اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
هل اتضحت معالم موقف الولايات المتحدة من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط؟ منذ يوم الجمعة الماضي، 13 يونيو 2025، أي منذ شنت إسرائيل عملية عسكرية ضد إيران، حملت اسم 'عملية الأسد الصاعد'، استهدفت منشآت نووية، ومواقع إنتاج صواريخ باليستية، وقيادات عسكرية إيرانية، تركّز اهتمام المراقبون حول العالم وصناع القرار في الدول الإقليمية على استشراف واستكشاف حقيقة موقف الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، وسط تصاعد التوترات الإقليمية ورافق ذلك اهتمام كبير بتصريحات الرئيس دونالد ترامب ومسؤولي إدارته، وتعليقات المحللين والخبراء في هذا الشأن.
الموقف الرسمي للولايات المتحدة
رسميًا وبشكل علني، أكدت الولايات المتحدة عدم مشاركتها في الضربات الهجومية الإسرائيلية، واصفة إياها بأنها قرارات إسرائيلية منفردة، إلا أنه وفقًا لصحيفة الجارديان، وُصف موقف الولايات المتحدة بأنه 'متناقض'، حيث ادعى ترامب معرفة كاملة بخطط إسرائيل بينما وصف وزير خارجيته روبيو العملية بأنها منفردة، مما يشير إلى أن إسرائيل وضعت الولايات المتحدة أمام أمر واقع، واللافت أن ترامب قد رفض تقييم رئيسة المخابرات تولسي جابارد بأن إيران لا تسعى بنشاط لتطوير سلاح نووي، مفضلًا رواية إسرائيل حول مزاعم عن تهديد إيراني وشيك، وكان وزير الخارجية ماركو روبيو قد أشار بالتزامن مع بداية الضربات الإسرائيلية: 'الليلة، اتخذت إسرائيل إجراءً منفردًا ضد إيران. نحن لسنا مشاركين في الضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة. أبلغتنا إسرائيل أنها ترى هذا الإجراء ضروريًا للدفاع عن نفسها'.
وقدمت واشنطن دعمًا دفاعيًا لإسرائيل عبر نشر قاذفات B-52 وB-2، ومقاتلات F-35، وحاملة الطائرات كارل فينسون لصد الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية. وتسعى الولايات المتحدة إلى الضغط على إيران لاستئناف المفاوضات النووية بعد إلغاء اجتماع كان مقررًا في عمان يوم 15 يونيو 2025. ومن جانبها، حذرت إيران من استهداف قواتها أو مصالحها في المنطقة، مع التركيز على مساعيها لمنع الانجرار إلى حرب إقليمية.
تصريحات مسؤولي الإدارة الأمريكية
تواجه إدارة ترامب انقسامات داخلية بين مؤيدي سياسة 'أمريكا أولًا' الذين يعارضون التدخل، ومؤيدي دعم إسرائيل بقوة. ودوليًا، تظهر ردود فعل أوروبية مختلطة تجمع بين دعم إسرائيل ودعوات لضبط النفس، وقبل انطلاق المواجهات، قال الرئيس دونالد ترامب إنه لا يريد من إسرائيل تبني الخيار العسكري بينما لا يزال هناك تقدم ممكن في اتفاق لوقف أسهل طريق لإيران لبناء سلاح نووي، وأضاف أن الاتفاق مع إيران لم يكن وشيكًا، ولكنه كان يبدو محتملا للغاية، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
وفي اليوم الأول للمعارك الدائرة، أضاف ترامب: 'كنا نعلم كل شيء، وحاولت أن أجنب إيران الإذلال والموت. حاولت جاهدًا لأنني كنت سأحب أن أرى اتفاقًا يتم التوصل إليه. ولا يزال بإمكانهم التوصل إلى اتفاق، لكن الوقت لم يفت بعد'، وفي اليوم نفسه، أشار ترامب: 'أعتقد أن العمليات كانت ممتازة. أعطيناهم فرصة، ولم يستغلوها. لقد تم ضربهم بقوة، بقوة شديدة. لقد تم ضربهم بأقصى قوة ممكنة. وهناك المزيد قادم، الكثير'، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.
وفي 15 يونيو 2025، نشر ترامب عبر منصة تروث سوشيال: 'قوة وجبروت القوات المسلحة الأمريكية ستنزل عليكم بمستويات لم تُرَ من قبل'، وفقًا لموقع مجلة 'تايم'، ثم قال خلال قمة مجموعة السبع في كندا: 'أعتقد أن إيران جالسة فعليًا على طاولة المفاوضات. إنهم يريدون إبرام صفقة'، ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز في اليوم نفسه، أضاف: 'أريد شيئًا أفضل من وقف إطلاق النار، نهاية حقيقية، وليس وقف إطلاق نار، نهاية حقيقية. أريد استسلامًا كاملًا من إيران'، واليوم الأربعاء، رد ترامب على أسئلة حول التدخل العسكري الأمريكي قائلًا: 'قد أفعل ذلك، وقد لا أفعل'، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي.
قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إن الولايات المتحدة تتخذ وضعًا دفاعيًا في الشرق الأوسط بهدف التوصل إلى اتفاق سلام مع إيران، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست. وأفاد مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بمعارضة الرئيس دونالد ترامب لخطة استهداف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، ولم يتم تنفيذ الخطة، وفقًا لموقع سي إن إن.
ونشر حساب بي بي سي بريكينغجعلى منصة إكس أن الرئيس ترامب أكد معرفته الكاملة بخطط إسرائيل لضرب إيران، مشيرًا إلى محاولاته لتأمين صفقة نووية لتجنب الصراع، مع هاشتاج إسرائيل إيران. وكان ترامب قد حذر إيران عبر منصة تروث سوشيال قائلًا إن قوة الجيش الأمريكي ستنزل بشدة إذا ردت إيران، مؤكدًا عدم مشاركة الولايات المتحدة في الضربات الإسرائيلية، وعلق الصحفي أليكس وارد عبر فوكس نيوز بأن تصريح وزير الخارجية ماركو روبيو يوضح رغبة الولايات المتحدة في تجنب حرب إسرائيل مع إيران، لكنها ستدافع عن إسرائيل إذا ردت إيران، مشيرًا إلى توازن دقيق خلال انتقال السلطة من بايدن إلى ترامب.
وذكر حساب إي إل آي إن تي نيوز أن الولايات المتحدة نشرت قاذفات بي-52 ومقاتلات إف-35 وحاملة الطائرات كارل فينسون في الشرق الأوسط لردع الرد الإيراني، دون دور هجومي، لكنها أرسلت إشارة واضحة لدعم إسرائيل، وكتب السيناتور توم كوتون عبر حسابه على منصة إكس أن ضربات إسرائيل أضعفت النظام الإيراني، داعيًا الولايات المتحدة إلى ممارسة أقصى الضغط بدلًا من التهدئة وتأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب عارض الضربات الإسرائيلية في البداية لكنه تحول إلى تقديم دعم محدود بعد إصرار إسرائيل، وناقشت إدارته خيارات مثل تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود أو استهداف منشأة فوردو الإيرانية دون اتخاذ إجراءات مباشرة، وأضافت نيويورك تايمز أن ترامب غادر قمة مجموعة السبع مبكرًا لمعالجة الأزمة، ووقّع بيانًا يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس مع دعوة لخفض التصعيد.
'مفارقة استراتيجية'
وذكر موقع بي بي سي نيوز أن ترامب أبقى على غموض موقفه بشأن التدخل العسكري الأمريكي، قائلًا 'قد أفعل ذلك، وقد لا أفعل' بعد اجتماع مجلس الأمن القومي، وسط انقسام بين مؤيديه حول التدخل ووفقًا لرويترز، ربما طالبت إيران الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، لكن ترامب ركز على استمرار المفاوضات النووية رغم إلغاء اجتماع عمان، وأكدت الولايات المتحدة مساعدتها في صد الصواريخ الإيرانية.
ونقلت صحيفة الواشنطن بوست عن المستشار الألماني فريدريش ميرز خلال قمة مجموعة السبع قوله: 'إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابة عن الجميع. نحن أيضًا متأثرون بهذا النظام. نظام الملالي جلب الموت والدمار للعالم'، مع دعوات أوروبية لضبط النفس.
زوصفت صحيفة لوموند الفرنسية موقف الولايات المتحدة بأنه 'مفارقة استراتيجية'، حيث تدعم إسرائيل دفاعيًا بينما تتجنب الصراع المباشر مع إيران، مع مخاوف أوروبية من اضطرابات سوق النفط وتدفقات اللاجئين، وأعربت صحيفة دير شبيجل عن دعم ألمانيا الحذر لإسرائيل، محذرة من مخاطر التدخل الأمريكي المباشر.
الولايات المتحدة في مأزق
وقال الصحفي بيتر بيكر في صحيفة نيويورك تايمز إن رد ترامب على الصراع بين إسرائيل وإيران يكشف عن رئيس عالق بين غرائزه وشغفه تجاه إبرام الصفقات وواقع الشرق الأوسط المتقلب، ويعكس تحوله من المعارضة إلى الدعم المحدود ضغوط نتنياهو والصقور المحليين. وأشار جوليان بورجر في صحيفة الجارديان إلى أن الولايات المتحدة في مأزق، حيث تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس بينما تحاول تجنب حرب قد تزعزع استقرار المنطقة، مضيفًا أن خطاب ترامب يوحي باستخدام الضربات كورقة مساومة، لكن رد إيران لا يزال غير متوقع. قالت روبن رايت في موقع ذا نيويوركر إن إيران ليست العراق عام 2003، وأي مغامرة أمريكية في طهران ستكون كارثية، وأن ترامب يعلم ذلك لكنه يواجه ضغوطًا من حلفاء مثل نتنياهو.