اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في أعقاب قمة شرم الشيخ التي عُقدت في أكتوبر 2025، بدا أن الشرق الأوسط يقف على مفترق طرق جديد. فبعد أسابيع من القتال العنيف بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، نجحت الوساطة الدولية بقيادة مصر والولايات المتحدة وقطر، وبمشاركة الأمم المتحدة، في التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت.
ورغم أهمية هذا الإنجاز، إلا أنه لا يزال هشًا ومهددًا بالانهيار في أي لحظة، ما يضع الأمم المتحدة أمام اختبار تاريخي: هل تستطيع تحويل هذه الهدنة إلى مسار مستدام نحو السلام؟
شرم الشيخ.. نجاح دبلوماسي في غياب آليات التنفيذ
بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، مثّلت قمة شرم الشيخ لحظة نادرة من التوافق الإقليمي والدولي، حيث اجتمع ممثلو القوى الفاعلة في المنطقة على هدف واحد: وقف القتال وإنقاذ المدنيين.
لكن الاتفاق، وفق التقرير، لم يتضمن آليات مراقبة أو ضمانات تنفيذ واضحة، ما جعله أقرب إلى إعلان نوايا منه إلى اتفاق ملزم.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد وصف الوضع في غزة بأنه 'كارثة إنسانية تتطلب استجابة عاجلة'، داعيًا إلى فتح المعابر وإدخال المساعدات فورًا، فيما لا تزال العراقيل السياسية والأمنية تعطل وصول الإغاثة وسط تبادل الاتهامات بين الأطراف المتحاربة.
الأمم المتحدة.. من الوسيط إلى الضامن الدولي
في تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي، شدد الكاتب الأمريكي فرانك لونشتاين على أن الأمم المتحدة مطالبة بالانتقال من دور الوسيط إلى الجهة التنفيذية التي تدير عملية إعادة الإعمار وتضمن توزيع المساعدات بعدالة وشفافية.
وأشار إلى أن غياب الثقة بين الفصائل الفلسطينية وتراجع دور السلطة الوطنية يجعل من المنظمة الدولية الطرف الأكثر قبولًا، والأقدر على فرض الحياد النسبي في بيئة سياسية شديدة الاستقطاب.
وأضاف أن الأمم المتحدة تمتلك الأدوات التقنية واللوجستية لإدارة المعابر وتنسيق جهود الإغاثة، لكنها تحتاج إلى تفويض سياسي واضح ودعم مالي كبير من الدول المانحة، خصوصًا من الخليج وأوروبا.
واشنطن تعيد التموضع وتراقب عن كثب
وفقًا لتغطية موسعة لصحيفة نيويورك تايمز، تعمل واشنطن على تعزيز وجودها الدبلوماسي في مركز مراقبة الهدنة الذي أُنشئ جنوب غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة، لمنع أي خروقات وتوفير قناة اتصال مباشرة بين الأطراف بعيدًا عن الوساطات الإقليمية.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية تتردد في الانخراط الكامل خشية التورط في صراع طويل الأمد، في ظل انشغالها بملفات أخرى مثل أوكرانيا وتايوان.
تحديات معقدة: التمويل والانقسام والشرعية
رغم الإجماع الدولي على ضرورة تدخل الأمم المتحدة، تواجه المنظمة عقبات كبيرة، أبرزها الانقسام داخل مجلس الأمن حول طبيعة التدخل، وعدم تأمين التمويل المطلوب لإعادة الإعمار.
كما تستمر أطراف إقليمية مثل إيران وتركيا في دعم فصائل مسلحة خارج إطار الشرعية الدولية، ما يعقّد مهمة الأمم المتحدة.
وحذّرت فورين بوليسي من أن 'أي فشل في تحويل وقف إطلاق النار إلى عملية سلام شاملة سيعيد إشعال الصراع ويقوّض مصداقية الأمم المتحدة في المنطقة'، معتبرة أن الفرصة الحالية قد لا تتكرر قريبًا.
ما المطلوب الآن؟
توصي التقارير الدولية بعدة خطوات عاجلة، أبرزها:
وتختتم فورين بوليسي تحليلها بالقول: 'شرم الشيخ كانت بداية، لكن الأمم المتحدة تملك مفاتيح الاستمرار، وأي تقاعس دولي قد يعيد غزة إلى أتون الحرب.'


































