بعد استغلال الجامعات لهم:.. الطلاب المصريون العائدون من السودان ‏يستغيثون بالرئيس ‏

حالة من التشتت والقلق يعيشها الطلاب المصريون الذين يدرسون فى دولة السودان خوفا على مستقبل لم تتضح ملامحه بعد اندلاع المظاهرات والاشتباكات فى السودان والتى أدت إلى تركهم لدراستهم بالجامعات السودانية والبحث عن مكان لهم بالجامعات المصرية، ورغم أن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى أكد على اهتمام الدولة المصرية بالتيسير على هؤلاء الطلاب المصريين الدراسين بالجامعات فى الخارج ليس فقط الجامعات السودانية ولكن الروسية والأكروانية أيضا فى ظل الظروف الاستثنائية التى تمر بها هذه البلاد، حيث تمت الموافقة على استكمال هؤلاء الطلاب دراستهم بالجامعات المصرية سواء الخاصة أو الأهلية وذلك حرصا على مستقبلهم وتم فتح باب التقديم لهم منذ أكثر من أسبوع على أن يستمر إتاحة التقديم حتى أول أكتوبر القادم من خلال رابط إلكترونى على موقع المجلس الأعلى للجامعات من خلاله يستطيع الطالب تحديث بيانات الجامعة التى ينتمى إليها من أى من الجامعات السودانية والروسية والأكرانية وبعد التقديم بـ72 ساعة يحصل الطالب على شهادة أو إفادة من المجلس الأعلى للجامعات إذا كانت الجامعة التى ينتمى إليها الطالب سبق اعتماد شهادتها أم لا وفى حالة اعتماد الشهادة يتوجه بها لأقرب جامعة خاصة أو أهلية من مسكنه ليقدم الملف الخاص به وإذا كانت الجامعة غير معتمدة سيدخل الطالب اختبار تحديد مستوى وللطالب فرصة 3 أشهر إذا لم يكن ورقه الثبوتى جاهزا فيقدم من خلالها الكارنيه الخاص به بأنه ينتمى لهذه الجامعة او الكلية ويكتب تعهدا بالفرقة الدراسية والمواد الذى يدرسها حتى يتم الالتحاق بالجامعة المصرية على نفس المستوى الدراسى.

ورغم ما أعلنه وزير التعليم العالى إلا أن الطلاب فى حيرة من أمرهم والسبب أن الأوراق المطلوب تجهيزها تحتاج منهم الذهاب إلى السودان للحصول عليها والظروف غير مستقرة تماما للذهاب هناك لا سيما وأن رحلة خروجهم من السودان وعودتهم إلى مصر كانت رحلة صعبة فكيف لهم الرجوع مرة أخرى؟!

كما أن الجامعات هناك مغلقة وفى حالة توقف ولا يذهب إليها العاملون بها بسبب الأوضاع هناك وغير معلوم متى تستقر فربما تظل كذلك حتى نهاية الثلاثة أشهر وهى المدة التى حددتها وزارة التعليم العالى ليكون الطالب جاهزا بالملف الخاص به.

ليست هذه هى العقبة الوحيدة أمام الطلاب وإنما كانت هناك تحديات أخرى أهمها كما تقول الطالبة آيتن محمد صابر إنها لم تكن تتخيل أن الوضع بهذه الصعوبة، حيث إن أغلب الجامعات التى ذهبت للتقديم إليها هى وزميلاتها أخبرتهن أنه سيكون هناك اختبار سواء كانت الجامعة معتمدة أو غير معتمدة بالإضافة إلى أن الطالب سيلتحق بالفرقة الأولى حتى وإن كان فى جامعته بالسودان قد أوشك على نهاية دراسته.

وتضيف آيتن عندما تحاورت معهم أننى طالبة كنت قد أوشكت على نهاية الصف الثانى بالجامعة فلم يتبق سوى شهرين والتحق بالصف الثالث بالجامعة التى كنت أدرس بها فى السودان كان ردهم أن هذه قواعد وسيستم لا يمكن تغييرها وأنها أمامها عدة اختيارات أولها أن ترجع إلى السودان وتكمل دراستها هناك أو يتم عمل امتحان وتنزل إلى الفرقة الأولى أو أن تأتى بالمحتوى الذى يشتمل على المواد التى قامت بدراستها بالإضافة الى شهادة القيد ويتم عمل مقاصة وبناء عليه تتحدد السنة التى تلتحق بها ولكن بعد اجتياز الامتحان أيضا.

وتتساءل آيتن أليس هذا مخالفا لما أعلنته وزارة التعليم العالى أنه إذا كانت الجامعة معتمدة ليس هناك امتحان والامتحان يعقد للطالب إذا كانت الجامعة غير معتمدة؟ كما أضافت آيتن أن فترة الثلاث شهور لتحضير الأوراق المطلوبة من الطلاب غير كافية فليس هناك طالب لدية الجرأة فى الذهاب مرة أخرى إلى السودان بعد أن شاهد الموت بعينيه.

بينما تصف أمنية أحمد طالبة علاج طبيعى جامعة الوطنية المشهد بأنه إهانة للطالب المصرى، حيث إن بعض الجامعات طلبت منهم الخروج خارج أسوار الجامعة ولكن بشكل مهين ورفضت الرد عن استفساراتهم بحجة أن التقديم يتم إلكترونيا هذا بالإضافة إلى أن جامعات أخرى تستغل الأوضاع التى يمر بها الطلبة وتطلب مبالغ كبيرة لمجرد سحب الملف واستيفاء البيانات، حيث يقوم كل طالب بدفع ما بين 1500 إلى 2000 جنيه بالإضافة الى جامعات طالبت 15 ألفا وهى مبالغ لا تسترد فهى فقط لمجرد حجز مكان يدفعها الطالب سواء التحق بالجامعة أم لا هذا إلى جانب تكلفة أخرى يتحملها الطالب وهى المبالغ التى يدفعها للجامعة السودانية للحصول على المحتوى بالمواد التى درسها الطالب وشهادة القيد وتصل تكلفتها ما بين 2800 و٤٠٠٠ دولار حسب كل جامعة.

ويقول محمد حسن ولى أمر طالب بالفرقة الأولى بإحدى الجامعات فى السودان إن ابنه التحق هناك بالجامعة وكان سيسافر بعد إجازة العيد، حيث موعد الدراسة ولكن لظروف الحرب لم يسافر والسبب فى تأخر سفره جاءت بسبب الأوراق التى طلبتها منه البعثة المصرية كموقف التجنيد والجيش والقرار الصادر الآن أن طالب الفرقة الأولى لابد له أن يأتى بإثبات الإقامة متسائلا كيف له أن يأتى بهذا الإثبات وابنه لم يسافر رغم أنه قُيِّد بالجامعة هناك ودفع المصروفات المطلوبة حيث تشترط الجامعات بالسودان أن يقوم طالب الفرقة الأولى بدفع المصروفات كاملة بدون تقسيط كما يحدث مع طلاب السنوات الأخرى.. وناشد بالتدخل لحل هذه المشكلة بإعفاء هؤلاء الطلاب من طلب إثبات الإقامة لأن مصيرهم غير معروف.

بينما يقول الطالب عبد المجيد خاطر والذى قام بتسجيل فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي شرح فيه كل المخاطر التى تعرض لها الطلاب المصريون الذين كانوا يدرسون فى السودان ومطالبهم والتى تتلخص كما ذكرها لـ'الأسبوع' فى استغاثة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء بصدور قرار واضح وصريح يخص الطلاب المصريين الدراسين فى السودان والذى أصبح مستقبلهم على كف عفريت - على حسب وصفه - وأن القرارات التى أصدرتها وزارة التعليم العالى قرارات تعجيزية حيث يصعب على الطلاب تجهيز الأوراق المطلوبة منهم والتى تتمثل فى سجل علمى ومحتوى أكاديمي وأن يتم توثيقها من التعليم العالى بدولة السودان والسفارة السودانية فى خلال مدة 3 أشهر وإلا أصبح التحويل لاغيا أو منعدما مضيفا أنه من المستحيل على أى طالب فى ظل الأجواء والاشتباكات القائمة هناك السفر مرة أخرى إلى السودان هذا الى جانب أن الجامعات السودانية بسبب الأوضاع غير المستقرة فى إجازة ولا تعمل.

وناشد الطلاب الرئيس السيسى بالتدخل لإنقاذ مستقبلهم بأن تقوم وزارة الخارجية والهجرة بالتواصل مع الجامعات السودانية لحصول كل طالب على الأوراق المطلوبة منه حتى يستطيع التقديم بالجامعات فى مصر.