اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٤ أب ٢٠٢٥
كشفت وزارة الداخلية تفاصيل جديدة بشأن مصرع أسرة كاملة بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، في واقعة مأساوية هزت الرأي العام على مدار أسابيع.
وأوضحت التحريات أن زوجة الأب الثانية هي من تقف خلف الجريمة، بعدما وضعت مادة سامة في خبز الطعام الذي أعدته لأبناء زوجها ووالدتهم، رغبة منها في التخلص منهم بدافع الغيرة والانتقام.
زوجة الأب كلمة السر .. القصة الكاملة لـ حادث تسمم أسرة ديرمواس ووفاتهمبتقوم أبويا عليا.. طالب يشعل النار في كوافير زوجة أبيه بالطالبية
واعترفت المتهمة بالتخلص من الأسرة بأنها وضعت السم لهم في الأكل بسبب قيام زوجها برد زوجته الأولى.
بحسب ما أكدته التحريات، فإن المتهمة أقدمت على فعلتها بعدما قام زوجها برد طليقته الأولى إلى عصمته، الأمر الذي أثار مخاوفها من أن يقوم الزوج بالانفصال عنها، فخططت للتخلص من الأبناء وزوجتهم الأولى، وخلال التحقيقات، اعترفت بأنها وضعت السم في الطعام عمدًا، لتسقط الأسرة ضحية جريمة أسرية نادرة من نوعها.
القضية التي بدأت يوم 11 يوليو الماضي تحولت إلى فاجعة متواصلة، حيث توفي ستة أطفال تباعًا خلال أيام قليلة بعد ظهور أعراض غامضة عليهم تمثلت في ارتفاع درجة الحرارة واضطراب الوعي وهبوط حاد.
ورغم محاولات إنقاذهم، لفظوا أنفاسهم واحدًا تلو الآخر، حتى جاء الدور على والدهم الذي لحق بهم في مشهد مأساوي.
الأطباء الذين تابعوا حالات الأطفال أكدوا أن الأعراض التي ظهرت عليهم تتطابق مع أعراض التسمم بمبيد حشري يحتوي على مادة 'كلورفينابير'، وهي مادة شديدة السمية نادرة الاستخدام، ولا يوجد لها ترياق حتى الآن.
وأوضح الخبراء أن تلك المادة تهاجم خلايا المخ مباشرة، مما يفسر سرعة تدهور الحالة الصحية للأسرة وعدم قدرة المستشفيات على إنقاذهم.
في بداية الأزمة، انتشرت شائعات بأن الوفاة سببها التهاب سحائي، إلا أن وزارة الصحة والسكان نفت الأمر بشكل قاطع، مؤكدة أن المرض لا يؤدي إلى الوفاة بهذه السرعة. وشددت الوزارة على أن ما حدث ليس وباءً أو عدوى جماعية، وإنما واقعة فردية.
في أول تعليق للأسرة على إعلان الداخلية عن المتهمة، قال علي محمد، عم الأطفال، إن خبر كشف الجريمة 'أثلج صدورهم' بعد 43 يومًا من الألم، مشددًا على ضرورة القصاص من المتهمة التي ارتكبت فعلتها بدافع الغيرة العمياء. وأكد أن العائلة لن تهدأ حتى ينال القانون مجراه.
كشفت مصادر أمنية أن المتهمة كانت في أواخر شهور حملها وقت ارتكاب الجريمة، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية لتأجيل استكمال التحقيقات معها لحين وضع مولودها، وبعد الولادة الأسبوع الماضي، استؤنفت التحقيقات التي انتهت إلى إعلان تورطها رسميًا.
الواقعة التي هزت المنيا لم تقف عند حدود الأسرة المكلومة، بل امتدت لتصيب القرية بأكملها بحالة من الصدمة.
حيث تحولت بيوت القرية إلى ساحات عزاء متواصلة بعد كل وفاة، فيما كان الأهالي يتابعون بقلق بالغ رحلة علاج الأب وبناته في المستشفيات، قبل أن ينتهي المشهد بمصرع الجميع.
بدأت المأساة بوفاة محمد (11 عامًا) وعمر (7 أعوام) وريم (10 أعوام)، ثم لحق بهم شقيقهم أحمد بعد ساعات. وبعد أيام قليلة، توفيت الطفلة رحمة (12 عامًا) ثم شقيقتها فرحة (14 عامًا)، وأخيرًا رحل والدهم ناصر محمد علي، ليدفن بجوار أبنائه الستة.
من جانبها، تواصل النيابة العامة بمركز دير مواس تحقيقاتها الموسعة مع المتهمة وعدد من أفراد الأسرة للوقوف على تفاصيل الجريمة، وأكدت وزارة الداخلية اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة وإخطار النيابة، التي باشرت التحقيق بشكل فوري.


































