يمني الخولي الفائزة بجائزة طه حسين الدولية.. رائدة فلسفة العلم النسوية

يمني طريف الخولي، أستاذ الفلسفة، الحاصلة على جائزة طه حسين الدولية، والتي يمنحها اتحاد كتاب مصر، وسلمها لها وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، مساء أمس الجمعة، خلال الحفل الذي أقيم بمركز الهناجر للفنون.

وفي هذا التقرير، ترصد 'الدستور' أهم مؤلفات صاحبة جائزة طه حسين الدولية للفكر، وأبرز المحطات في مسيرتها العلمية والمهنية.

في كتابه المعنون بـ “يمني طريف الخولي.. رائدة فلسفة العلم النسوية”، يذهب مؤلفه، أستاذ الفلسفة بجامعة أسيوط، الدكتور محمود محمد علي، إلي أن: “يمني طريف الخولي، تعد إحدي رائدات الفكر النسوي في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث صدر كتابها ذائع الصيت ”النسوية وفلسفة العلم'، في العام 2014، علاوة لترجمتها لكتاب “أنثوية العلم.. العلم من منظور الفلسفة النسوية” ضمن سلسلة عالم المعرفة. والذي يعد علامة مميزة ونقلة نوعية تركت بصماتها علي الفكر المعاصر في مصر. حيث تكمن أهمية الكتاب في النظر إلي قضية المرأة نظرة فلسفية وجودية، فاستقت يمني الخولي ــ الفائزة بجائزة طه حسين الدولية ــ الرؤية الفلسفية اللازمة لهذا الطرح من كثيرين من رائدات الفكر النسوي في أوروبا وعلى رأسهم سيمون دي بوفوار، حيث سارت على خطاها ومفاهيمها الوجودية عند طرحها لإشكالية المرأة.

ولدت “الخولي” في 31 أغسطس من العام 1955، وقد حصلت على درجة الليسانس بمرتبة الشرف من قسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة القاهرة عام 1977، وحصلت علي درجة الماجستير في الفلسفة عن موضوع 'فلسفة العلوم عند كارل بوبر: نظرية في تمييز المعرفة العلمية، تحت إشراف دكتورة أميرة مطر، والتي أشرفت أيضا علي رسالة الدكتوراة والتي نالتها الخولي في العام 1981 عن مبدأ اللاحتمية في العلم المعاصر.

عينت في قسم الفلسفة بجامعة القاهرة بدرجة معيدة سنة 1977، وتدرجت في السلك الأكاديمي حتي وصلت إلي درجة الأستاذية اعتبارا من سنة 1999 وهي الآن أستاذ متفرغ بكلية الآداب جامعة القاهرة.

تحاول الفلسفة النسوية في نظر يمني طريف الخولي، الحائزة على جائزة طه حسين الدولية، أن تضيف إلى العلم قيما أنكرها، فتجعلها أكثر إبداعية وإنتاجا، وتجعل فلسفة العلم ذاتها تطبيقية بالواقع الحي النابض، بحيث يمكن القول كما تقول “الخولي”: فلسفة العلم التقليدية المنحصرة في منطقه ومنهجه جميعها تبلور إيجابيات العلم وتستفيد منها، أما الفلسفة النسوية فهي تحاول أن تضيف إلي العلم ما ينقصه ويجعله أفضل.

ويوضح محمود علي أن: كان ظهور الأبستمولوجيا وفلسفة العلم النسوية تمثل في نظر يمني الخولي تطورا ملحوظا للفلسفة النسوية عموما التي ظهرت في العقود الأخيرة، وتقوم بشكل أساسي من أجل رفض المركزية الذكورية ورفض مطابقة الخبرة الإنسانية بالخبرة الذكورية، واعتبار الرجل الصانع الوحيد للعقل والعلم والفلسفة والتاريخ والحضارة جميعا.

وفي هذا تعمل الفلسفة النسوية بسائر فروعها علي خلخلة التصنيفات القاطعة للبشر إلي ذكورية وإنثوية بما تنطوي عليه من بنية تراتبية هرمية “هيراركية” سادت لتعني وجود الأعلي والأدني، المركز والأطراف، السيد والخاضع. امتدت في الحضارة الغربية من الأسرة إلي الدولة إلي الإنسانية جمعاء، فكانت أعلى صورها في الأشكال الاستعمارية والإمبريالية، والظلم الذي ستراه في معالجة أرسطو للنساء والعبيد، هو عينه الظلم في معالجة شعوب العالم النامي، إنه تصنيف البشر والكيل بمكيالين، وتعمل الفلسفة النسوية علي فضح كل هياكل الهيمنة وأشكال الظلم والقهر والقمع، وتفكيك النماذج والممارسات الاستبدادية، وإعادة الاعتبار للآخر المهمش والمقهور، والعمل علي صياغة الهوية وجوهرية الاختلاف، والبحث عن عملية من التطور والارتقاء المتناغم الذي يقلب ما هو مألوف ويؤدي إلي الأكثر توازنا وعدلا.

وفضلا عن كتابها “النسوية وفلسفة العلم”، من أبرز مؤلفات الفائزة بجائزة طه حسين الدولية، يمني طريف الخولي، نذكر: الطبيعيات في علم الكلام من الماضي إلي المستقبل ــ أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد ــ الزمان في الفلسفة والعلم ــ فلسفة العلم في القرن العشرين ــ مشكلة العلوم الإنسانية ــ بحوث في تاريخ العلوم عند العرب ــ الوجودية الدينية ــ ركائز في فلسفة السياسة ــ فلسفة كارل بوبر ــ مفهوم المنهج العلمي ــ الحرية الإنسانية والعلم ــ تيارات الفلسفة في القرن العشرين ــ منهجيتنا العلمية ــ المنهج في مشروع التراث والتجديد، وغيرها العديد.