالهن المصابين عبر أنقاض المدينة، وممرضين يعملون رغم فقدان أحبائهم. كانت تلك المواقف تعطينا الأمل'.
وتابع: 'حتى لحظات صغيرة – مثل ضحكة طفل نجا – كانت تمنحنا سببًا للاستمرار'.
جزء من قلبي بقي في غزة
أكد الطبيب أن تجربته في غزة غيّرت نظرته للعالم. 'لقد عدت إلى أيرلندا، لكن جزءًا مني لا يزال هناك، مع الأطفال الذين عالجتهم ومع من فقدناهم'، قال بنبرة مؤثرة.
نداء إلى العالم: لا تتركوا غزة وحيدة
في نهاية حديثه، وجّه ماكموناجل دعوة للعالم بأسره: 'ما يحدث في غزة ليس مجرد خبر، بل مأساة إنسانية تستوجب التحرك'. ودعا إلى دعم الجهود الإنسانية والطبية، والعمل الجاد من أجل إنهاء معاناة المدنيين. واختتم: 'كل طفل نخسره هناك هو خسارة للبشرية جمعاء'.